مخيم

سمر مهنا

يستمر انقطاع المياه عن مخيم اليرموك في دمشق لليوم السابع عشر على التوالي وسط مخاوف من انتشار الأمراض والأوبئة، حيث يضطر سكان المنطقة إلى نقل المياه من الآبار الملوثة إلى منازلهم، مع العلم أن المخيم خسر العشرات من سكانه نتيجة نقص الأغذية خلال الحصار الذي فرضه عليه النظام مؤخراً.

ويقول أحد أهالي المنطقة فضل عدم ذكر اسمه، إن “المخيم يعاني من العطش الآن والمصيبة أنه حينما تأتي المياه يكون ضخها ضعيفاً ولا تحصل عليها إلا المنازل الواقعة في الطوابق السفلية”، موضحاً “لا نستطيع استخدام المضخات لدفع المياه بسبب انقطاع الكهرباء عن المخيم منذ أكثر من عام”.

وأضاف المصدر أن العديد من مناطق الريف الدمشق تعاني من المشكلة ذاتها، إلا أن المشكلة في المخيم تتميز بطول فترة الانقطاع وندرة صهاريج الماء، وهنا تبدأ “الواسطات والمحسوبيات”، ومبيناً أن مشهد “البيدونات” المصطفة وراء بعضها “يشبه المشهد أمام صهاريج المازوت في شهور الشتاء”، ولافتاً إلى أن عدد الصهاريج التي تدخل المخيم لا يكفي.

وحول الحلول التي أوجدها الناس لسد حاجتهم من المياه، يبين المصدر أن سكان المخيم يتوجهون نحو مسافات بعيدة إلى الآبار الارتوازية لاستخدامها للشرب أو لأمور النظافة، وهذا ما يثير المخاوف من الإصابة بالأمراض والأوبئة بسببب تلوث هذه الآبار.

ويأتي انقطاع المياه عن “مخيم اليرموك” بعد شهرين من قطع المياه عن الحجر الأسود وأجزاء من حي التضامن، ما فاقم من سوء الوضع الإنساني في المنطقة التي شهدت أزمة إنسانية مؤخراً.
وكان أهالي المخيم وجهوا نداء استغاثة، بأنه فيما لو استمر انقطاع المياه عنه ستنتشر الأمراض السارية والمعدية نتيجة إهمال النظافة في ظل شح المياه الذي يتعرض له المخيم.

ويعاني مخيم اليرموك من انقطاع الماء والكهرباء وغياب الرعاية الصحية والخدمات، بالإضافة إلى انعدام المواد الغذائية إلا من المساعدات الشحيحة التي تقدم للمدنيين عبر الأمم المتحدة.

وكانت قوات النظام السوري والجبهة الشعبية _ القيادة العامة حاصرت المخيم بشكل تام منذ نحو عام، حيث رزح 20 ألف لاجئ فلسطيني تحت الحصار، وتوفي نحو 97 لاجئاً فلسطينياً من الأطفال والنساء والشيوخ نتيجة الجوع بحسب الإحصائيات، حتى بداية شباط 2014 حيث حوصر المخيم بشكل متقطع منذ أكثر من ستة أشهر.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.