عمار أحمد حلبي – الحل السوري:

لم يخرج طلاب الجامعات في #سوريا من دوامة العوز والفقر، فعلى الرغم من مشهد اكتظاظ الجامعات بالطلاب وحصولهم على جو آمن “نسبياً” لإكمال تحصيلهم العلمي، إلا أن الأزمات الاقتصادية بقيت تعكر حياتهم الجامعية.

هذا الواقع دفع بكثير من الطلاب سواء من الذكور أو الإناث على حد سواء للاندفاع نحو أسواق العمل لتأمين قوت يومهم ومصاريفهم الجامعية، وخاصة الطلاب الوافدين من محافظات أخرى.

العمل هو الحل

لم يتمكن فراس الأحمد (24 عاماً) الذي يدرس في كلية الهندسة المدنية بجامعة #دمشق من التخرج العام الماضي، بسبب انشغاله بعمله، وهو الأمر الذي أفقده فرصة التخرج حيث كان يعمل لمدة 10 ساعات يومياً.

يوضح الشاب أنه بعد الأحداث التي دارت بمحافظة #حلب لم يعد يتمكن من طلب المصاريف من أهله، ويضيف “بدأت العمل لدى سوبر ماركت كبير بمنطقة كفر سوسة القريبة من الجامعة لمدة 10 ساعات يومياً وبراتب 4000 ليرة أسبوعياً، وهي تكفي نسبياً لمصاريفي الشخصية والجامعية”، لكنه أوضح أنه سيحاول ترك عمله قريباً ليتمكن من إتمام دراسته.

لا يختلف الأمر كثيراً مع أحمد إبراهيم الذي عمل منذ ثلاثة سنوات نادلاً في أحد “الملاهي الليلية” بمدينة #جرمانا قرب دمشق، بغية تأمين مصاريفه الجامعية، إلا أنه فقد عمله بعد فترة فبات استمرار تحصيله العلمي صعباً للغاية بسبب غلاء المحاضرات وأدوات الدراسة والمصاريف الشخصية.

“حاولت البحث عن عمل آخر لكن دون جدوى بسبب تضاربه مع دوامي في الجامعة، كل شيء ارتفع ثمنه.. تصوير الأوراق والمحاضرات وحدها باتت تزيد عن 5 آلاف ليرة شهرياً، ناهيك عن أجور المواصلات والسكن” يضيف أحمد.

مصاريف مرتفعة

ووفقاً لما رصد موقع الحل السوري، شهدت مستلزمات الطلاب الجامعيين ارتفاعاً كبيراً في أسعارها، ففي منطقتي #المزة و #البرامكة القريبتين من الجامعات، وصل آجار الشقة المكونة من غرفتين لأكثر من 130 ألف #ليرة، شرط أن يدفع المستأجر 6 أشهر سلفة، بينما يحتاج الطالب إلى حوالي 200 ليرة يومياً ثمن مواصلات إذا سكن بمنطقة بعيدة عن الجامعة.

ويبلغ ثمن تصوير الصفحة الواحدة من المحاضرات 11 ليرة، أي أن ثمن تصوير المقررات الدراسية فاق 10 آلاف #ليرة شهرياً لطلاب الفروع العلمية و6 آلاف للأدبية، هذا كله عدا عن مصاريف الطعام والشراب والاتصالات والمصاريف الشخصية الأخرى التي يحتاجها الطالب في حياته اليومية.

ووفقاً لما رصده الحل بعد لقاءات مع عدد من طلاب الجامعات تراوحت المصاريف الشهرية للطالب الجامعي بين 20- 40 ألف ليرة، حسب ظروف حياته وسكنه.

عمل الطالبات في المطاعم

وبنظرة على أوضاع طلاب الجامعات، تجد أن معظمهم يعملون في مهنٍ مختلفةٍ ضمن دمشق، ولا سيما أن المصاريف الجامعية أصبحت “كارثية” ويصعب على جميع الأسر تأمينها، حتى انتقل الأمر للطالبات اللواتي انتشرن للعمل في مطاعم دمشق ومقاهيها بحثاً عما يؤمن لهنَّ دخلاً ميسوراً.

(فرح 22 عاماً) تدرس في كلية الآداب، قدمت من محافظة دير الزور، إلا أن انقطاع تواصلها مع عائلتها أجبرها على العمل لتأمين مصاريفها، حيث اضطرت للانتقال من منزلها الذي استأجرته إلى السكن الجامعي وتعيش حالياً في ظروف سيئة للغاية كما تقول، وتضيف “بدأت العمل في شركة ألبسة في شارع الحمراء بدوام 12 ساعة يومياً فاضطررت للانقطاع عن الدوام، لكن ذلك لم يكن له أي تأثير لأن فرع علم الاجتماع لا يتطلب استمراراً في الدوام”،

وتتقاضى فرح مبلغ 18 ألف ليرة شهرياً من عملها مقابل تأمين مصاريفها الجامعية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.