سيف الدين السالم – حمص

يعيش أهالي مدينة #تدمر تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في حالة فقر لم تختبرها المدينة العريقة بإنتاجها الشرقي العربي حيث للـ( سمنة – الجبنة – واللبن).. إذ توقف الإنتاج، وذلك مع نقص العمالة الواضحة، وهجرتها إلى مناطق أخرى، فيما يحصل النسبة الأقل من موظفي تدمر وبشق الأنفس على رواتبهم ويخسرها الباقي مرغماً.

 

أكثرهم تحت خط الفقر

تختلف الإحصائيات حول عدد السكان أخيراً في مدينة تدمر حتى يفيد ناشطوها بأننهم بضعة آلاف في مدينة #تدمر يعانون الحرب الثلاثية عليهم – في إشارة إلى (تنظيم الدولة الإسلامية – طيران التحالف الدولي و طيران النظام السوري) إلا أنه وبعد مضي شهر واحد فقط على سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية اتضح حجم الكارثة الاقتصادية التي تعيشها أسواق المدينة.

أبو محمد، 36 عاماً من مدينة تدمر يقول “لم يعد هنالك أسواق بالمعنى الحقيقي، فقدت المواد من أغلب الأماكن في تدمر، والسبب الرئيسي يعود لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية وقصف الطيران عليها، وبالتالي لم يعد هنالك أمان الذي يعتبر أساس أي حياة اقتصادية”.

لم يخف ناشطو تدمر الحالة الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الناس، مقابل اتجاههم إلى “الجوع” بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وتحول الأنظار إلى مدينة الرقة حيث خط البضائع وتنقلاتها مفتوح لكن دون المستوى المطلوب.

 

الأيدي العاملة تهاجر نحو #الرقة وخارج سوريا

وليست كأي حالة انتقال بين الريف والمدينة لكسب المعيشة ، اضطرت معظم الأيادي العاملة في مدينة تدمر للتوجه نحو الرقة للعمل في ظروف غاية في الصعوبة.

عبدلله ، 32 عاماً من تدمر انتقل للعيش في مدينة الرقة يقول “الغاية الأساسية حالة الأمن التي تعيشها نوعا ما الرقة، فيما كانت أسباب الانتقال الأخرى هي البحث عن مصدر معيشة قبل أن نموت من الجوع أنا وعائلتي”.

يؤكد الباحث الاجتماعي فراس الشامي أن “الخيارات ليست كبيرة أمام أهالي تدمر، كما أهالي مناطق #حلب وإدلب وحمص ودمشق ودرعا حيث المدن الأخيرة لديها منفذ مع بلدان مجاورة ويستطيع سكانها اللجوء إليها في حال ضاقت سبل المعيشة، أما أهالي تدمر فهم محاصرون بالصحراء ووجهتهم الأقرب إما مناطق النظام في حمص أو الرقة”.

ما يقارب الـ50 بالمئة من العمالة التدمرية هاجرت نحو الرقة لكسب المعيشة أو بدأت بأعمال بين الرقة وتدمر إلا أن البعض خاطر وفضل السفر إلى وجهة أخرى.

نورس، 35 عاماً من تدمر، انتقل إلى تركيا يقول “عشنا أصعب ظروف ممكنة أنا وعائلتي في تدمر وفي الرقة تحت سيطرة التنظيم، لكننا أخيراً قررنا السفر نحو تركيا مخاطرين بحياتنا، وحتى نقوم بذلك قمنا بجمع أكثر من 300 ألف ليرة، وساند كل منا الآخر حتى وصلنا إلى #تركيا أخيراً”.

يتابع نورس “الحقيقة أن أغلب الناس تقوم بذات الخطوة، وتبيع كل ما تملك حتى تصل إلى تركيا، ويبقى من لا يملك أي شيء، وهو حتماً في وضع صعب جداً”.

بدأ بعض الواصلين من مدينة تدمر إلى تركيا – وتحديداً بعد سيطرة تنظيم الدولة عليها – مشاريع بسيطة يحاولون من خلالها قدر الإمكان مساعدة أبناء مدينتهم فيها – وهو ما يوضحه غيث، 38 عاماً، صاحب محل تجاري في تركيا.

خيارات تقاضي رواتب الموظفين .. خيارات الموت أو الحياة

من جانبهم يعاني موظفو تدمر في مؤسسات النظام – الذين يعيشون بطالة مقنعة –  من صعوبات في الحصول على رواتبهم لانقطاع الطرقات نحو مدينة #حمص حيث مركز استلام الرواتب.

فواز 31 عاماً، من تدمر، محاسب سابق في مؤسسة حكومية يشير في ذات السياق “لم يعد شبان تدمر الموظفون يتقاضون رواتب منذ أشهر، حيث أن النظام يعتبرهم عملاء لتنظيم الدولة الإسلامية، فيما يعتبرهم التنظيم في حال رحلوا إلى مناطق النظام خارجين عن الملة، وهو ما يعني الاعتقال والموت مقابل الراتب”.

يردف فواز “الراتب الذي كنا نحصل عليه كان كل شيء بالنسبة لنا أما الآن فأصبحنا من دون راتب وفي طريقنا إلى الفقر الشديد”.

ليس هنالك خيارات كثيرة للذين تجاوزت فترات خدماتهم في المؤسسات الحكومية الـ30 عاماً – كما يوضح فواز – فيضطرون إلى العبور إلى مناطق النظام ليتقاضوا رواتبهم أملاً منهم في أن تبقيهم رواتبهم على قيد الحياة و يحصلوا على مبلغ نهاية الخدمة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.