عمار الحلبي – دمشق :

في العاشر من شهر آب الجاري، أعلن مدير المواد والأمن الغذائي في #وزارة_التجارة_الداخلية وحماية المستهلك التابعة للنظام، أن الحكومة لا تسمح على الإطلاق التلاعب بمادة #الخبز من حيث الجودة أو الوزن، معتبراً أن ربطة الخبز المدعوم تكلّف النظام 500 #ليرة_سورية، في حين تُباع إلى المواطنين بمبلغ 50 ليرة سورية فقط، أي 10% من قيمتها.

 

يحاول موقع ” #الحل_السوري” في هذا التقرير، إجراء حسبة تقريبية وشبه مطابقة للتكلفة الفعلية للخبز، الذي تقدمه الحكومة للمواطنين السوريين بمبلغ 50 ليرة، وتدّعي بنفس الوقت أن كلفته 500 ليرة سورية.

احتياجات الخبز الأساسية

التقى موفع الحل بأحد العمل الرئيسيين، لمخبز حكومي في الجهة الغربية من مدينة #حلب، حيث رفض الكشف عن اسمه، كما رفض إفصاح اسم الفرن الذي يعمل به حفاظاً على سلامته، كون مدينة حلب الغربية تحوي فقط على 4 أفران حكومية.

وقال الفرّان الذي فضّل تسمية نفسه “أيمن”، إن “الاحتياجات الأساسية لإنتاج أي خبز تتكون من الطحين والمازوت والمياه والخمير والملح وأجور العمال”.

وأوضح أيمن أن “التكاليف الأخرى تعتبر ثانوية، ويأتي على رأسها وجود أعطال روتينية في آلات العجن أو التقطيع أو رق العجين أو حتى الفرن في بعض الأحيان لكن لا يمكن اعتبارها تكاليف ثابته”.

الربطة تكلّف 140 ليرة فقط

وأضاف أيمن أن “الأفران الآلية تنجز 1 طن من الخبز كل ساعتين، وفي الساعتين يحرق بيت النار حوالي 70 ليتراً من المازوت وهو ما تعادل تكلفته 12600 ليرة إذا ما اعتبرنا ثمن الليتر من المازوت بسعره الحر 180 ليرة، غير أن المخابز الحكومية تحصل على مادة المازوت بسعر 60 ليرة سورية، وبالتالي فإن تكلفة 70 ليتراً تبلغ 4200 ليرة”.

أما #الطحين فيحتاج الفرن لإنتاج 1 طن من الخبز، ويبغ ثمن الكيلو الواحد من الطحين في أسواق العاصمة حرّاً بلا دعم 160 ليرة، وكل 600 كيلو من الطحين يصنع 1 طنّاً من الخبز، وعليه فإن تكلفة 600 كيلو غرام تبلغ 96 ألف ليرة.

ويعمل في فرن الخبز 6 موظفين اثنين للبيع، وواحد للعجن، وآخر للإشراف على آلة الرقاقة، وموظف بتنظيف الفرن، حيث إذا حسبنا أن الراتب الشهري للواحد منهم 30 ألف ليرة فإن راتب 6 موظفين 180 ألف ليرة شهرياً، أي أن الراتب اليومي لهم في 8 ساعات 6 آلاف ليرة، وبالتالي فإن راتبهم في الساعتين اللتين تعتبران توقيتاً لإنجاز طن من الخبز “750 ليرة سورية”.

ويحتاج الطن من الخبز إلى أقل من 1 كغ من الخمير الذي ثمنه 250 ليرة، وحوالي 2000 ليرة ثمن أكياس التعبئة، وبإمكاننا إضافة 5 آلاف ليرة أعطال وأشياء أخرى، يظهر أن التكلفة الرئيسية للطن الواحد من الخبز.

وعلى أساس هذه الحسبة فإن التكلفة الرئيسية للطن من الخبز تبلغ “108” ألف ليرة سورية”، وعليه فإن ربطة الخبز البالغ وزنها 1300 كيلو غرام، تبلغ تكلفتها بحدود 140 ليرة سورية فقط وليس 500 كما ادعى “مدير الموارد والأمن الغذائي بوزارة التجارة الداخلية”.

“الخط” الأحمر” من 15 إلى 50

اعتبرت السلطات السورية الخبز “خطّاً أحمراً” ولا يمكن المساس به منذ اليوم الأول للأزمة، التي رافقها ارتفاعٌ حاد بالأسعار، لكنها ما لبثت أن تجاوزت هذا الخط وانتهكته مادياً مراتٍ ومرات ومن ثم عمدت لتغيير بنيته وإضافة مادة النخالة له، ما أفقده رونقه وغاب عنه طابع الخبز السوري المعهود.

ففي تاريخ مطلع عام 2014 تفاجئ السوريون بقرار رفع سعر الربطة الواحدة من الخبز من 15 إلى 25 ليرة سورية، في سابقة هي الأولى من نوعها أن يتم التلاعب بسعر هذه المادة.

عاد النظام لرفعه مرة أخرى في منتصف العام نفسه من 25 إلى 35 ليرة، وفي شهر تشرين الأول من ذات العام قرّر النظام رفع سعر الخبز من 35 ليرة إلى 50 ليرة، وقرر معها تخفيض وزن الربطة الواحدة من 1600 غرام إلى 1300 غرام.

ولم يتوقف الأمر عند السعر حيث أضاف النظام مادة “النخالة السمراء” إلى الخبز السوري المعروف بنصاعته ولين ملمسه، ليصبح الرغيف صعب التناول وغير قابل للتخزين وذلك في شهر نيسان من عام 2015 الماضي، وعلّلت مديرية الأفران حينها بأن القرار جاء نابعاً من “الفوائد غير المتناهية للنخالة والخبز الأسمر على صحة الإنسان”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.