سارة الحاج – اللاذقية

لم يكن القرار سهلاً بالنسبة للشاب رشاد حين ترك مدينة #اللاذقية وتوجه إلى ريفها، لينضم إلى صفوف #الجيش_الحر للقتال معهم ضد القوات النظامية، فسابقاً كان اتخاذ هكذا قرار مستحيلاً بالنسبة له مع إصراره  بأنه لن يترك بيته في المدينة لأحد، ولن يتخلى عن أي شيء يملكه فيها، ولكن حين أنهى دراسته الجامعية لم يعد قادراً على تأجيل الخدمة الإلزامية، وبات مجبراً على الالتحاق بصفوف جيش النظام، فكان القرار الأفضل بالنسبة له هو الهرب من المدينة إلى المناطق الخاضعة للمعارضة في الريف.

 

فور وصول رشاد انضم الى صفوف  الجيش الحر، حيث يقول لموقع #الحل_السوري إنه لا يملك خبرة عسكرية كافية، لكنه يعتبر نفسه “صاحب قضية تجعله يقاتل بشجاعة أكثر من العسكري في الجيش النظامي والذي يقاتل مجبراً من أجل الدفاع عن شخص”.

يؤمن رشاد بحمل السلاح ويعتبره الحل الوحيد للقضاء على النظام، وعلى اعتبار “أن الجيش الحر هو الفصيل الوحيد الذي يدافع عن الوطن حالياً وعن قضية الشعب السوري” حسب رأيه فقد  أعلن انضمامه إليه.

من جهته تحدث الشاب محمد البالغ من العمر 18 عاماً والذي وصل منذ حوالي شهر إلى ريف اللاذقية  لينضمم إلى الجيش الحر أنه من المستحيل أن يقاتل إلى جانب القوات النظامية، إضافة  إلى ما تشكله خدمة العلم الإلزامية من “خوف لدى الشباب ورهبة”،  لذلك فضل الخروج من مدينة اللاذقية والهرب من خدمة العلم الإلزامية لأنه “سيدافع عن الحق وعن قضية أهله وشعبه”، ومادام قد بلغ عمراً “يفرض عليه حمل السلاح” فقد فضل أن يحمله “للدفاع عن الشعب السوري وليس ضده” لذا لم يتردد بهذا الخيار.

يرى محمد أن قراره كان “صائباً”، ولم يندم على أي شيء فعله حتى الآن، مضيفاً “إن المعاملة الجيدة والاستقبال” الذي تلقاه من قبل المقاتلين في الجيش الحر “جعلته” واثقاً بما يفعل أكثر، وموضحاً أنه لن يلقى سوى “الذل” لو أنه ختار الالتحاق بالجيش النظامي.

وكتجربة رشاد ومحمد هنالك الكثير من التجارب، حيث وصل خلال الأشهر الأخيرة الماضية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة بريف اللاذقية العشرات من الشبان  الذين انضموا إلى صفوف قوات المعارضة، حسب ما أفاد القائد العسكري في الفرقة الاولى الساحلية أبو حمزة، الذي تحدث عن أن للجيش الحر دور كبير في مساعدة هؤلاء الشبان في الخروج من مدينة اللاذقية، عن طريق تأمين الطرقات لهم، واستقبالهم عند الوصل إلى مناطق المعارضة.

وأضاف القيادي أنهم يسعون لاستيعابهم و”تأمين جميع احتياجاتهم وطلباتهم لتشجيع جميع الشباب على عدم الذهاب إلى خدمة العلم الإلزامية او الاحتياطية”، كما وتشجيعهم على الانضمام إلى الجيش الحر، مشيراً إلى أنه يتم تدريبهم، كون أغلبهم لا يملكون خبرة عسكرية.

وأوضح القيادي أن الشبان القادمين من اللاذقية يصلون إلى مناطق المعارضة عن طريق معارفهم وأصدقائهم وأقربائهم في هذه المناطق، حيث يكونون موثوقين بالنسبة لهم، محذراً من مخاطر تواجد المتعاملين مع النظام بينهم، حيث يتم التعامل مهم بحذر في الفترة الأولى لمعرفة طبيعتهم وسلوكهم، وريثما يتأقلمون مع الوضع الجديد ويعتادون على حياتهم الجديدة معهم.

يشار إلى أن المئات ممن هربوا من خدمة العلم الإلزامية أو الاحتياطية، فضلوا الهجرة خارج #سوريا، أو حتى الحياة في مناطق المعارضة إنما دون الانضمام إلى الفصائل المسلحة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.