"داعش" تتهم "الجيش الحر" بالموالاة للمخابرات الأميركية والألمانية

بالسرعة نفسها التي أعلن فيها ولادة تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش)، جاءت الحرب عليه سريعة من قبل “الجيش الحر” والفصائل المقاتلة، لتعلن أن التنظيم تجاوز حدوده تجاه السوريين مستغلاً الدين في تحقيق تسلطه واستبداده.
بضعة أيام من الحرب ضد “داعش” كانت كفيله بخروجها من أكثر المناطق التي سبق له أن سيطر عليها بعد تحريرها من قبل الفصائل الأخرى المقاتلة أكثر الأحيان، أو بعد مشاركة التنظيم للفصائل في القتال ضد النظام، كما حدث في حالات قليلة جداً كان منها تحرير مطار منغ.
يشير ناشطون كثر، الى أن أسباب قوة “داعش” عائدة لاعتماده الأسلوب الدعوي في تجييش مشاعر السكان الذين لم يجدوا مناصراً لهم يوقف حرب النظام ضدهم. لذلك راحت دعوة التنظيم بوجوب نصرة الإسلام ودم المسلمين، تجوب المناطق لتطلقه من المنابر الدينية في المناطق المحررة مستغلة مشاعر الناس المقهورين وانشغال باقي الكتائب من جهة وحاجة السكان المادية من جهة أخرى. حيث اعتمد التنظيم أسلوبا مشابها لما يفعله النظام في المناطق المحتلة باعتماده تجنيد المحتاجين ومنحهم رواتب تصل حتى 20 الف ليرة في الشهر الواحد مقابل التجنّد في صفوفه.
وحسب ما ذكر الإعلامي حازم الداكل من حلب أن امتلاك داعش للمال الكثير جعله يستغل حاجة بعض الكتائب بشرائه الأسلحة منها والتي كانوا يغتنمونها في المعارك. فعلى سبيل المثال لا الحصر كان التنظيم يعمد إلى تجريد الكتائب من أسلحة عبر دفع أثمان باهظة لقاء السلاح المتوسط والثقيل بشكل خاص فكان يشتري الدبابة بمبلغ 15 مليون ليرة سورية على الأقل والرشاش بثلاثة ملايين ليرة. بهذا امتلك “داعش” ترسانة أسلحة بالمال وليس من خلال القتال. ذلك السلاح الذي عاود التنظيم تسليطه ضد السكان وليس النظام.
التنظيم الذي ناهزت تجاوزاته ما اقترفه النظام ضد شعبه، وفي زمن قصير جداً منذ ولادته، جعل المقاتلين الشرفاء يتوحدون من جديد لإعادة الثورة إلى نصابها الحقيقي، فولد “جيش المجاهدين” في الثالث من الشهر الجاري ليعلن الحرب ضد “داعش” داعياً باقي الفصائل للاشتراك في اجتثاث الورم السرطاني وإعادة الثورة لمسارها الصحيح.
بعد مرور أكثر من أسبوعين من الحرب ضد “داعش” لاتزال المعارك تسير بوتيرة متسارعة وسط انحسار ملحوظ لنفوذ الأخير أمام ضربات الفصائل المقاتلة للتنظيم. ففي إدلب لم يتبق لداعش فيها تواجد إلا بعض جيوب بعدما اضطر للانسحاب امس من سراقب، حيث دارت المعارك الضارية التي قتل فيها أمير داعش أبو البراء الجزائري، تلك المعركة التي تكبد فيها التنظيم ولواء داوود المناصر له خسائر كبيرة على يد جبهة ثوار سوريا المشترك الأكبر في المعركة وأحرار الشام حسب ما أكد ناشط ميداني من داخل إدلب والذي قال إن الغموض لايزال يكتنف موقف جبهة النصرة الواقفة على الحياد هناك ولم تشترك بالقتال على عكس اشتراكها في بداية المعارك في الرقة وبعض مناطق من حلب.
أما في حلب فيقتصر تواجد داعش فيها على بعض المناطق والمنطقة الصناعية ومدرسة الأرمن القريبة من عنجارة، التي يعتقد أنه يتواجد فيها أغلب المخطوفين من الإعلاميين النشطاء والصحافيين الأجانب، حسب ما ذكر الإعلامي حازم الداكل الذي يعتقد أن يجري تحريرها في أي لحظة من قبل الكتائب المقاتلة التي تطبق حصارها لداعش.
وذكر الداكل أن “الموقف الملتبس للنصرة والجبهة الإسلامية يثير عدة تساؤلات ومخاوف من وجود صفقة مبرمة بين التنظيمين وداعش، مفاده إطلاق يد التنظيم في الرقة ودير الزور مقابل انسحابها من حلب وإدلب” حيث أشار إلى “انسحاب النصرة والجبهة الإسلامية من الرقة وتل أبيض ما جعل الطريق مفتوحاً أمام داعش لتعاود السيطرة على المناطق التي انسحبت منها”، ذلك الأمر حسب الداكل “غير مبرر ولا يأتي إلا في سياق وجود اتفاق ضمني بهدف استنزاف الكتائب المقاتلة لصالح النصرة”.
لكن توسع المعركة ضد “داعش” قد تحول دون ذلك، إذ إن ساحة المواجهات ضد التنظيم لم تعد محصورة في الشمال السوري بعد أن انتفضت فصائل “الجيش الحر” في الرستن ضد “داعش” وقتلت أكثر من 16 عنصرا للتنظيم، بعدما عمد “داعش” إلى خطف القيادي في “الحر” الملازم همام الديك.

 

سالم ناصيف ـ المستقبل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.