سارة العمر – دمشق:

شهدت العاصمة #دمشق مؤخراً، حرائق متعددة، طالت العديد من المناطق السكنية والتجارية، وتسببت بخسائر مادية تراوحت بين المتوسطة والكبيرة، آخر هذه الحرائق نشب الأسبوع الماضي، في فندق الشرق في #ساحة_الحجاز، كما نشب آخر في  قبو بناء سكني على أوتستراد #المزة، اقتصرت الخسائر في كليهما على الماديات.

 

وفي وقت ليس ببعيد نشبت أربعة حرائق في مدينة دمشق كان أكبرها حريق سوق الهال في منطقة #الزبلطاني في دمشق، والذي طال 20 محلاً تجارياً ومستودعاً لبيع الأغذية، وأدّى لخسائر مادية بلغت قيمتها المليار ليرة سورية.

العامل المشترك في جميع هذه الحرائق المذكورة وغيرها هو أنها حدثت بسبب ماس كهربائي فيها.

يوضح مصطفى حلوم وهو مهندس كهربائي يعمل في دمشق لموقع #الحل_السوري أن العديد من المحال التجارية والمنازل في دمشق تقوم باستجرار الكهرباء من خطوط أخرى، خلال ساعات انقطاع الكهرباء الطويلة، كما يكون تحميل خطوط الكهرباء طاقة أكبر من طاقتها في فترة عودة الكهرباء للعمل، إذ يقوم الناس باستغلال تواجد الكهرباء لقضاء حاجاتهم، كل هذا يولد أحمالاً عالية على التمديدات الكهربائية، ويتسبب بحدوث حرائق، إضافة إلى أن التمديدات الكهربائية العشوائية وغير المدروسة تتسبب بالماس الكهربائي، واحتراق العازل وحدوث شرارة، قد تؤدي إلى نشوب الحريق”.

ويؤكد حلوم على ضرورة أن يقوم الناس بالاعتماد على كهربائي لتميد خطوط الكهرباء واختيار الأسلاك المناسبة.

وعلى الرغم من أن الماس الكهربائي الناتج عن مشاكل الطاقة الكهربائية كان السبب المعلن لنشوب جميع الحرائق، يشكك أبو عبد الله وهو تاجر في سوق الهال لموقع #الحل_السوري بالأمر قائلا “قد تكون مفتعلة، معظم هذه الحرائق تتم في المحلات التجارية، والعديد منها يحدث ليلاً، وإشعال الحريق أفضل وسيلة لتغطية جريمة السرقة

وأضاف، أن هذه الحرائق أمست شائعة جداً ومن السهل التغطية على سرقات ضخمة بهذه الحجة، كل يوم نسمع بحريق جديد نتيجة تماس كهربائي، وخسائره تصل للملايين”.

في حين يرى عبد الرحمن الذي يعمل في التمديدات الكهربائية في دمشق، أن حدوث التماس الكهربائي وارد جداً نتيجة الضغط الكبير على الخطوط الكهربائية في فترات وصل الكهرباء، “لدي مكتب لتصليح الكهربائيات وتمديدها، لقد تضاعف عملي خلال السنتين الماضيتين، لدي يومياً ما لا يقل عن 15 طلبية لتصليح الأعطال وإعادة تمديد الأسلاك، الماسات الكهربائية باتت حوادث شائعة ولا تتسبب جميعها بحرائق كبيرة”

وأشار إلى أن المحلات التجارية هي الاكثر طلباً لأنهم يعتمدون على الكهرباء لتسيير عملهم”، ويضيف “الخسائر لا تقع فقط على الأهالي فورشات الصيانة التابعة لمؤسسة الكهرباء لا تهدأ، هذه الحوادث تتسبب لها خسارات كبيرة أيضاً”.

وتشير فرح وهي من سكان #دمشق إلى أنها لا تبدأ أعمالها فور وصول #الكهرباء تجنباً لتعطل أدواتها الكهربائية، تقول” غالباً ما يكون توتر الطاقة الكهربائية عند وصلها عال وغير منتظم، تعطلت الكثير من الأدوات الكهربائية لدي بسبب تغيرات التوتر هذه، كان آخرها الغسالة الكهربائية، ما اضطرني لشراء غسالة جديدة ودفع تكاليف كبيرة”.

يذكر أن رأس النظام السوري أصدر مؤخراً مرسوماً تشريعياً يقضي بتحديد عقوبات على مستجري الكهرباء من الشبكة العامة بصورة غير مشروعة، تتمثل بالحبس لمدة تتراوح من شهر لثلاثة أشهر وبدفع غرامات مالية تختلف قيمتها وفقاً للطاقة المستجرة.

وسبق هذا اتخاذ شركة الكهرباء للعديد من الإجراءات في سبيل قمع مخالفات الاستجرار غير المشروع للتيار الكهربائي في دمشق من خلال نشر مراقبين وتنظيم ضبوط بحق المخالفين، وفقاً لمدير عام شركة كهرباء دمشق نور الدين أبو غرة نظمت الشركة نحو 2341 ضبطاً للمخالفين باستجرار الطاقة الكهربائية خلال 2015.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.