فتحي سليمان – حلب
يلجأ تنظيم الدولة الإسلامية #داعش خلال معاركه ضد المعارضة السورية في الشمال إلى استراتيجية الألغام الأرضية المتفجرة، في محاولة منه لإيقاف تقدم كتائب المعارضة في إطار المعركة الأخيرة التي أطلقتها #تركيا وهي معركة “درع الفرات”.
تحاول الفصائل السورية المشاركة في درع الفرات إيجاد حل لمشكلة الألغام والتي أودت بحياة عشرات المقاتلين، كما أنها أجبرت في كثير من الأحيان المعارضة على الانسحاب من مواقع كانت قد سيطرت عليها عقب معارك مع التنظيم.
وأمام ذلك قام فصيل #الجبهة_ الشامية (أحد فصائل المعارضة المشاركة في عملية درع الفرات) بتصنيع كاسحة ألغام “بجهود محليّة” والتي انتشرت صورها عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المؤيدة لفصائل درع الفرات، وهي سلاح “قادر على إزالة الألغام وتأمين الطريق أمام المقاتلين خلال السيطرة على مواقع وقرى جديدة” وفق مصادر من الفصيل.
يقول خليل أبو عمر (قائد عسكري في معركة درع الفرات) في تصريح لوقع #الحل_السوري إن فكرة تصنيع كاسحة ألغام ليست وليدة اليوم، فمنذ أن اندلعت المواجهات في #حلب ضد تنظيم داعش منذ ثلاث سنوات وكتائب المعارضة تعاني من المقاومة العنيفة من قبل التنظيم عبر زراعة الألغام في المواقع التي ينسحب منها، فضلاً عن عشرات القناصات التي يستخدمها التنظيم في صد هجمات المعارضة.
ويضيف أبو عمر “إن فكرة وجود كاسحة ألغام مع كتائب المعارضة ستقلب موازين القوى لصالحها”، معتبراً إياها “خطوة متقدمة على صعيد الاعتماد على الذات في صناعة الأسلحة خلال المواجهات التي تخوضها في مختلف الجبهات”.
وفي شرح عن آلية تصنيع الكاسحة ذكر المصدر أن الجبهة الشامية أجرت عليها تعديلات كثيرة خلال أربعة أشهر، “لتستطيع مقاومة انفجار الألغام الأرضية والموجّهة، وتمنع مرورها واختراقها، حيث يبلغ وزن الكاسحة نحو 50 طن”.
زوِّدت الكساحة وفق المصدر بمحور حديدي مصفح له العديد من التشعبات، ويعمل بحركة دائرية أمام الكاسحة بحيث يكشف جميع الألغام المزروعة، الأمر الذي يؤدي إلى انفجارها قبل مرور المقاتلين وآلياتهم.
وأكد أبو عمر أن تصنيع كاسحة الألغام “تم عبر جهود محليّة بالكامل”، وأن جميع المواد الأولية التي تم استخدامها في التصنيع “هي مواد جرى استجلابها من داخل الأراضي السورية”، نافياً الأنباء التي تحدثت عن مشاركة خبراء أتراك في تصنيع الكاسحة.
وبثّت الجبهة الشامية تسجيلاً مصوّراً خلال تجربة كاسحة الألغام، حيث تم زرع الألغام ومن ثم مرّت الكاسحة عليها، كما تم استهدافها بقذيفة آر بي جي دون أن تتأثر أي من مكوناتها، جراء التصفيح الكبير التي تتمتع به.
“بالتأكيد وجود هذا النوع من السلاح سيكون دافعاً للمقاتلين المشاركين بالقتال ضد تنظيم داعش، إذ ستتلاشى مخاوف المقاتلين خلال اقتحامهم مواقع التنظيم، لا سيما وأن المعارك محتدمة في ريف حلب، والمعارضة عازمة بدعم من تركيا على السيطرة على أجزاء واسعة من ريف حلب على امتداد الحدود السورية التركية” يقول المصدر
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.