نور الدين السيد – دمشق:

أحدثت قفزات أسعار #الذهب في #الأسواق السورية حالةً من “الإرتباك” انعكست على المبيعات والأسعار في آن معاً وأحدثت هزات في السوق جعلت الصاغة يرفعون الأسعار من تلقاء أنفسهم.

لم يعد سعر غرام الذهب يرتفع بمقدار ليرات معدودة، بل أصبح يحقق قفزات يومية تتجاوز مئات الليرات، وذلك بسبب ارتفاع #أسعار_الدولار في السوق السوداء.

وصول سعر صرف الدولار إلى 490 ليرة ترك آثاره الواضحة على أسعار الذهب خلال اليومين الماضيين حيث ارتفع سعر الغرام عيار 21 بمقدار 500 ليرة على مدار يومين متتالين.

وسجل الغرام عيار 21 قيراط في 19 آذار الحالي 16800 #ليرة بعدما كان في 17 من الشهر نفسه 16500 ليرة مرتفعاً من 16 ألف ليرة قبل يوم أيضاً.

ووصل سعر غرام الذهب عيار 21 إلى 17300 ليرة، وعيار 18 إلى 14830 ليرة، علماً أن الأسواق في عطلة رسمية لغاية يوم الثلاثاء القادم.

ويذهب تجار وباعة ذهب في سوق الصاغة إلى تسمية هذه القفزات بـ”الشطحات” التي لم تعتد عليها #الأسواق من قبل، بل تكون على موعد معها مع كل حركة لأسعار الصرف صعوداً وبالتالي تدخل السوق في حالات عدم استقرار وركود في المبيعات.

تحاول جمعية الصاغة في #دمشق وريفها تبرير هذه الارتفاعات في أسعار الذهب المحلية بأن مردها لارتفاع سعر الأونصة عالمياً. لكن تجار في السوق يقولون أن سعر الدولار هو السبب الرئيسي لوصول الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة.

وكان رئيس جمعية الصاغة غسان جزماتي قال في تصريح صحفي، إن أسعار الذهب سببها ارتفاع سعر #الأونصة عالمياً ووصوله إلى 1255 دولار. مشيراً إلى ارتفاع الذهب بمقدار خمسة آلاف ليرة منذ بداية العام.

وتثير أسعار الذهب عند كل ارتفاع من مخاوف المواطنين من عدم عودتها إلى مستويات قريبة من قدرتهم الشرائية، ففي الوقت الذي يحاول فيه البعض الإحجام عن الشراء والاكتفاء بمراقبة حركة السوق واقتناص الفرصة عند أي هبوط مرتقب للأسعار للشراء وتعويض الخسائر، يذهب آخرون إلى شراء الذهب بأسعار مرتفعة وهدفهم من ذلك تبديل العملة المحلية بالذهب كونه يصبح ملاذاً آمناً، ويساعدهم على حفظ مدخراتهم بعدما هبط سعر الليرة إلى مستوى قياسي.

الصاغة لا يتقيدون بالأسعار

يعتبر سوق #الحريقة وسط العاصمة دمشق، التجمع الأضخم لتجار الذهب والأحجار الكريمة، وبالإمكان التعرف إلى تجّار “وازنين” يتمكنون من التحكم بسوق الذهب إن شاؤوا، لكن يبقى المواطن الضحية الأكبر.

اضطر حسام 29 عام، الذي يعمل في بيع التحف الفنية بمنطقة المناخلية، لدفع أكثر من 200 ألف ليرة لقاء خاتم “عليه القيمة” لخطيبته مع طقم حلَق، يقول حسام “لم يكن أمامي خيار آخر، أجلت موضوع الخطبة أكثر من مرة أملاً بانخفاض أسعار الذهب لكن دون جدوى، حيث ازداد ارتفاعه واضطررت لشرائه بنهاية المطاف”.

الحالة ذاتها تعيشها نهلة ف، لكن من نوع آخر، تعمل نهلة مترجمة لغة فرنسية بدمشق بدخل مرتفع، تقول أنها تشتري الذهب بكل راتبها لسببين، الأول والأهم أنه يحقق لها أرباحاً كبيرة أكثر من تجميد #الليرة السورية التي تنخفض باستمرار، وأكثر استقراراً، ومن جهة أخرى تستخدمه للزينة، وتنصح نهلة بشراء الذهب لأنه يحقق أرباحاً أكثر من العملات الصعبة.

سوق سوداء للمعدن الثمين

على أية حال، بات للذهب سوق سوداء كحال الدولار، حيث يوجد سعرين للذهب في سوريا، فسعر جمعية الصاغة هو 17300 ليرة للغرام عيار 21 في حين أن الذهب في السوق وعند بائعي الصاغة فوق الـ 18 ألف ليرة، مع الإشارة إلى أن العديد من بائعي الذهب في دمشق وريفها امتنعوا عن بيع المصاغ أو ذهب الادخار في ظل الارتفاعات الكبيرة التي يشهدها سعر المعدن، حيث شهدت الأيام الثلاثة الأخيرة ارتفاعات متتالية بلغت 1700 ليرة للغرام على ثلاثة مراحل الأولى قفز خلالها غرام الذهب 500 ليرة أمس الأول وأمس ارتفع 400 ليرة واليوم ارتفع 300 ليرة مسجلا نحو 16800 ليرة، ثم 17300 ليرة.

امتناع الصاغة عن البيع

متابعون وجدوا أن امتناع الصاغة عن بيع الذهب جاء نتيجة ارتفاع سعر الغرام بين اليوم والأخر وبفارق كبير وصل إلى 500 ليرة يومياً كانعكاس طبيعي لارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية والذي شهد مؤخرا ارتفاعا كبيرا بلغ 500 ليرة في حلب و485 ليرة في دمشق.

الصاغة أرجعوا عدم بيعهم للذهب حالياً وخلال الأيام الثلاثة الماضية إلى عدم قدرتهم في الحصول على الكميات البديلة التي يبيعونها للمواطنين من سوق الصاغة في دمشق، حيث يمتنع تجار الذهب الجملة عن التفريط بأي غرام ذهب حالياً رغم أن الصاغة يعرضون مبالغاً تصل إلى ألفي ليرة زيادة على الغرام الواحد فوق تسعيرة جمعية الصاغة، وأرجع بعض الصاغة إلى أن توقفهم عن البيع أيضاً جاء في ظل الطلب الكبير على الذهب من قبل المواطنين وخاصة الليرات الذهبية لدرجة أنه لم يعد هناك ليرات ذهبية وبدأت عملية السمسرة حيالها فإذا أردت أن تشتري ليرة ذهبية فعليك دفع أكثر للصائغ.

وامتناع تجار الذهب في دمشق عن بيع المصاغ والليرات للصاغة، عرضهم لخسائر كبيرة حيث أنهم يملكون أموالاً بالليرة السورية وهي تخسر يومياً، ويريدون تحويلها إلى ذهب لحفظ مدخراتهم.

وفي ظل هذا الوضع بدأ العديد من الصاغة بوضع أسعار مزاجية على أجورهم في كل غرام ذهب، حيث بلغت أجرة غرام الذهب على الليرة الذهبية نحو ألفي ليرة، يعني 16 ألف ليرة أجرة الليرة الذهبية من عيار 21 وزن 8 قيراط، وهذه الزيادة في الأجرة جاءت وفق بائعي الصاغة تحسباً لأي ارتفاع جديد في غرام الذهب ولكي لا يعرض نفسه للخسائر.

وشهدت دمشق وريفها إغلاق العديد من محلات الصاغة خلال الأيام الثلاثة الماضية وذلك لكي لا يقومون ببيع الذهب للمواطنين، في ظل تقلب الأسعار.

الذهب ينخفض عالمياً

وشهد يوم الجمعة الماضي هبوطاً عالمياً لأسعار الذهب في حين بلغ سعر الغرام عيار 21 قيراط في #سوريا 16500 ليرة، وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.31% إلى 1253.99 دولار للأونصة، في حين نزل 0.8% في العقود الأمريكية إلى 1254.3 دولار للأونصة عند التسوية. وارتفع الذهب في المعاملات الفورية نحو 0.4% هذا الأسبوع، حسب وكالة أنباء رويترز.

وارتفع الدولار 0.3% أمام سلة من العملات الرئيسية لكنه ما زال قرب أدنى مستوى في 17 شهراً أمام الين الياباني ومن المتوقع أن ينهي الأسبوع منخفضا 1.2%.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.