أوهام مهرجانات التخفيض في سوريا.. الأسعار مرتفعة بكل الأحوال

أوهام مهرجانات التخفيض في سوريا.. الأسعار مرتفعة بكل الأحوال

المهرجات الرمضانية، أو ما تعرف في سوريا بأسواق الخير، ومهرجانات التخفيض، تعتبر موسما ينتظره السوريون مع قدوم رمضان في كل عام، حيث يجد الناس فيها معظم مستلزماتهم واحتياجاتهم ولكن بأسعار مخفضة نوعا ما عن الأسعار السائدة في السوق.

أوهام التخفيضات

موقع “أخبار الصناعة في سوريا” المحلي، ذكر بأن ظروف إقامة مهرجانات رمضان هذا العام ليست بخير، مضيفا أنه سبق رمضان هذا العام ارتفاع في أجور شحن المواد المستوردة إلى خمسة أضعاف رفع ملف المنتجات التي انعكست على أسعار المنتجات النهائية.

وأضافت أنه من الأسباب أيضا والتي أدت لارتفاع الأسعار، الغزو الروسي لأوكرانيا والذي كشف عما يستورد العالم وليس سوريا فقط من مواد غذائية من البلدين وخاصة القمح وزيت دوار الشمس، كما أثر الغزو الروسي على انخفاض كميات التوريدات إلى سوريا، مع الأخذ بعين الاعتبار أن قلة العرض في السوق لأي مادة ترفع سعرها بنسب مختلفة وخاصة أن هناك ظروفا خاصة مع العقوبات الغربية التي تنعكس سلبا على وصول المنتجات، وزيادة كلف التحويلات المالية يضاف إليها قرارات مصرف سوريا المركزي المتعلقة بتمويل المستوردات ومصادر تمويلها.

ونتيجة لذلك، فقد قلت السلع في هذه المهرجانات بالتزامن مع ارتفاع أسعارها من قبل معظم التجار، ولكن في مقابل ذلك ولأن الترتيب لهذه المهرجانات يعود لنحو عام، فقط طالبت الجهات المنظمة لها التجار بتخفيض الأسعار قدر الإمكان بسبب ضعف الملاءة المالية للمواطنين، فاستجاب البعض من التجار بشكل جيد للدعوات، بينما استجاب آخرون بشكل خجول، مع الإشارة إلى أن  العديد من الصناعيين وخاصة، مصنعي المواد الغذائية، وأصحاب مصانع الزيوت، لم يشاركوا في المهرجانات كي لا يتم تقديم منتجاتهم بأسعار مخفضة.

وكانت التحضيرات لمهرجانات التخفيضات قد بدأت في منتصف آذار/مارس الماضي تحت مسمى “سوق  رمضان الخيري، وسورية بتجمعنا”، على مدينة المعارض القديمة وبدأت  من الخامس والعشرين من شهر شعبان حيث ستستمر لغاية الأيام الأولى من العيد، وهي حسب منظميها تقام بهدف كسر الأسعار وبمشاركة حوالي 130 شركة، حسب متابعة “الحل نت”.

قد يهمك:أسواق خيرية لمواجهة الغلاء الفاحش في سوريا

ارتفاع الأسعار فاق كل شيء

إن الارتفاع المتسارع في الأسعار خلال الفترة الماضية، وخاصة بعد قرار الحكومة إلغاء الدعم، حيث فتح هذا القرار أبواب ارتفاع الأسعار في كل السلع الاستهلاكية، بما فيها الخضار والفواكه والمواد الغذائية الأساسية فضلا عن ارتفاع أسعار الخدمات والمواد الأخرى، والغزو الروسي لأوكرانيا وآثاره السلبية على الاقتصاد السوري، دون أي قدرة من قبل الحكومة والمؤسسات المعنية بتنظيم الأسعار وتحديدها على التدخل، قلل من أهمية هذه المهرجانات، حسب متابعة “الحل نت”.

ويرى مختصون، أنه بالإضافة لكل الأسباب التي أدت لرفع الأسعار، فإن شهر رمضان هو سبب إضافي لزيادة أسعار المواد الغذائية، حيث يزيد الطلب تلقائيا على المواد الغذائية، وخاصة الأساسية منها، حيث يشتكي المواطنون الآن من نقص وغلاء في الرز والسكر والزيت والبقوليات بأنواعها، وهي أساسيات لا يمكن الاستغناء عنها، في ظل قيام المستوردين وتجار الجملة بالتقنين في توزيع المواد، مع تراجع في التنوع واقتصاره على نوعين أو ثلاثة من المنتج إن توفر.

و باتت الحالة الشرائية والتسوق شبه معدومة في الأسواق السورية، بسبب ارتفاع الأسعار، حيث بات المواطن “يقنن” استهلاكه بصرف ما يملك من مال على الأولويات، واختصار نصف المواد الغذائية، مشيرا إلى أن أكثر من نصف السوريين ليس لديهم مصدر دخل ثاني، حسب متابعة “الحل نت”.

إقرأ:أسعار غير مسبوقة في الأسواق السورية منذ 30 عاما

وكانت الأسعار قد ارتفعت في الأسواق المحلية بنسبة تصل إلى 313 بالمئة لمختلف المواد الاستهلاكية منذ مطلع شهر آذار/مارس الفائت، واستمر هذا الارتفاع بالتصاعد حيث يرى العديد من المختصين أنه من غير المرجح أن تنخفض خلال شهر رمضان والذي مضى أسبوعه الأول دون أي انخفاض، لعدم وجود دلائل ومؤشرات على ذلك خلال الوقت الحاضر، حسب متابعة “الحل نت”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.