فتحي أبو سهيل – دمشق:

ضجت وسائل اعلام النظام بنبأ اقلاع طائرة ثانية A300 “اير باص” ضمن اسطول #المؤسسة_السورية_للطيران، بعد “تعميرها بمجموعة قطع من طائرات أخرى متوقفة”، مؤكدةً أن عمليات الإصلاح تمت “بأيدي وخبرات محلية سورية، على أن يتم ادخال طائرة ثالثة في الخدمة لاحقاً بعد تعميرها”، لكن الواقع كشف عكس ذلك، حيث أكد مصدر لموقع #الحل_السوري أن “هذه الطائرة لم تعمر في #سوريا، وتم استئجارها من #ايران ووضعت عليها علامة السورية للطيران”.

 

يقول المصدر إن “عملية الاستئجار تمت عبر شركة ايرانية خاصة تدعى “”Mahan Air، وهذا ماكشفه الرادار عندما أقلعت أولى رحلاتها، وربما لم يكن يعلم هذا النظام بأن الحيلة التي عمل عليها لكسر الحصار عن المؤسسة قد تكشف، وكان من المفترض أن يتم التخطيط لهذه العملية بدقة أكثر”.

على أي حال، تبقى السورية للطيران عاجزة عن تلبية  حاجة السوق لا بطائرتين ولا بثلاث، مفسحة المجال بذلك أمام الشركتين الخاصتين الوحيدتين في البلاد “أجنحة الشام” و”فلاي داماس” لالتهام السوق بأسعار غير منطقية بالنسبة للكثي من السوريين في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية.

أزمة القامشلي

عشرات السوريون، بل المئات ربما، يحتشدون يومياً أمام مكاتب المؤسسة السورية للطيران، ليحجزوا #تذكرة_سفر داخلية إلى #القامشلي نتيجة السعر المتدني مقارنة بالشركات الخاصة، لكن الطائرة الوحيدة العاملة داخلياً، تجعل موعد السفر يطول ويطول، وهذا مايكشف سبب نوم العشرات في صالة المطار منتظرين موعد الطائرة.

يصل سعر التذكرة من #دمشق إلى القامشلي على متن السورية للطيران إلى  15ألف ليرة سورية ان تم الحصول عليها بشكل رسمي من المؤسسة و20 الف ليرة سورية عبر المكاتب السياحية، وهذه الارقام تعتبر صعبة المنال وخاصة  إن كان المسافر يريد موعداً محدداً للرحلة.

استطاع موقع “الحل السوري”، أن يحصل على عرض حجز إلى القامشلي على متن السورية للطيران في أول رحلة قريبة بمبلغ 52 ألف ليرة سورية، وأكد السمسار أن هذا السعر “لم يعطيه لأحد على هذه الرحلة وفي هذا التوقيت”.

السمسار أكد أن “بعض موظفي الحجز في المؤسسة يشترون عدداً من المقاعد باسم شخص واحد لبيعها في السوق السوداء، أو يتوازعون عدداً من المقاعد فيما بينهم لبيعها عبر سمسار يتواجد غالباً بجانب مكاتب الحجز أو مكاتب السياحة بسعر متدرج وفقاً لموعد الرحلة المرغوب به”، مشيراً إلى “وجود موظفين في الشركات علاقتهم مباشرة مع  السمسار”.

السمسرة حالة عامة

ليست السورية للطيران وحدها من يتلاعب موظفوها بالحجوزات، فقد وصل سعر بطاقة السفر إلى #الخرطوم بشكل رسمي عبر “أجنحة الشام” إلى 133800 لوجهة واحدة، وقد يختلف السعر رسمياً بشكل يومي لأسباب غير معلومة، بينما وصل سعر البطاقة إلى الخرطوم في السوق السوداء لـ 188 ألف ليرة سورية.

أما سعر التذكرة بوجهتين إلى الخرطوم عبر “أجنحة الشام”، فوصل إلى حوالي 230 ألف ليرة سورية، وقد يصل إلى 280 ألف من خلال السوق السوداء.

وتعتبر الوجهة إلى الخرطوم، من اكثر الرحلات نشاطاً بالنسبة للشركات الخاصة، كونه طريق التهريب الجديد الذي يسلكه السوريون باتجاه #مصر ثم #أوروبا، وأيضاً، تعتبر الرحلات من جدة إلى دمشق وبالعكس “ترانزيت عبر #الكويت” من الرحلات النشطة لكثرة السوريين هناك .

من يدفع أكثر

ويبلغ سعر البطاقة إلى #جدة عبر “فلاي داماس” 240 الف #ليرة سورية باتجاهين، وعلى “أجنحة الشام”  200  ألف ليرة سورية ذهاب واياب أي حوالي 1800 #ريال كما هو محدد رسمياً من قبل الشركة، لكن بعض السوريين في جدة أكدوا أن سعر البطاقة يصل عبر السمسرة إلى 2200 ريال و3200 احياناً.

ويبقى الحجز بشكل نظامي على متن الشركات الخاصة أو عبر السورية للطيران، من خلال المكاتب السياحية، أو السوق السوداء بشكل عام، غير آمن، فقد يفقد المسافر حقه في السفر فجأة ودون علمه ليمنح مقعده لمن يدفع أكثر، حيث أكد  “خ.ن” 35 عاماً، لموقع “الحل السوري”، أنه حجز العام الماضي على خطوط “أجنحة الشام” باتجاه مطار اتاتورك في #تركيا، ليتفاجأ قبل يوم الرحلة بأن الحجز قد ألغي ووضع على الرحلة التالية نتيجة السمسرة التي يقوم بها موظفو الشركات مع مكاتب السياحة والسفر.

بعض أسعار التذاكر “وسطياً” على متن الشركات الخاصة:

بغداد : 94 الف ليرة سورية

قامشلي: 42 الف سورية وقد ترتفع إلى الضعف في السوق السوداء.

اللاذقية: لايوجد

بيروت: لايوجد

الكويت: ذهاب 107000، و ذهاب وعودة ١٨٧٣٠٠.

بغداد: ذهاب فقط ٩٢٧٠٠ وذهاب واياب : ١٦٤٣٥٠.

وتعتبر هذه الاسعار غير ثابتة لأن تذكرة سفر الـ”ترانزيت” تتم على متن خطوط وشركات أخرى، والسعر يتغير بحسب درجة البطاقة ولحظة الطلب.