في تطور ينتظره العالم مع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا شهره الثاني، سيلتقي قادة الناتو في بروكسل اليوم الخميس، لعقد قمة استثنائية بطلب من الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، والغرض من القمة هو مناقشة عواقب الغزو الروسي لأوكرانيا. حيث يتضمن جدول الأعمال العديد من القضايا المهمة المتعلقة بسلوك روسيا غير المتوقع في الغزو ضد أوكرانيا، واستخدامها المحتمل لأسلحة الدمار الشامل بمساعدة فريق النمر الأميركي.

منذ عدة أسابيع، تدرس الولايات المتحدة وحلفاؤها سيناريوهات معقولة والتصعيد للتوترات في الحرب، بما في ذلك استخدام موسكو لأسلحة الدمار الشامل وانتهاكها للأراضي التي يسيطر عليها الناتو. فهل يشي بذلك بأن واشنطن تدرس خيارات الرد ضد روسيا، وأن التوجه للتصعيد العسكري قد لن يكون مستبعدا في قادم الأيام، لا سيما وأن روسيا تغوص أكثر فأكثر بمستنقع أوكرانيا

بوتين يهدد الأمن القومي الروسي

مع امتداد مدة الغزو الروسي لأوكرانيا، يرى المحلل في الشأن الروسي، ديمتري بريجع، خلال حديثه لـ”الحل نت”، أنه بات واضحا أن بوتين، أدخل نفسه في مأزق كبير، لأن الاستراتيجية التي خطط لها الكرملين لم تفض إلى النتيجة التي توقعها بوتين خلال إعداده لخطة غزو كييف.

وقال بريجع، إن بوتين توقع أن العملية العسكرية سوف تنتهي بأيام وبوقت محدود. ولكن حتى الآن نرى بأنه مرت على العملية أسابيع، وحتى الآن لم تغير موسكو موقف الحكومة الأوكرانية. ولم تستطيع القضاء على الأسلحة الأوكرانية الهجومية.

كما أن بوتين، راهن على أن الشعب الأوكراني سوف يرحب بالقوات الروسية، وسوف يكون هناك انقلاب ضد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زلينسكي. ولكن ذلك عاد بالعكس، إذ تحولت أوكرانيا من دولة حيادية إلى دولة تريد الانضمام للنادي الغربي والاتحاد الأوروبي، وهذا الشيء أغضب بوتين.

ويعتقد بريجع، أن بوتين حاليا يهدد الأمن القومي الروسي. لأنه حول الحرب لبين روسيا والغرب. حيث أعاد بوتين روسيا إلى حقبة الاتحاد السوفيتي، وهذا “ليس غريب من شخص جاء من الحقبة نفسها، من مدرسة المخابرات السوفيتية، أعاد الزمن إلى الوراء.

وأكد المحلل الروسي، أن روسيا تغوص في المستنقع الأوكراني، ودليلها هروب أقرب حلفاء الكرملين وهو أناتولي تشوبايس – الخزان المالي لنظام بوتين حيث شركات الكهرباء والغاز التي تدر المليارات – وعدم ظهور سيرغي كوجوغيتوفيتش شويغو هو وزير الدفاع الروسي الحالي، منذ 27 شباط/فبراير الفائت.

قد يهمك: المفاوضات والصمود العسكري وسائل أوكرانيا لاستمرار مواجهة روسيا

خيارات وسيناريوهات جديدة

وفقا لتقارير وسائل الإعلام الأميركية، شكل البيت الأبيض سرا مجموعة من الخبراء لدراسة كيفية استجابة الولايات المتحدة وحلفائها لاستخدام بوتين المحتمل للأسلحة الكيماوية أو النووية. حيث ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”، أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد دعا سرا إلى اجتماع فريق رفيع المستوى يسمى فريق “النمر” الأميركي في أوكرانيا.

وستكون المجموعة مسؤولة عن إعداد قرارات بشأن كيفية رد فعل الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين إذا استخدم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أسلحة كيماوية أو بيولوجية أو حتى نووية في أوكرانيا.

وتشير الصحيفة إلى العديد من المسؤولين الذين يشاركون في عملية إنشاء مجموعة خاصة. ووفقا للتقارير، فإن فريق النمر الأميركي مكلف أيضا بإعداد مقترحات للرد في حالة هجوم محتمل من قبل بوتين على أراضي أوكرانيا والناتو. وبما في ذلك تزويد كييف بمعدات وآلات عسكرية.

وطبقا لما ورد في التقرير، فإن فرقة العمل تجتمع في اجتماعات سرية ثلاث مرات في الأسبوع. منذ 28 شباط/فبراير الفائت، وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي لبايدن، في بيان إن “فريق النمر الأميركي استعان بخبراء في أوكرانيا”. كما إن إنشاء المجموعة كان له بالفعل تأثير كبير على الأحداث. حيث لعب الفريق دورا مهما في تطوير العقوبات ضد روسيا ونقل قوات الناتو. وتجهيز الجيش الأوكراني بالمعدات العسكرية.

للقراءة أو الاستماع: خسائر روسيا في أوكرانيا.. ما علاقة تركيا؟

ماذا لو استخدم بوتين الأسلحة النووية؟

وفقًا للخبراء، هناك 4 سيناريوهات يمكن أن يفعلها بوتين الآن وآخرها ربما يستخدم الأسلحة النووية فقط للتفاوض. وبحسب السناتور في مجلس الشيوخ الأميركي، أنجوس كينج، فإن الخيار الأول سيكون بمحاولة بوتين إبرام اتفاق دبلوماسي.

أما بقية المخططات، فتوقع كينج، أن يسعى بوتين إلى تكثيف الهجوم وقصف المدن الأوكرانية، وهندسة هجوم إلكتروني على كييف. وسيكون الأخير تصعيدا بهدف خفض التصعيد حيث يمكن لبوتين أن ينشر سلاحا نوويا على حدود الاتحاد الأوروبي، فقط للتفاوض.

ومن المقرر أن يناقش بايدن وحلفاؤه مساعدة أوكرانيا، والعقوبات الجديدة ضد روسيا. والتحركات الرامية إلى تعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي. وكيفية مواجهة احتمالات التصعيد من الكرملين وسط مخاوف من هجوم كيماوي أو حتى نووي.

مسؤول دفاعي أميركي كبير، قال أمس الأربعاء، إن القوات الأوكرانية تمكنت من صد القوات الروسية شرق كييف، مما أحبط التقدم الروسي نحو العاصمة. وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية، إن القوات الروسية انتقلت إلى “المستوى التالي من الإرهاب” من خلال “الترحيل القسري” لآلاف السكان من مدينة ماريوبول المحاصرة إلى روسيا.

كما فرضت المملكة المتحدة عقوبات جديدة تستهدف المزيد من الأفراد والشركات الذين يدعمون الحرب في أوكرانيا. بما في ذلك ابنة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. حيث أعلنت وزيرة الخارجية، ليز تروس، اليوم الخميس، عن جولة أخرى من العقوبات على مجموعة واسعة من الأهداف بما في ذلك شركة السكك الحديدية الروسية وشركة كرونشتات المنتجة للطائرات الروسية بدون طيار. وبولينا كوفاليفا، ابنة زوجة لافروف.

مع دخول الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، يومه الـ30، لا يبدو أن روسيا عازمة على القبول أي تسوية لإنهاء الحرب. وعلى العكس فإن موسكو ماضية في تحقيق أهدافها. وإخضاع الحكومة الأوكرانية من خلال الحصول على ضمانات أمنية تريدها.

للقراءة أو الاستماع: اختفاء وزير الدفاع الروسي.. ما حقيقة ذلك؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة