الدراجات الهوائية بديل السوريين لارتفاع تكلفة المواصلات وهرباً من “الحواجز”

الدراجات الهوائية بديل السوريين لارتفاع تكلفة المواصلات وهرباً من “الحواجز”

 

علي بهلول – دمشق:

قد لا يتوقع المتابع للشأن السوري في ظل احتدام المعارك، وكثرة استخدام الآليات العسكرية المتطورة من دبابات إلى مدرعات مصفحة وطائرات، أن اختراع مثل #الدراجة_الهوائية، يدخل أيضاً ضمن تصنيف الأسلحة الفتاكة التي قد تغير موازين معركة #المواصلات اليومية التي يعاني منها المدنيين السوريين.

 

الشاب عدنان طالب في كلية الطب في #جامعة_دمشق يقول لموقع #لحل_السوري: “أفكر بالمواصلات وأخشاها أكثر من الامتحانات نفسها، لا أبالغ أبداً، قد تواجه مثلاً مادة صعبة، أو دكتور يهوى تعجيز طلابه، لكن باب الدراسة والاجتهاد مفتوح أمامك، أما المواصلات فقد أصبحت تتطلب واسطة من عيار فريد، عليك أن تكون صديقاً لأحد شوفيرية المكاري لكي تضمن مقعدك، هذا إذا لم تكن في الأصل من ذوي الدخل الجيد الذي يتيح لك استقلال سيارات الأجرة”.

في الحقيقة قد يستغرب القارئ من هذا الكلام، لكن سيكفيه أن يخرج إلى الشارع في أوقات محددة حتى يزول أي شك أو استغراب لديه، لاسيما بين السابعة والثامنة صباحاً، موعد انطلاق الموظفين والطلاب إلى دوامهم الرسمي، خاصةً في مدينة #جرمانا التي تحولت إلى منطقة نزوح بعد احتدام المعارك بين قوات النظام والمعارضة في الريف الدمشقي، ويضاف إليها أيضاً منطقة #باب_توما، وجسر الرئيس، و #البرامكة، والكراجات، التي تعاني جميعها من أزمة خانقة في المواصلات رغم احتضانها للعديد من مواقف المكاري العامة، وباصات النقل الداخلي.

3 آلاف ليرة شهرياً مواصلات داخل العاصمة

وفي حسبة لموقع الحل حول تكلفة المواصلات “يحتاج الطالب أو الموظف ما لا يقل عن 350 #ليرة يومياً أجرة للمواصلات من الريف إلى العاصمة، اي أنه يحتاج شهرياً مع حذف أيام العطل نحو 7000 ليرة”.

أما الطلاب والموظفين المقيمين في العاصمة، فأنهم يحتاجون يومياً ما لا يقل عن 150 ليرة، وما يقارب 3000 ليرة شهرياً، وهؤلاء عددهم قليل مقارنةً بسكان الريف.

أما سيارات الأجرة فأنها لا تقبل بأقل من 300 ليرة داخل المدينة الواحدة، ونحو 1500 ليرة من الريف إلى وسط العاصمة، وهو ماكان من الممكن إنجازه سابقاً بـ500 ليرة فقط.

الدراجة هي الحل

الحل السوري سأل بعض الشباب المقيمين في الأرياف عن حلولهم البديلة، وتراوحت معظم الإجابات بين اختيار المشي أو اقتناء دراجة هوائية.

مصطفى يوضح قائلاً: “اشتريت دراجتي بمبلغ 9 آلاف ليرة قبل عام، اليوم يتراوح سعرها بين 30 إلى 50 ألف ليرة، ورغم ذلك يقبل العديد من زملائي على شراء الدراجات، ذلك أوفر مادياً، وأضمن للإلتزام بالمواعيد، لاسيما أن التنقل بين الحواجز في الازدحام يتطلب ساعات طويلة، أما على الدراجة فأنني أوفر الوقت أيضاً، بالرغم من مضايقات الحواجز لي أغلب الأحيان”.

من جهة أخرى، سألنا إذا ما كان من الممكن اقتناء الدراجات بأسعار اقل، ففوجئنا بأن “عشرات الآلاف هي ثمن دراجة مستعملة فقط، وأن الدراجة الماركة المريحة وقليلة الأعطال أصبح سعرها اليوم لا يقل عن مائة ألف ليرة سورية، وهي أيضاً خيار الميسورين مادياً.”

بينما لا يقل ثمن الدراجة الكهربائية هذه الأيام عن 150 ألف ليرة، وهي الخيار الصحي والأفضل لمن يتوجب عليهم قطع مسافات طويلة.

كما أفاد مصدرين مختلفين من #دمشق وريفها لموقع الحل السوري، أن “وزارة النقل ألزمت الشباب باستصدار ترسيم ونمرة نظامية لدراجاتهم، لاسيما الكهربائية منها، لكن الناس لا تتقيد بهذه التعليمات بالرغم من أن تكلفة هذه الإجراءات لا يتجاوز 2500 ليرة، إلا أن السبب الحقيقي لعزوفهم عن الإلتزام بالتعليمات، هو استمرار حواجز النظام بمدايقة ومصادرة الدرجات كثير من الأحيان في أحياء العاصمة وريفها، سواء كانت هذه الدراجات منمرة، أم غير منمرة.”

سناء  طالبة صيدلة في جامعة دمشق تشرح للحل السوري “أنا ملتزمة بعدة أعمال كي أعيل نفسي، بالإضافة إلى دراستي، هذا يتطلب مني التحرك بين عدة أماكن في اليوم الواحد عدة مرات، وذلك حال العديد من الشبان والشابات، أن نقتني دراجة بسعر مرتفع لمرة واحدة، هو خير من التوتر واستنزاف الأموال والوقت بين المواصلات، أتعرض للإزعاج كوني فتاة تقود دراجة ليس من عساكر النظام فقط، بل من الناس أيضاً، لكن علي أن أتم دراستي وأعمل”.

وأضافت “الدراجة أصبحت رأس مال، ومستوى جرأة، علي أن أدافع عن حقي وإلا سأكون محكومة بالفشل، عموماً أوفر ما لا يقل عن عشرة آلاف ليرة شهرياً، وهو ثمن المحاضرات في الجامعة، وبعض الطعام اثناء الدوام لا أكثر”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.