تناقل ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع مصورة تظهر لقاء جمع وزير الثقافة، محمد ياسين صالح، وجمال الشرع، وهو الشقيق الثالث لأحمد الشرع، مع فرحان المرسومي، الذي يُعتبر من أشهر داعمي الرئيس المخلوع بشار الأسد وأحد رجال إيران وماهر الأسد البارزين في دير الزور ويُتهم بضلوعه بتجارة المخدرات.
ورغم اعتذار وزير الثقافة وتبريره للقاء، إلا أن ناشطين طالبوا صالح بالاستقالة من الحكومة الانتقالية، بينما طالب آخرون بفتح تحقيق معتبرين أن “المصالح السياسية لا يجب أن تُبنى على أنقاض الكرامة الوطنية”.
الوزير اعتذر ولكن!
بعد ظهور وزير الثقافة، محمد صالح، في مضافة فرحان المرسومي بدمشق، نشر الوزير اعتذارا نصياً عبر حسابه على منصة “إكس”، لكنه لم يكن مقنعا للكثيرين، وفق ما رصد موقع “الحل نت” عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

إذ قال صالح في منشوره: “في كل يوم يُطلب مني مئات الصور مع الناس، ولا أستطيع أن أكشف عن صدور الناس وأعرف مشاربهم وانتماءاتهم. أريد أن أعتذر للشعب السوري العظيم عن أي صورة -غير مقصودة- مع أي شخص محسوب على النظام البائد”.
لكن هذا الاعتذار لم يكن مبرِّرا حقيقيا للقاء، إذ طالب الصحفي فراس علاوي عبر “فيسبوك” الوزير بإعلان استقالته. وقال: “بعد ما اتضح أن تبرير وزير الثقافة لم يكن حقيقيا وأنه يعرف تماما أين هو ومن هم الذين استضافوه. ولم يكتف بالوليمة ولا قبول الهدية وإنما ألقى قصائد مديح بمضيفيه وهم من عتاة الشبيحة. لذلك لا بديل عن إعلان استقالته وكل يوم يمضي دون إعلان استقالته هو استهانة بدماء كثير من ضحايا المليشيات الإيرانية”.
بينما اعتبر الكاتب الصحفي محي الدين لاذقاني، أن “الاعتذار الكاذب لوزير الثقافة كان من قبيل التذاكي، والتذاكي شقيق الغباء وطالما اتضح أنه كان يعرف أن مضيفه شبّيحا، ومجرما كبيرا، فيجب إن كان عنده ضمير أن يستقيل، ويختفي إلى يوم القيامة”.
صور ومقاطع مصورة أظهرت إهداء فرحان المرسومي وزير الثقافة وجمال الشرع، شقيق الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، عباءة لكل منهما. بينما ظهر قائد “الفرقة 76” في الجيش السوري الجديد، سيف الدين بولاد “أبو بكر” في اللقاء أيضا.
وقال غازي عبد الغفور عبر “فيسبوك” “لكن المُلام الأول، أجهزة الدولة المعنية، لماذا تركت هؤلاء الكائنات السافلة حتى اللحظة تسرح وتمرح، لا حساب ولا عقاب!! أوليس هم من عتاة فلول النظام”. وأضاف: “ليت الوزير لم “يعتذر”، فالاعتذار الذي خرج به، هو من التذاكي علينا وبهذا تسخيفاً لعقولنا!! لا أحد تكلم عن صور ولقاءات عابرة او لقاء صدفة يا ابو الشباب، بل عن خبصة كبيرة ومن أسف، قد ضعت بين الأطباق هذه المرة!!؟؟”
أما الصحفي عهد الصليبي، ألقى اللوم على رئيس مجلس القبائل والعشائر في سوريا المعارض للنظام السابق الشيخ عبد المنعم ناصيف، مشيرا إلى أن هناك حديث عن أن تنسيق الدعوة على وليمة الغداء عند فرحان المرسومي كان عن طريق ناصيف.
وطالب صليبي بتسليم “المرسومي لجهاز الأمن في دير الزور، ومحاكمته أصولًا بقضاء عادل، لا يبرئه ولا يجرمه فوق جرمه، ومحاسبة من نسّق لهذا اللقاء واللقاءات السابقة، وإعادة هيكلة ملف القبائل والعشائر بشكل صحيح”.
من هو فرحان المرسومي؟
المرسومي هو شيخ عشيرة المراسمة في سوريا وينحدر من قرية الباغوز بريف البوكمال، ويُتهم بتجارة المخدرات، وبأنه كان أحد أذرع إيران في البلاد، حيث حظي المرسومي بدعم قادة “الحشد العراقي” والميلشيات العراقية، وكان يجري زيارات دائمة إلى العراق، ويشرف أيضاً على تأمين احتياجات الزوار الشيعة في منطقة السيدة زينب بريف دمشق، بحسب موقع “فرات بوست” المحلي.

وكان المرسومي يُعتبر رائداً في مجال تهريب التبغ من العراق الى معظم الأراضي السورية عبر شخصيات تابعة له، وبالتعاون والتنسيق مع” الفرقة الرابعة”، إضافة إلى عمليات تهريب السلاح والحبوب المخدرة بالتنسيق مع مهريين من “حزب الله” اللبناني، حيث يقوم المرسومي بشراء كميات وإرسالها لصالح قيادات عراقية ضمن الأراضي العراقية لبيعها هناك.
وفي تموز/يوليو 2024، تقدّم بطلب رسمي إلى “الأمن الوطني” في دمشق، من أجل الحصول على استثمار نقل النفط الخام من مناطق “قسد” باتجاه الساحل السوري، وفق ما ذكر “فرات بوست” في ذلك الوقت.
إضافة إلى ذلك، كان المرسومي يجري عبر مكتب “الفاروق” عمليات شراء عقارات في دمشق ودير الزور لصالح “حركة جهاد بناء” الإيرانية من أجل التغيير الديمغرافي.
بدوره، أصدر فرحان المرسومي بياناً أمس الخميس، نفى فيه ارتباطه بالنظام المخلوع، إذ ادّعى أنه كان مجبراً على التعامل مع نظام الأسد “لحماية أهله وعشيرته وتجارته”.
وقال المرسومي في بيانه: “إن ما يتم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي عن علاقتي بنظام الأسد المخلوع هو محض افتراء من أشخاص حاقدين قصدهم الإساءة لشخصي والتحريض عليّ”.
ونشر ناشطون صورا للمرسومي وهو برفقة الرئيس المخلوع بشار الأسد وضباطا في عدة مناسبات.
- الإعلام السوري ما بعد “الأسد”.. هل نحن في مأمن؟
- صندوق النقد الدولي يعين رئيسا لبعثته إلى سوريا.. ماذا تعني هذه الخطوة؟
- سخط كبير رغم تسهيلات “التجاري السوري” لسداد القروض.. بماذا طالب السوريين؟
- ملفات حسّاسة ناقشها كوري ميلز مع الشرع: المقاتلون الأجانب والعلاقات الإقليمية
- صبحي عطري: الوداع الأخير لـ “صديق النجوم”!
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

تفاصيل “الرحلة الأخيرة” لتهريب الأسد ثروات سوريا.. إلى أين اتجهت؟

تجميد إضافي على أصول بشار الأسد ودائرته المقربة في سويسرا.. هل يتم تسليمها لدمشق؟

روسيا تسعى لإبرام صفقة مع سوريا للاحتفاظ بقواعدها العسكرية.. ما مصير الأسد؟

بعد نفي روسيا وجودها لديها.. أين هرّب “الأسد” أموال سوريا المنهوبة؟
الأكثر قراءة

واشنطن تتسلّم رد دمشق على متطلبات تخفيف العقوبات.. تفاصيل

هل تحمل زيارة وزير الخارجية الأردني لدمشق رسائل بعد حلّ “اللواء الثامن” بدرعا؟

مسؤول أميركي: لا ثقة بدمشق حتى الآن وهذه أولوياتنا في سوريا

مرهف أبو قصرة: من حقول حلفايا لوزارة الدفاع السورية.. رحلة مثيرة للجدل!

محمد البشير: من حكومتي الإنقاذ وتصريف الأعمال إلى وزارة الطاقة.. السيرة الكاملة

مباحثات أوروبية حول إمكانية تخفيف العقوبات عن سوريا
المزيد من مقالات حول سياسة

ملفات حسّاسة ناقشها كوري ميلز مع الشرع: المقاتلون الأجانب والعلاقات الإقليمية

حمزة المصطفى: مرحلة جديدة للإعلام السوري؟

تصاعد أعمال الانتقام والتصفية في سوريا.. ما المطلوب من الحكومة؟

أم سورية تناشد لإعادة أبنائها الثلاثة المخطوفين من الساحل

طهران ترفض تصريحات واشنطن حول دورها في سوريا

الأمن السوري يعتقل قياديين في “الجهاد الإسلامي” بدمشق.. ما دلالات ذلك؟

اختطاف النساء في الساحل السوري و”سبيهن”.. ما القصة؟
