أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، أمس الأحد، إنه اتفق مع رئيس وزراء لبنان نواف سلام على اتخاذ خطوات عملية لإنهاء معاناة السوريين الموقوفين في لبنان.

وأضاف الشيباني بعد لقائه مع سلام: “ناقشنا ضرورة التسريع في إنهاء معاناة السوريين الموقوفين في سجن رومية”. 

إنهاء معاناة السوريين في رومية

وكشف الشيباني عبر حسابه على منصة “إكس“: “اتفقنا على خطوات عملية في هذا الشأن”. وتابع الشيباني: “نؤكد في الحكومة السورية حرصنا الكامل على إنهاء هذا الملف في أقرب وقت ممكن”، لافتا إلى أن بعض تداعيات سنوات الحرب قد تستمر لفترة من الزمن.

صورة متداولة من داخل سجن رومية

وجاء إعلان الشيباني ردا على المطالبات لحل ملف الموقوفين في سجن رومية، حيث كتبت الإعلامية صبا مدور: “نطالب وزير الخارجية السيد أسعد الشيباني والحكومة السورية بالتحرك العاجل والفوري في ملف المعتقلين السوريين في لبنان”.

وشهد سجن رومية اللبناني قبل أيام قليلة حالة من الفوضى والشغب، أثارت جدلا واسعا، بعدما طالب عدد من السجناء، بالتزامن مع انعقاد الجلسة التشريعية في مجلس النواب اللبناني، بإقرار قانون العفو العام وتخفيض مدد الأحكام.

وقد ناشد ناشطون سوريون حكومة بلادهم التدخل لمعالجة أوضاع السجناء السوريين في رومية، الذين رفعوا لافتات تطالب الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع بالنظر في قضيتهم وتحسين ظروفهم.

اتفاق سابق لاسترداد المعتقلين

خلال كانون الثاني/يناير الفائت، توصلت السلطات السورية واللبنانية إلى اتفاق يقضي باسترداد جميع المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية، بما في ذلك الموقوفون في سجن رومية. 

وجاء ذلك الاتفاق خلال زيارة رئيس الوزراء اللبناني السابق نجيب ميقاتي إلى دمشق ولقائه بالشرع. وشمل الاتفاق آنذاك أيضا التعاون في تأمين الحدود ومكافحة المخدرات وتشكيل لجان مشتركة على مختلف المستويات.

وفي شباط/فبراير الماضي، أعلن أكثر من 100 معتقل سوري في سجن رومية إضرابا مفتوحا عن الطعام، وذلك احتجاجا على عدم تنفيذ الاتفاق بين دمشق وبيروت. وأدى الإضراب إلى تدهور الحالة الصحية لعدد من المعتقلين، حيث نُقل بعضهم إلى المستشفى. 

ومن ثم وخلال وقت لاحق من شباط/فبراير، زار وفد من السفارة السورية المعتقلين في سجن رومية، وأبلغهم بأن الحكومة السورية تتابع قضيتهم مع السلطات اللبنانية. 

وعلى إثر ذلك، قرر المعتقلون في سجن رومية تعليق إضرابهم عن الطعام، معربين عن أملهم في حل قريب لقضيتهم.

صورة متداولة من داخل سجن رومية

لكم ورغم الاتفاق المعلن، لم يتم تنفيذ خطوات فعّلية لمعالجة ملف المعتقلين حتى الآن. وهذا التأخير أثار احتجاجات في مناطق سورية حدودية، حيث طالب الأهالي بالإفراج عن أبنائهم أو تسليمهم للسلطات السورية، وفق تقارير صحفية.

ويأتي هذا التطور في سياق تقارير إعلامية حديثة سلطت الضوء على واقع السجناء السوريين في لبنان، حيث تشير البيانات إلى وجود نحو 2000 سوري، بين موقوف ومحكوم، في السجون اللبنانية، ما يشكل نحو 30 بالمئة من إجمالي السجناء.

وهناك 200 سجين سوري محكومون بالمؤبد والإعدام، وعدد لا يتعدّى العشرات محكوم بتهم رشاوى وسرق، وفق وزارة الداخلية اللبنانية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة