سارة الحاج – اللاذقية

تشارك العديد من العائلات النازحة من قرى ريف #اللاذقية الشمالي العيش مع عائلات أخرى في خيمة واحدة، على الحدود مع #تركيا، ضمن ظروف إنسانية سيئة في ظل غياب الجهات المسؤولة عنهم والخوف الدائم من قصف النظام واستهداف مخيماتهم بعد نزوح من عدة أمكان ومخيمات.

 

عائلة أم مريم تتشارك العيش مع أطفالها الثلاثة مع عائلة أخرى، أكدت لموقع الحل السوري أنها وصلت إلى المخيم منذ أشهر، وبعد انتظار دام عدة أيام تمكنت من تأمين خيمة لها ولأطفالها، وبعد تعرض مخيمات قرى أوبين بريف اللاذقية قبل حوالي الشهر للقصف، نزحت مئات العائلات منه باتجاه مخيمهم، وبقيت معظم هذه العائلات دون مأوى، لذلك قام النازحون به باستقبالهم بخيمهم، وتشاركوا العيش معاً، ريثما يتم تأمين خيم لهم، مبينة صعوبة العيش وضيق الخيم بهم وانتشار الطين والبرد والأمراض، خصوصاً مع انخفاض درجات الحرارة وتساقط الأمطار.

وقالت أم مريم أنهم مجبرون على تحمل هذه الظروف في ظل غياب الأفضل، أو حتى توفر أمكان وخيم لهذه العائلات التي انتظرت أيام طويلة على الحدود، على أمل إنشاء مخيم لهم أو أن يدخلوا الأراضي التركية.

وأضافت إنهم يعانون من ظروف صعبة فهم يعتمدون على الخبز اليدوي بعد إغلاق الأفران القريبة منهم، إضافة إلى نقص المياه بسبب بعد الينابيع عنهم، حيث يقوم عناصر الدفاع المدني بنقل المياه لهم بشكل متكرر من أجل تأمين مياه الشرب.

وأشارت أم مريم إلى غياب الرعاية من قبل المنظمات المدنية فهم يعيشون في خيم أقرب إلى العشوائية قاموا بتأمينها من بعض الجهات ونصبها على الشريط الحدودي، ليتحول هذه التجمع إلى مخيم كبير يضم حوالي ألف عائلة.

من جهته بين أحد المتطوعين لمساعدة العائلات النازحة أبو محمد لموقع #الحل_السوري أنهم يسعون لتأمين خيم للعائلات التي تعيش مع عائلات أخرى في خيمة واحدة، ولكن هناك حالات أكثر حاجة منهم، وهي العائلات التي تصل إلى المخيم وتنتظر دون مأوى، خصوصاً أن القصف يطال أمكان نزوحهم ففي أكثر من مرة تعرضت مخيماتهم للقصف مما أجبرهم على النزوح مجدداً.

وشرح المصدر أنهم وفي ظل غياب الدعم واقتصاره على بعض الجمعيات، يقومون بنقل الخيم التي لم تتضرر من المخيمات التي نزح منها الأهالي باتجاه المخيمات التي يتم بنائها.

وقال أن عملهم يقتصر حالياً على التواصل مع منظمات وجهات داعمة من أجل تأمين مواد غذائية وأغطية وملابس، لأن أغلب النازحين تركوا قراهم ومخيماتهم في ظروف صعبة، وهرباً من القصف، فلا يملكون أي شيء، مشيراً إلى وجود حوالي ألفي عائلة تنتشر بين مخيم الصفيات ومخيم الحنبوشية.

يذكر أن جميع أهالي ريف اللاذقية الخاضع لسيطرة المعارضة نزحوا باتجاه الحدود التركية خلال الأشهر الماضية نتيجة تقدم القوات النظامية والسيطرة على أغلب المناطق فيه، ونتيجة ما تعرضت له قراهم من قصف جوي، وكذلك مخيمات ريف اللاذقية تعرضت للقصف عدة مرات من قبل القوات النظامية وأسفر القصف عن سقوط قتلى وجرحى بين النازحين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.