تتصاعد وتيرة الأزمة الاقتصادية في سوريا، بالتوازي مع الانتقادات اللاذعة للحكومة إثر قرار رفع الدعم عن مئات الآلاف من العائلات السورية، القرار التي تتوالى ردات الفعل عليها بشكل يومي.

اقتراح من صناعي سوري

أمير سر غرفة الصناعة في محافظة حمص عصام زيتون اقترح ثلاث خطوات، أكد أنها ستساهم في “التخفيف من حالة التأزم” التي تعيشها البلاد جراء رفع الدعم الحكومي، والتي سببتها الحكومة بسبب “الأخطاء  في تحديد الشرائح غير المستحقة للدعم”.

ونقل موقع “المشهد أون لاين” السبت كلام الصناعي السوري الذي وجهه إلى رئيس الحكومة حسين عرنوس وقال: “الجهود التي تبذلونها من أجل تخفيف معاناة المواطن السوري المتفاقمة، هي محل تقدير، ولكن لابد من الإقرار أن الحكمة كانت ضالة فريقكم في بعض القرارات التي اتخذها مؤخرا (خلال الأشهر التسعة الأخيرة تحديدا ) حيث تسببت وللأسف بزيادة التأزم”.

قد يهمك: الفقر والجوع يقتربان أكثر من السوريين بعد إلغاء الدعم

تعليق قرار رفع الدعم

ودعا تيزيني إلى تعليق قرار “رفع الدعم” الذي صدر مطلع الشهر الجاري، بشكل كامل كخطوة أولى، وذلك ” لما أحدثه من هزة لدى المجتمع السوري وسبب غليانا قد يثير أزمة لاحاجة لنا بها الآن” حسب قوله.

كما اعتبر أن صيغة قرار رفع الدعم هي صيغة “غير حكيمة”، داعيا حكومة دمشق إلى الاستفادة من هذا الخطأ، كذلك أكد على أن قرار كهذا يجب فيها مشاركة باحثين وتجار ومنتجين، حيث لا يجب على الفريق الحكومي احتكار القرارات التي تخص “لقمة الناس”.

وعلى صعيد الخطوة الثانية طالب تيزيني بتغيير أدوات تثبيت سعر الصرف، واعتبرها غير اقتصادية، ووصفها بـ “الصدئة”، جوهرها الحديد والنار وأضاف: “صحيح ثبت سعر الصرف ولكن تراجعت التجارة والإنتاج اللذان هما بالأصل متراجعان، وما زاد في الطين بلة هو قرار الأول من شباط الذي سحب الدعم من أصحاب السجلات التجارية، والذين هرعوا لإلغاء سجلاتهم ليحافظوا على نصيبهم من الدعم، فساهم أيضا بتراجع من يرغب بالعمل التجاري، وبالتالي تراجع النشاط والتنافس، وسبب ضغط اكبر على المستهلك وعلى جيبه وقدرته على الدفع”.

السماح بالاستيراد بدون شروط

أما الخطوة الثالثة الذي اقترحها الصناعي السوري فجاءت عبر دعوته حكومة دمشق فتح سوق الاستيراد وبدون شروط مسبقة، وحول ذلك كتب: “الدولار الذي سيدفعه التاجر ثمن مادة مستوردة سيعود ليرة سورية بعد أن تباع المواد المستوردة في الأسواق، وسيعاود رأس المال نشاطه ولعدة دورات في العام، بدل أن يبقى ذهبا أو عملة آمنة في الخزائن”.

وتشهد البلاد حالة من الاحتقان الشعبي، بعد قرار الحكومة السورية برفع الدعم عن مئات الآلاف من العائلات السورية، وتطور هذا الحراك إلى احتجاج شعبي على الأرض في السويداء، حتى وصل الأمر إلى أن اعتبرت بثينة شعبان، المستشارة الإعلامية للرئيس السوري، بشار الأسد، الاحتجاجات على الأزمة المعيشية، بأنها تصب في مصلحة إسرائيل.

في حين اعترف رئيس الوزراء السوري، حسين عرنوس الخميس، بعد قراره برفع الدعم عن حوالي 600 ألف عائلة داخل سوريا، بأن الدولة لم تعد قادرة على الاستمرار بنمط الدعم الذي كان سائدا وكان لابد من القرار.

“عملاء لإسرائيل” يحتجون لليوم الخامس

في مقال نشرته على ذات الصحيفة، الاثنين الفائت، كتبت المستشارة الإعلامية للأسد، بثينة شعبان، أن كل من يشتكي ويرفع صوته سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو في الشوارع حيث عادت التظاهرات لمحافظة السويداء جنوبا، هو مرتبط بشبكات التجسس الإسرائيلية. ومطلقة أوصافا مثل “الطابور الخامس” على الأفراد المتذمرين من تدهور الأحوال الخدمية والاقتصادية في البلاد.

اقرأ أيضا: في ظل الأزمة الاقتصادية.. الحكومة تلاحق أصحاب الأكشاك في دمشق

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.