زشاري كوهن، CNN، 4 كانون الثاني 2015

ترجمة موقع الحل السوري

 

عندما حوّل الرئيس الأمريكي باراك #أوباما سياسته في #سوريا الأسبوع الماضي، وأعلن أنه سوف يركّز قوات العمليات الخاصة في البلاد التي مزقتها الحرب، كان الجمهوريون سباقين لانتقاد هذه الخطوة.

فقد سخروا من قراره إرسال أقل من 50 جندي إلى شمال #سوريا “لتقديم المساعدة والمشورة ” للمقاتلين الأكراد والعرب الذين يحاربون #داعش كقوة غير كافية وغير متكافئة.

تحدث مرشّح الرئاسة الجمهوري ( #دونالد_ترمب ) إلى الـ CNN قائلاً: ” أعتقد أنه لدينا رئيس لا يعرف ما الذي يقوم به “، وأضاف: “إما أن تفعل ذلك أو لا”.

وقد حذّر رئيس الخدمات العسكرية في البيت الأبيض (ماك ثورنبري)، الجمهوري من ولاية تكساس، بأنه “قد تثبت هذه الخطوة بأنها متأخرة جداً، وصغيرة جداً “.

لذا، هل يمكن لمثل هذه الفرقة العسكرية الصغيرة _ حتى لو كانت من نخبة وحدات العمليات الخاصة _ أن يكون لها تأثير؟ نعم ولا.

ويقول البيت الأبيض سوف تكون قوات العمليات الخاصة هذه قادرة على تقييم الحالة على أرض الواقع ومساعدة المقاتلين المحليين من خلال تخطيط العمليات والتكتيكات والخدمات اللوجستية التي سوف تقوم بتقديمها.

وقال وزير الإعلام في البيت الأبيض جوش إرنست الأسبوع الماضي: ” يتوقع الرئيس أنه بإمكانهم التأثير في تكثيف استراتيجياتنا لزيادة قدرات القوات المحلية داخل سوريا لنقل المعركة إلى أرض الواقع ضد داعش  ( ISIL ) في بلدهم”، مستخدماً اختصار آخر لداعش.

أيضاً قام بتسمية الجنود النخبة بـ ” قوّة مهمة مضاعفة تنتشر في أي مكان حول العالم ”

وقال نيكولاس هِراس (من مركز الأمن الأمريكي الجديد لبرنامج أمن الشرق الأوسط ) إنه من الممكن أن يكون صحيحاً، وفي هذه الحالة، يتأهب العدد الصغير للقيام بالأثر الأكبر في حال النظر إلى انتشارهم على أنه جزء من الاستراتيجية الأكبر.

وقال هِرس “الخطة حقيقةً هي تطبيق نموذج استراتيجي عملي على غرار خطوط آرنست والتي يمكن أن يتم توسيع نطاقها”.

وبحسب هِرس، فإن هذا الانتشار هو اختبار أولي لرؤية ما إذا كان بإمكان القوات الأمريكية أن “تلعب دوراً تنسيقياً له تأثير على أرض الواقع”.

ويقول هِرس أن الإدارة تتمنى بناء تحالف سوري ديمقراطي متعدد الأعراق وتسهيل التنسيق مع المقاتلين الأكراد لتعزيز المعركة ضد داعش من خلال دمج القوات الخاصة مع القوات السنية المحلية ضدّ الجماعة.

ويقول هِراس مسلطاً الضوء على التقسيمات السياسية والاجتماعية المعقّدة بين الأكراد والقوات السورية المحلية: “لن تعطي هذه الخطوة ثمارها بين عشية وضحاها أو خلال الأسابيع القليلة المقبلة”.

على أية حال، يقول هِراس: “أعتقد أن 50 من القوات الخاصة هي أكثر من كافية لاختبار ما إذا كانت هذه الاستراتيجية المنسّقة نموذجاً فاعلاً للمضي قدماً أو لا”.

وبالحصر، ينبغي لهذا الانتشار الأولي أن يعطي مسؤولي الدفاع فكرةً عما إذا كان بإمكان القوات البرية الأمريكية تسهيل الاستراتيجية بشكلٍ كافٍ بين الأكراد والمجموعات السورية للضغط على خطوط إمداد داعش واستعادة مناطق منتشرة حول معقل داعش في الرّقة لكي تفتح بذلك المجال لإمكانية التقدم نحو المدينة، بحسب ما قاله هِراس أيضاً.

إن استعادة هذه المدينة الرئيسية من داعش هو أحد الأهداف الرئيسية التي تسعى إليها أمريكا في نهاية المطاف، يقول مسؤولون أمريكيون إن البعثة تحتاج أن تُنجز بشكل أولي من قبل القوات المقاتلة المحلية.

وأضاف هِراس إن مهمة الولايات المتحدة الأمريكية يمكن أيضاً أن تشمل عمليات خاصة أمريكية بشن غارات على أهداف قيّمة لداعش.

ويوافقه الرأي داكوتا وود _ مشاة بحرية أمريكية سابق، ويعمل الآن مع مؤسسة التراث العالمي _ على أن المستشارين العسكريين الأمريكيين يقدمون خبرة قتالية هامة من شأنها زيادة فاعلية القوات الكردية في المناطق التي تدفع بداعش إلى التقدم.

ولكن من جهة القضاء على داعش بشكل تام، _ الهدف الأمريكي الأسمى _ يقول وود أن 50 من عناصر القوات الخاصة لن يغيروا الكثير في المدى القريب.

ويجادل وود أن القوات الكردية مهتمة بصورة رئيسية بحماية أراضيها من تقدم قوات داعش، لكنها غير مهتمة بالعمليات الممتدة أبعد من ذلك في سوريا.

ووفقاً لوود، 50 من قوات العمليات الخاصة سيفعلون القليل وحدهم للمساعدة في تحقيق هدف الإدارة الأمريكية النهائي في القضاء على داعش مع الأكراد غير راغبين بالتقدم أبعد داخل سوريا، ومع قلة المجموعات المقاومة الشعبية المدعومة من قبل الولايات المتحدة في المنطقة.

وقال بأنهم سوف لن يقدموا شيئاً يؤدي لتغيير حقيقي في من يسيطر على  الأرض في سوريا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.