استراتيجية جديدة على ما يبدو، مقبلة عليها إسرائيل في حربها ضد الميليشيات الإيرانية في سوريا، خاصة مع بدئها الإعلان، وتبني عمليات القصف الصاروخية في سوريا، وهو أمر نادر الحدوث، حيث تتجنب إسرائيل الإعلان عن عملياتها العسكرية ضد إيران على الأراضي السورية.

وزير إسرائيلي يؤكد

وزير الشتات في الحكومة الإسرائيلية نحمان شاي، أعلن الجمعة، أن بلاده نفذت هجوما جويا على سوريا، وهي المرة الأولى التي تعترف بها إسرائيل، مباشرة بتنفيذ هجوم في سوريا منذ أشهر.

وأضاف الوزير الإسرائيلي، في معرض حديثه عن توتر العلاقات مع روسيا، عبر إذاعة “ريشيت بيت“: “إننا نتخذ إجراءات قانونية لتقليل الضرر من جراء الأزمة مع روسيا، ولكن في الوقت نفسه نتحرك لحماية مصالحها الأمنية، الجيش الإسرائيلي قصف دمشق الليلة الماضية“.

وتجدر الإشارة إلى أنها المرة الأولى منذ فترة طويلة، التي يعلن مسؤول إسرائيلي عن قصف بلاده لمواقع في سوريا، حيث جرت العادة أن تنقل وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي يحظر عليها نشر الأخبار ذات الحساسية الأمنية، أخبار الضربات الإسرائيلية في سوريا من الإعلام العربي.

الباحث السياسي عصام زيتون، يرى أن اعتراف إسرائيل بتنفيذ عمليات عسكرية تستهدف الوجود الإيراني، جاء في ظروف إقليمية ودولية معقدة، حيث تمر العلاقات الروسية الإسرائيلية بمرحلة توتر وتحدي غير مسبوق، وأصبح التنديد الروسي بالغارات على أعلى المستويات.

تصعيد أوسع

وفي حديث خاص لـ“الحل نت“، يعتقد زيتون، أن هذا الإعلان ينذر بتصعيد أخطر وأوسع من قبل إسرائيل على المواقع الإيرانية في سوريا، لا سيما في ظل تصاعد النشاطات الإيرانية على الأراضي السورية، خاصة في مناطق الجنوب.

قد يهمك: حرب إسرائيلية لترسيم الحدود مع سوريا.. ما الاحتمالات؟

وحول ذلك يضيف: “لا ننسى تهديد روسيا بتشغيل منظومات الدفاع الجوي إس 300 واس 400 ضد الطائرات الإسرائيلية. ولا ننسى قمة طهران، وما نتج عنها من تحالف استراتيجي بين روسيا وإيران. أعتقد أن اتفاق تسوية 2018 الذي رعته روسيا في الجنوب السوري أصبح من الماضي. وعلى القوى الثورية هناك الاستعداد لأسوأ السيناريوهات“.

وكان آخر استهداف لإسرائيل لمواقع إيرانية في سوريا، فجر الجمعة، حيث أكدت وكالة “سانا” المحلية، قتل ثلاثة عناصر من القوات السورية، وجرح سبعة آخرين، بقصف صاروخي إسرائيلي من اتجاه الجولان، استهدف مواقع في محيط مدينة دمشق.

تفاصيل الاستهداف

مصادر خاصة أفادت لـ“الحل نت” بأن القصف الإسرائيلي استهدف مكاتب ونقاط عسكرية تتبع للنفوذ الإيراني. حيث تركزت إحدى الضربات على مكاتب أمنية بدمشق يتبع لـ“المخابرات الجوية” ذات النفوذ الإيراني، إضافة إلى استهداف طال نقاط داخل مطار المزة العسكري، تتمركز فيها ميليشيات تابعة لطهران.

كذلك فقد أشارت المصادر، إلى أن بنك الأهداف الإسرائيلي يعتمد بشكل كبير على جماعات تعمل داخل الأجهزة الأمنية التابعة للنفوذ الإيراني في دمشق بشكل رئيسي، مشيرة إلى أن الإيرانيين سعوا مؤخرا لفك ارتباط قواتهم المنتشرة في مناطق عدة من سوريا، بالجهاز الأمني المنضوي تحت إطار “المخابرات الجوية“، إلا أن هذه التحركات لم تجد نفعا بحسب المصادر، حيث تعمل قيادات داخل “المخابرات الجوية” بدمشق على تجنيد العديد من أفرادها في محافظات سورية أخرى من أجل اقتفاء أثر التحركات الإيرانية في مناطق مختلفة من سوريا، لا سيما في القنيطرة وحمص ودير الزور.

وتصاعدت وتيرة القصف الإسرائيلي على مواقع في دمشق خلال الأسابيع الماضية، تزامنا مع تزايد النشاط الإيراني في مناطق الجنوب السوري، لا سيما في “مطار دمشق الدولي“.

وتستخدم الميليشيات الإيرانية مطار دمشق الدولي، لنقل شحنات الأسلحة بين طهران ودمشق، فيما تتحدث بعض التقارير عن نقل معدات إلى لبنان لإيصالها إلى “حزب الله” عبر مطار دمشق.

وسائل إعلام محلية إسرائيلية، أشارت إلى أن ضربات تل أبيب في سوريا ستستمر، لأن إسرائيل ترى نفسها حتى الآن بعيدة عن تحقيق هدف إنهاء الوجود العسكري الإيراني هناك، مضيفة أن الهدوء النسبي الذي تعيشه الجبهة بين البلدين “هدوء خادع“، وذلك وفقا لتقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، الأربعاء.

ولفتت الصحيفة، إلى جهد إسرائيلي مخفي كبير كان يعمل سرا ضد التهديد الإيراني القادم من الأراضي السورية، مبيّنة أن إسرائيل كانت تعتبر قوات الحكومة السورية سابقا، عدوا لا يستهان به كونها تمتلك أسلحة غير تقليدية، إلا أنها لم تعد كذلك اليوم، وانتقل تركيزها لصد التهديد الإيراني.

وأضافت الصحيفة، أن تل أبيب غيّرت استراتيجيتها مع تزايد الوجود الإيراني في سوريا، وأن حملاتها الأخيرة هدفت لتقليل ذاك الوجود، وكذلك أكدت، إن إسرائيل لا تزال بعيدة عن تحقيق هدفها بإنهاء الوجود الإيراني في سوريا، ولهذا فإن الضربات لن تتقلص حتى في ظل التفاهمات الإيرانية الروسية.

قد يهمك: هل يتجه الأسد للتطبيع مع إسرائيل؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.