خلال كلمته في القمة العربية ببغداد، أطلق وزير الخارجية والمغتربين السوري، أسعد الشيباني، مجموعة رسائل سياسية، تتعلق بمستقبل العلاقات السورية مع المجتمع الدولي، في وقت أكد فيه على أن سوريا ستكون في العمق العربي، باعتبار ذلك “ضرورة استراتيجية”.
وأشار الشيباني إلى توجهات حكومة بلاده وتطلعاتها للمرحلة المقبلة، بعد القرار الأميركي برفع العقوبات عن دمشق، باعتبار ذلك “خطوة مهمة في طريق التعافي الوطني وإعادة الإعمار”.
دمشق ترفض الوصاية
رغم أن سوريا منذ دخولها مرحلة جديد بعد الإطاحة بالأسد لم تخضع لوصاية من أي نوع، إلا أن الشيباني شدّد في كلمته على رفض الوصاية على بلاده، في رسالة وجهها ربما لدول إقليمية، إضافة إلى رفض مطالب أطراف تنادي بالحماية الدولية وما إلى ذلك.
وزير الخارجية قال في كلمته، إن “سوريا لا تقبل وصاية، ولا ترضى بأن تكون ساحةً لصراعات الآخرين”، مؤكدا أن دمشق تريد علاقات متوازنة قائمة على الاحترام المتبادل.
وأضاف: “نحمل المحبة لكل دولة عربية، ونثمّن كل خطوة عربية ساهمت في كسر العزلة ورفع العقوبات. سوريا القوية والمستقرة ركيزة الأمن العربي”.
“سوريا تدفع ثمناً باهظاً نتيجة تدخلات خارجية وصراعات داخلية، فهي تواجه أطرافاً لا يعنيها أمن السوريين ولا مستقبلهم، بل تعمل على توظيف المأساة السورية لخدمة مشاريعها الخاصة”
وقال الشيباني إن سوريا تواجه تحديات عدة تتمثل ببقايا تنظيم “داعش”، التي تحاول قوى خارجية استخدامها كأداة للابتزاز السياسي والضغط الأمني، إضافةً إلى ما يُحاك في الخفاء لتفكيك المجتمع السوري وزرع الفتنة، عبر دعم تشكيلات انفصالية، لجر البلاد إلى صراع أهلي طويل الأمد.
وكشف عن بدء خطوات جادّة نحو التعافي الوطني، “انطلقت من حوار وطني جامع هو الأول من نوعه في تاريخ البلاد، يضمن التمثيل، ويحفظ الكرامة، ويعزّز فكرة أن سوريا وطن لجميع السوريين ولا مكان فيها للتهميش ولا للإقصاء.”
الوزير أشار إلى أن العمل جارٍ لوضع اللمسات الأخيرة على مسار صياغة دستور دائم، وإطلاق برلمان وطني يمثّل جميع مكونات الشعب السوري، ويكرّس سيادة القانون، ويرسّخ مؤسسات الدولة.
ولفت إلى النجاح في تشكيل حكومة شاملة تعكس الإرادة الشعبية، وتعمل على تحقيق العدالة الانتقالية وكشف مصير المفقودين، مؤكداً أن “لا مصالحة دون إنصاف، ولا سلماً أهلياً دون كشف الحقيقة”.
الشيباني أكد على تمسّك سوريا بسيادتها ووحدة أراضيها، ورفضها القاطع لأيّ تدخّل خارجي في شؤونها الداخلية، مؤكداً أن هذا المبدأ لا يقبل المناورة ولا التفاوض.
رفع العقوبات بداية طريق جديد
اعتبر وزير الخارجية أن رفع العقوبات لا يمثّل نهاية المطاف، بل هو بداية طريق جديد، تأمل سوريا أن يكون معبّداً بالتعاون العربي الحقيقي، والسعي المشترك لتحقيق التنمية، وتعزيز الاستقرار وصون الأمن القومي العربي.
بينما أعرب عن تقدير دمشق لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب رفع العقوبات المفروضة عليها، واصفاً القرار بأنه “خطوة مهمة في طريق التعافي الوطني وإعادة الإعمار”، ونتاج جهد دبلوماسي عربي صادق أثمر عن نتائج ملموسة.

وخصّ الوزير الشيباني بالشكر المملكة العربية السعودية والجمهورية التركية على ما وصفها بـ”الوساطة الفعالة” التي جاءت في لحظة مفصلية من تاريخ سوريا، كما وجّه شكره إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر، والأردن، ودول مجلس التعاون الخليجي كافة، على وقوفهم إلى جانب سوريا في هذه المرحلة الدقيقة.
فيما يخص إسرائيل، شدّد على أن التهديدات والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في جنوبي سوريا خرقٌ صارخٌ للقانون الدولي ولأبسط مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتشكل تهديداً للاستقرار الإقليمي،
“نؤكد التزامنا باتفاقية فصل القوات لعام 1974، التي تضمن الحد الأدنى لاستقرار تلك المنطقة الحساسة”
وأكد أن الحفاظ على أمن جنوب سوريا جزءٌ لا يتجزّأ من أمن سوريا ووحدة أراضيها، واستمرار الاعتداءات يهدّد مساعي التهدئة، ويفتح الباب لمزيد من الفوضى في المنطقة، مطالبا بموقف عربي موحّد ودور فعّال لدعم حق سوريا في استعادة سيادتها الكاملة على كل أراضيها”.
وأكدت القمة العربية بدورتها الاعتيادية الـ 34، المنعقدة في العاصمة العراقية بغداد، اليوم السبت، وذلك على لسان رؤساء ووفود الدول المشاركة فيها، دعم سوريا الجديدة، والوقوف مع دمشق بجهود الإعمار، مثمّنة قرار واشنطن برفع العقوبات عن سوريا.
- الخطر الذي يتسلل مجدداً.. عن احتمالات عودة “داعش” إلى سوريا
- هيئتان لـ العدالة الانتقالية والمفقودين… ما المطلوب لضمان عمل مستقل؟
- “الليرة الجديدة”.. هل تنقذ الاقتصاد السوري أم تعمّق أزمته؟
- هل أصبحت سوريا مؤهلة لتلقي التمويلات الجديدة؟.. البنك الدولي يجيب
- وزير الدفاع يعلن دمج كافة الوحدات العسكرية.. ما دور بريطانيا بإعادة هيكلة الجيش؟
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

القمة العربية تقف مع سوريا.. تفاصيل

نتنياهو يستعد لمواجهة ترامب بسبب سوريا.. والشيباني يؤكد: علاقات استراتيجية مع واشنطن

نتائج زيارة الوزير الشيباني إلى نيويورك: بين الخلط والفشل!

أسعد الشيباني: دبلوماسي سوريا الجديدة بأسماء متعددة
الأكثر قراءة

وسط ترقب لانفراجة من واشنطن.. “المركزي السوري” يخفض سعر الدولار مقابل الليرة

وسط اتهام للمقاتلين الأجانب.. الأمن العام يفتح تحقيقا في مقتل أربعة أشخاص باللاذقية

هل تنجح قرارات المركزي الأخيرة في إعادة بناء الثقة بالقطاع المصرفي السوري؟

هل تنتعش جيوب السوريين بعد رفع العقوبات الأميركية.. خبير يوضح

هل تبيع الحكومة الجديدة القطاع العام السوري كاملًا؟.. مستشار وزير الاقتصاد يجيب

نجوم سوريا يتفاعلون مع رفع العقوبات.. فرح وشكر من كل الأطراف!
المزيد من مقالات حول سياسة

هيئتان لـ العدالة الانتقالية والمفقودين… ما المطلوب لضمان عمل مستقل؟

وزير الدفاع يعلن دمج كافة الوحدات العسكرية.. ما دور بريطانيا بإعادة هيكلة الجيش؟

“سوريا لا تقبل وصاية”.. الشيباني يطلق رسائل خلال القمة العربية ببغداد

القمة العربية تقف مع سوريا.. تفاصيل

وزارة الداخلية تكشف عن خطة أمنية لإدارة سوريا.. تفاصيل

“العفو الدولية” تطالب دمشق بمنع وقوع المزيد من الانتهاكات ومحاسبة المتورطين بمجازر الساحل

المقاتلون الأجانب.. كيف ستتعامل دمشق مع هذا الملف الحسّاس؟
