منذ مطلع العام الحالي 2022، بدأت العلاقات التركية الإسرائيلية بأخذ توجه مختلف عن السابق نحو ما يمكن اعتباره مصالحة، وتوافقا بعد سنوات شابتها العديد من التوترات، وتخلل الفترة السابقة زيارات رسمية بين الطرفين توجت في النهاية بإعادة العلاقات كاملة بينهما.

عودة التمثيل الدبلوماسي

في سياق العلاقات التركية الإسرائيلية، أعلن رئيس وزراء إسرائيل يائير لابيد، اليوم الأربعاء، إجراء اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تم بموجبه إعادة سفيري البلدين.

وبحسب بيان رئاسة الوزراء الإسرائيلية، “في أعقاب الاتصال الهاتفي الذي جرى بين رئيس الوزراء، يائير لابيد، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان – إسرائيل وتركيا تستعيدان السفيرين والقنصلين العامين-“، بحسب تقارير اطلع عليها “الحل نت”.

وأضاف البيان، إن “استئناف العلاقات مع تركيا يشكل ذخرا هاما بالنسبة للاستقرار الإقليمي، وبشرى اقتصادية هامة جدا بالنسبة لمواطني إسرائيل، سنواصل العمل على تعزيز مكانة إسرائيل في العالم”.

وتابع البيان، “بعد الاتفاقات التي تحققت أثناء زيارة رئيس الوزراء يائير لابيد، إلى أنقرة ولقائه مع وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، وبعد الاتصال الهاتفي الذي جرى بين رئيس الوزراء، والرئيس التركي، أردوغان، وعلى ضوء التطورات الإيجابية التي وقعت في العلاقات بين البلدين على مدار العام الأخير، قرر البلدان العودة إلى تمثيل دبلوماسي كامل”.

كما أوضح البيان، أنه “تقرر إعادة رفع مستوى العلاقات الإسرائيلية التركية لتبلغ التمثيل الدبلوماسي الكامل، مع عودة السفيرين والقنصلين العامين من كلتا الدولتين”.

وختم البيان، “سيساهم هذا الأمر في تعميق العلاقات بين الشعبين وفي تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياحية بين البلدين، كما سيساهم ذلك في تعزيز الاستقرار الإقليمي”.

إقرأ:غزة.. هل تستمر الهدنة بين إسرائيل و”حركة الجهاد”؟

تقارب منذ مطلع 2022

في التاسع من آذار/مارس الماضي، استقبل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، نظيره الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول إسرائيلي بهذا المستوى منذ 15 عاما، حيث وصل الرئيس الإسرائيلي، على رأس وفد إسرائيلي رفيع المستوى، لفتح صفحة جديدة في العلاقات التركية- الإسرائيلية، حسبما صرح الرئيس الإسرائيلي، قبل مغادرته مطار بن غوريون متجها نحو تركيا، في ذلك الوقت، بحسب تقرير سابق لـ”الحل نت”.

وسبق الزيارة، اتصال هاتفي أجراه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع نظيره الإسرائيلي، هرتسوغ، ورئيس الوزراء، نفتالي بينيت، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وهي المحادثات الأولى من نوعها منذ عام 2013، حيث دارت المحادثات حينها حول “دبلوماسية الغاز”، حين أبدى الرئيس التركي استعداد بلاده للتعاون مع إسرائيل ضمن مشروع خط أنابيب غاز شرقي البحر المتوسط.

الكاتب السياسي، حسان الأسود، أوضح في حديث سابق لموقع “الحل نت”، أن الظروف الدولية تغيرت في الشرق الأوسط، وخاصة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، فهناك تحالفات جديدة ستنشأ، وهناك مصالح ستتلاقى وأخرى ستضارب، ومن أجل ذلك ستقوم تركيا بإعادة حساباتها حتى ولو كانت زيارة الرئيس الإسرائيلي لأنقرة مجدولة مسبقا.

وأضاف الأسود، أن العلاقات التركية- الإسرائيلية، سوف تتعمق بشكل أو بآخر على اعتبار أن تركيا تقع على حافة الصراع، الروسي- الأوكراني، فهي تطل على البحر الأسود، وتربطها علاقات تاريخية بروسيا، لا تخلو من المصالح المشتركة، وعلاقات ومصالح بأوكرانيا، لذلك ستدخل في تحالفات جديدة ومن بينها التحالف مع إسرائيل.

قد يهمك:بين قصف مطار دمشق وقصر الأسد.. ماذا تريد إسرائيل في سوريا؟

تخفيف للضغوط على تركيا

تركيا منذ بداية الأزمة السورية، تعاني من العديد من المشاكل، بعد أن كانت تتبع سياسة “صفر مشاكل”، التي عمل على ترسيخها رئيس وزراء تركيا السابق، أحمد داوود أوغلو، ولكن نتيجة للتحديات التي فرضتها الأزمة السورية، كان لا بد من التدخل التركي في هذا الملف، تحت ذرائع مختلفة، أبرزها الحفاظ على مصالحها، وحماية أمنها القومي من التهديد.

وبحسب حسان الأسود، فإن الوضع الاقتصادي التركي تأثر خلال الأزمة السورية، ويتأثر الآن نتيجة للغزو الروسي لأوكرانيا، لذلك لا بد أن تقوم تركيا بإعادة بناء علاقات متوازنة مع إسرائيل ودول الخليج بشكل عام، فالعلاقات بين الدول تبنى على المصالح وتوازن القوى.

إقرأ:هل يتجه الأسد للتطبيع مع إسرائيل؟

يذكر أن العديد من التشابكات لا يمكن الوقوف على عمقها بسهولة، وبالتالي فإن إعادة بناء العلاقات التركية- الإسرائيلية، هي مصلحة تركية ستتعافى من ورائها البنية الاقتصادية التركية، كما سيكون هناك قدرة على التعامل مع بعض الملفات العالقة، وهي مصلحة للطرفين، وسيتحقق بعض من الأمن المفقود في المنطقة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة