دلير يوسف

بعد مرور أربع سنوات على بدء #الثورة_السوريّة وبعد لجوء حوالي أربعة ملايين مواطن سوري إلى دول الجوار حسب إحصائيات قامت بها #المفوضية_السامية_للأمم_المتحدة_لشؤون_اللاجئين UNHCR، ونزوح أكثر من تسعة ملايين شخص عن بيوتهم في داخل البلاد، اشتدت الحاجة السوريّة لمجموعات إغاثيّة وتنمويّة فضلاً عن الجمعيات والمنظمات المحلية والإقليمية والدولية.

 

رغم هول الكارثة إلّا أنّ بعض النقاط المضيئة هنا وهناك كانت قادرة على مدّ يد العون الصغيرة إلى اللاجئين الكثر، فمجموعة إغاثيّة في جنوب #تركيا وأخرى تعمل في #الغوطة_الشرقيّة بريف العاصمة #دمشق وثالثة تعمل في #لبنان.

جلّ هذه الجمعيات هي مجموعات مكونة ومؤسّسَة من قبل شباب سوريين دفعهم حب مساعدة الآخر، بالإضافة إلى الحاجة الماسة لجهودهم إلى تشكيل مجموعات وجمعيات قادرة على توفير بعض المستلزمات الرئيسية في بعض مخيمات اللاجئين.

وعلى الرغم من قلة هذه المجموعات مقارنة بالحاجة العظيمة لدى اللاجئين السوريين، إلّا أنّه لا يمكن القول إلا أنها تقدم كل ما يمكنها ولا توفّر جهداً، رغم كل الصعوبات والمشقات التي تواجهها.

مجموعة #عيون_سورية، هي إحدى هذه المجموعات التي تعمل في #مخيمات_اللاجئين_السوريين في منطقة #البقاع في دولة لبنان التي استضافت العدد الأكبر من السوريين خلال نزوحهم الكبير.

تأسست عيون سوريّة في أيلول 2013 وهو تاريخ بدء العمل في إحدى مخيمات البقاع، حينها كان بعض الشباب السوريين المقيمين في لبنان يودّون مساعدة أهلهم وذويهم من خلال “#فزعة_شباب”، وتجميع الثياب المستعملة عن طريق “إيفينت” على موقع التواصل الاجتماعي فيس بووك، ومن ثم يقومون بتوزيع هذه الثياب على اللاجئين، كان عنوان هذا “الإيفنت” حينها “#شتوية_وعيون_سوريّة”.

بعد انتهاء المهمة كان نجاح الحدث وتفاعل الناس غير المتوقع إضافة إلى ثقة المانحين بهؤلاء الشباب فضلاً عن الحاجة المتزايدة للاجئين، دافعاً لهم على الاستمرار والتنظيم والتحول إلى جمعية غير حكومية NGO.

عيون سوريّة تعمل بشكل أساسي في بلدة #الجراحية الواقعة في منطقة المرج في البقاع اللبناني، كما تعمل في مناطق ومخيمات أخرى ترتكز بشكل رئيسي في البقاع. بلدة الجراحيّة من أكثر البلدات البقاعيّة استقبالاً للسوريين نسبة إلى حجمها حيث يقطنها الآن حوالي 350 عائلة.

تتكون مجموعة عيون سوريّة من ستة أشخاص هم مجلس إدارة الفريق بالإضافة إلى عشرات المتطوعين السوريين واللبنانيين، لا يتلقون تمويلاً من أي جهة بل لهم شراكات مع بعض المنظمات والجمعيات كمنظمة #ياسمين_هيلفه Jasmin  Hilfe الألمانيّة السورية، وكل العاملين في الجمعية هم متطوعون لا يتلقون أجوراً لقاء عملهم.

تتوزع نشاطات المجموعة على عدد من المشاريع الإغاثيّة والطبيّة والتنمويّة. إغاثياً تعمل المجموعة على سد الفراغ الهائل في بعض المخيمات من حيث الخيم والثياب والمنظفات والحطب وغيرها، والحطب هو من أهم ما تم توزيعه على اللاجئين في لبنان خلال الشتاء القاسي الماضي كوسيلة تدفئة وحيدة، حيث وزع الفريق عشرات الأطنان من الحطب خلال العاصفة الثلجية الأولى التي ضربت الشرق الأوسط في شتاء العام الجاري.

طبياً لدى المجموعة عيادة مجانية يستفيد منها ستمئة شخص شهرياً، وهي عبارة عن طبيبة وطبيب مختصين بالطب العام، يعالجون الأمراض المختلفة، كما يقيّمون الوضع الصحي لمعظم اللاجئين، بالإضافة إلى مراقبة الوضع الصحي العام والأمراض التي من الممكن أن تتواجد وتتكاثر في بيئة خصبة لها.

في مجال التنمية والمشاريع افتتح الفريق مشروع فرن خبز بأسعار مخفضة جداً في بلدة الجراحيّة، كما أنّ هذا المشروع قد وفرّ خمس فرص عمل لرجال لجؤوا هرباً من الحرب، ويتم العمل الآن على توسيع هذا المشروع، وافتتاح فرن آخر في منطقة أخرى، إضافة إلى ذلك يتم العمل على البدء بمشروع مطبخ سوري.

لدى المجموعة مركز ثقافي أُنشئ في الجراحيّة يقدم أنشطة متعددة للأطفال، إضافة إلى المشاريع المسرحيّة والفنيّة وجلسات الدعم النفسي، فضلاً عن وجود مركز للأطفال يحضّرهم قبل الذهاب إلى المدرسة، كما يقيم هذا المركز دورات محو أمية للأطفال ممن لم يستطيعوا الالتحاق بالمدرسة لأسباب مختلفة ليس المجال لذكرها هنا.

المشكلات التي تواجه المجموعات السوريّة العاملة في لبنان كبيرة إلّا أنّ السيد طارق عوّاد منسق العمل في المجموعة نفى وجود أي مشكلة تواجه #عيون_سورية وذلك خلال حديثه مع موقع #الحل_السوري، حيث يؤكد عواد أن لا مشاكل تمويلية تواجههم بما أنّ عملهم تطوعي بشكل كامل، نافياً وجود مشاكل داخلية تواجه الفريق، وحين سؤالنا عن الناحية الأمنيّة، قال عوّاد إنّ المشكلة التي يعملون على حلّها حالياً هي “وجود رخصة عمل قانونيّة”، لكنّه أكد في الوقت ذاته أنّ هذه ليست بالعقبة الكبيرة أمامهم، إذ إنّهم على اتفاق دائم مع معظم البلديات التي يعملون تحت غطائها، ولم يواجهوا أيّ مشكلة أمنيّة حتى الآن.

مجموعة عيون سوريّة ليست المجموعة الوحيدة العاملة مع اللاجئين السوريين، بل هي واحدة من عشرات المجموعات التي تحاول سد فراغ المنظمات الدوليّة، والتي لم تستطع حتى الآن السيطرة على هول الفاجعة السوريّة التي تحتاج إلى دول عظمى لوقف الجرح السوري الكبير.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.