عمار الحلبي- دمشق:

لا يختلف رمضان هذا العام عن سابقه إلا بتضاعف مصاريفه، التي قصمت ظهر السوريين، فكما كان رمضان 2015، أصعب من سابقه على #السوريين من حيث تكاليف #المواد_الغذائية و #الإفطار، يأتي رمضان هذا العام الأصعب اقتصادياً على السوريين في عمر أزمتهم، ولا سيما مع انخفاض دخل المواطن السوري، وتأرجح أسعار #الدولار أمام #الليرة السورية، والذي لم يخفف صعوبة الحياة على السوريين لا بارتفاعه ولا بانخفاضه.

 

وبلغت تكلفة “إفطار رمضان” للعائلة السورية البالغ عددها خمسة أفراد حوالي 4 آلاف ليرة سورية، أي أن تكلفة الفطور في 30 يوماً بلغت 120 ألف ليرة وهذا المبلغ يعادل 4 أضعاف دخل معيل هذه العائلة.

الأسواق لا تعرف الدولار

منذ الشرارة الأولى لـ #الحرب السورية، والتي شهدت عشرات الطفرات بالأسعار، كان المبرر الاول والرئيسي لارتفاعها، هو ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة، غير أن هذا الدولار ذاته لم تقتدي به الأسواق عندما انخفض، حيث شهد الأخير هبوطاً حاداً خلال الأيام الماضية دون أن ينعكس هذا الهبوط إلا على سعر خمس مواد رئيسية وهي السكر والرز والزيت النباتي وبعض أنواع الخضار.

وبلغ ثمن الكيلو الواحد من السمنة اللازمة للطبخ 1200 ليرة، والحلاوة 1100 ليرة، والليتر الواحد من الزيت النباتي 750 ليرة، والطحينة اللازمة لوجبة البقوليات 1500 ليرة، والتمر الهندي الذي اعتاد السوريون تناوله في مضان 950 ليرة.

أما الخضار فبقي بأسعار مقبولة بعد هبوط الدولار وقدوم فصل الصيف، حيث سجلت البندورة 120 ليرة، والكوسا 160 ليرة، والباذنجان 130 ليرة، والبطاطا 120 ليرة والفليفلة والخيار 150 ليرة.

أما مشتقات الدجاج فوصل ثمن كيلو الفروج المذبوح 950 ليرة، وكيلو الفخد 110 ليرة، والشرحات 1600، والبيض 1150 ليرة، فيما سجّل ثمن كيلو اللحم الأحمر الذي لابد منه لأي طبخة حوالي 4500 ليرة.

متوسط كلفة الفطور

ووفقاً لحسبة اقتصادية أجراها موقع “#الحل_السوري”، فإن تكلفة #الإفطار يومياً بلغت 4000 ليرة توزعت على مكونات الفطور الوسطية لأسرة سورية مكونة من خمسة أشخاص.

فكل عائلة تحتاج يومياً على مائدة الإفطار إلى وجبة رئيسية يبلغ متوسط تكلفتها مقارنة بالأسعار حوالي 2500 ليرة، بينما تحتاج هذه العائلة لمشاريب رمضان مثل السوس والتمر الهندي واللبن، بمبلغ 450 ليرة، وثمة وجبة بقوليات متل الفول أو المسبحة أو الفتة، ومتوسط تكلفة هذه الوجبة حوالي 500 ليرة بسبب ارتفاع ثمنها سواء كانت جاهزةً من المطاعم أو يتم إعدادها في المنزل، لا يمكن أن تكتمل وجبة الإفطار دون وجود طبق من الخضار وغالباً ما يكون فتوش أو سلطة، ومتوسط تكلفته حوالي 300 ليرة كون أسعار الخضار متوازنة، ويضاف إلى هذا الفطور المتواضع وعاء من الشوربة التي تبلغ تكلفتها وسطياً 200 ليرة، والتمر الذي يبلغ ثمن الكيلو منه 900 ليرة ويكفي لعشرة إفطارات “كل يوم 90 ليرة”.

وفي خلاصة هذه الحسبة فإن التكلفة الإجمالي للفطور المتوسط دون الإكثار من أنواع الوجبات تبلغ حوالي 4 آلاف ليرة سورية، وهو ما يعادل “120 ألف ليرة” خلال شهر رمضان، علماً أن هذا الرقم يشمل الفطور فقط دون الحلويات الرمضانية الخاصة به، ودون تكلفة السحور وغيرها من مصاريف أي عائلة.

 

وداعاً للحلويات

وفيما إذا أضفنا #الحلويات إلى جانب الفطور الرمضاني للأسرة السورية، فإن الرقم سيرتفع أكثر، ولا سيما أن أسعار الحلويات باهظة، ووفقاً لنشرة محلات “نبيل نفيسة” الأكثر شهرةً بالعاصمة #دمشق، فإن ثمن الكيلو الواحد من الكنافة النابلسية بلغ 1300 ليرة، والنمورة بالقشطة 1500 ليرة، والبرازق 2500 ليرة، والمعمول بالجوز 3000 ليرة، والقطايف العصفيري 130 ليرة للقطعة الواحدة، حيث تعتبر هذه الأصناف من أكثر أنواع الحلويات المحببة لدى السوريين والتي يتم تناولها بكثافة خلال شهر رمضان.

وبالتالي فإن تناول صنف واحد من هذه الحلويات على وجبة الإفطار قد يكلف وسطياً 1300 ليرة، وبذلك يصبح إجمالي تكلفة الفطور 5300 ليرة مع الحلويات، والتي على ما يبدو لن تكون متوفرة إلّا على موائد الإفطار للسوريين الميسورين مادياً.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.