نحو 7 ملايين دولار شهرياً و 5 آلاف مقاتل.. حزب الله في سوريا حرب باسم “الواجب المقدس”

نحو 7 ملايين دولار شهرياً و 5 آلاف مقاتل.. حزب الله في سوريا حرب باسم “الواجب المقدس”

فريق التحقيقات :

يستمر موقع #الحل_السوري بتقصيه لكلفة الحرب في #سوريا من خلال حساب متوسطات إنفاق القوى المقاتلة على الأرض، ونتوقف في هذا التحقيق عند القوى المقاتلة من حزب الله اللبناني في سوريا، بعد نقاش تكاليف تقديرية لأربع قوى مقاتلة في سوريا هي (الدفاع الوطني، وقوات النمر، وجبهة فتح الشام، وجيش الإسلام).

نحو “الأرض المقدسة”!

كان خبر مقتل أول عنصر من #حزب_الله في #سوريا في أغسطس/آب 2011، والذي نشر في جريدة النهار اللبنانية من أولى الدلائل على أن الحزب بدأ بالفعل يخوض معركة مصيرية بالنسبة له في سوريا، حيث أوضح الحزب حينها أن القتيل سقط أثناء “تأدية واجبه الجهادي”، وكانت هذه أيضاً المرة الأولى التي يسمع بها السوريون المشغولون بذروة حراكهم المدني والسلمي بكلمة “الجهاد” على أراضيهم.

ولم يُعلن حزب الله تدخله الرسمي في #سوريا على مستوى القيادات حتى مايو/أيار 2013، إبان #معركة_القصير في ريف #حمص، على لسان أمينه العام #حسن_نصر_الله، الذي توعد “بدحر التمرد” على نظام بشار الأسد بحسب تعبيره.

اقتصر تدخل الحزب في البداية على الأماكن الدينية المرتبطة بالمسلمين الشعية كمقام السيدة زينب والسيدة رقية وبعض الأماكن في قلب العاصمة #دمشق وريفها، وبحسب مشاهدات سكان العاصمة فإن “حزب الله أقام حواجز خاصة به في تلك المناطق تقتصر عليه دون وجود أي عنصر سوري فيها ، حيث يتولى هو الإشراف على تلك المناطق وحمايتها”.

إنقاق حزب الله بالأرقام

من خلال المعلومات المتقاطعة وبعض المصادر في المناطق التي يتواجد فيها حزب الله اللبناني استطعنا التوصل إلى معلومات تقريبية حول عدد العناصر وطريقة توزعهم على الأرض السورية، ومتوسط الإنفاق الشهري على تلك العناصر بين رواتب شهرية ومصاريف أخرى بين طعام وتنقّل.

تعداد قوات حزب الله في سوريا كان يبلغ حوالي 6 آلاف مقاتل بحسب مصادر متقاطعة، ومصادر كشفت عنها الاستخبارات الأمريكية في أكتوبر 2016، واتفقت أغلب تلك المصادر على أن الحزب فقد أكثر من 1000 مقاتل من مجمل مقاتليه في سوريا حتى الآن، في ظل تعتيم يمارسه الحزب على عدد مقاتليه وقتلاه في سوريا، ليكون تقديرياً عدد المقاتلين حالياً هو 5000 مقاتل.

وتبيّن أن جبهة حلب تحتل الأهمية الكبرى بالنسبة لحزب الله في المرحلة الحالية من حيث الرواتب المقدمة لعناصر تلك الجبهة وعدد القوات المرسلة إليها، لتأتي في المرتبة الثانية العاصمة دمشق حيث يتوزعون في قلب العاصمة ويستلمون حماية المناطق الدينية، إضافة إلى محيط العاصمة لاسيما السيدة زينب وجوبر شرقي العاصمة، وتأتي في المرتبة الثالثة مدينة الزبداني وريف دمشق الغربي المتاخم للبنان.

 

المنطقة عدد العناصر

(عدد تقريبي)

الراتب الشهري
بالدولار
المجموع

 

مصاريف أخرى (إطعام- تنقل) المجموع المجموع الكلي

 

دمشق ومحيطها 1500 700 مليون و 50 ألف دولار 75 دولار شهرياً لكل عنصر 112.500

دولار

مليون و162500 ألف دولار
الزبداني 1000 900 900 ألف دولار 100 دولار 100 ألف دولار مليون دولار
حمص 1000 900 900 ألف دولار 100 دولار 100 ألف دولار مليون دولار
الشمال السوري 2000 2000 4 مليون دولار 150 دولار 300 ألف دولار 4 مليون و300 ألف
المجموع الكلي

 

7 ملايين و 462.500 دولار

 

نستطيع ومن خلال الأرقام السابقة التوصل إلى أن حزب الله اللبناني ينفق شهرياً على عناصره فحسب حوالي 7 مليون و 462 ألف دولار، دون احتساب الذخيرة والآليات وكلفة تحركها وهو ما يرتبط بتمويل مباشر من وإيران حسب ما هو معروف.

وباحتساب التكلفة السنوية يظهر لنا أن حزب الله ينفق سنوياً حوالي 89 مليون و544 ألف دولار على عناصره، علماً أن هذه الأرقام تختلف تبعاً لعدد العناصر في كل جبهة، وإمكانية فتح جبهات جديدة للمعركة وجلب عناصر إضافية.

“طرد سكان” وشراء العقارات

موقع الحل السوري تواصل مع بعض الأهالي في منطقة #القلمون وكذلك في دمشق القديمة للوقوف على أهم ممارسات حزب الله منذ بدايات تدخله الرسمي في سوريا، وأفادتنا معظم الأجوبة بأن “حزب الله كان يحتل البيوت ويطرد سكانها منها في منطقة القملون، ولا يسمح لهم بالعودة، في حين تولى جيش النظام سرقة الأثاث، أو ما يعرف باسم التعفيش”.

في حين أفاد  صاحب أحد المحال التجارية في منطقة العمارة في العاصمة دمشق بقيام حواجز الحزب بالتضييق على سكان هذه المناطق “العمارة، مأذنة الشحم، محيط الجامع الأموي” وذلك حسب المصدر لـ “إجبارهم على ترك منازلهم بالتزامن مع قدوم أشخاص لبنانيين وعرض مبالغ مالية مقابل بيع العقارات سواء كانت منازل أو محال تجارية وبمعرفة النظام”.

تهريب

مصطفى البالغ من العمر 25 عاماً، فرّ من القلمون باتجاه #عرسال وبقي على اطلاع ومعرفة دقيقة حسب وصفه بمجمل التفاصيل المحيطة بالقلمون والحدود السورية اللبنانية وأعمال حزب الله فيها، قال للحل السوري: “أراد حزب الله محاصرة #جبهة_النصرة بسيطرته على جرود القلمون، لكنه تخلى عن الفكرة واستُؤنفت عمليات تهريب المحروقات بين لبنان وسوريا وكأن شيئاً لم يكن، هذه المحروقات تباع اليوم بأضعاف سعرها للسوريين الذين يحاصرهم النظام السوري وحلفائه”.

ويضيف مصطفى “هناك تهريب الآثار أيضاً، حزب الله مسيطر على الحدود اللبنانية السورية براً من جهة عرسال – القلمون، جميع عصابات التهريب التي تعمل اليوم تمرّ بغطاء منه وبموافقته”.

تجار الحشيش

يُخبرنا مصطفى في معرض حديثه عن تجارة الحشيش، موضحاً أن “السوري ع. حيدر، المنحدر من القلمون، يعمل بتجارة الحشيش، ويشارك رجلاً لبناني من أنصار وممولي حزب الله في #بعلبك، ويتاجران به عبر جرود القلمون”.

في حين يفيدنا مصدر خاص لبناني الجنسية من بعلبك وصلنا به مصطفى، أن “مرابح هذين الشخصين من تجارة الحشيش تصل إلى نصف مليون دولار بالشهر، بحسب تقديرات أهالي المنطقة المعروفة بزراعة الحشيش”.

في المقابل تُشير صحيفة دير شبيغل الألمانية عن كشف نتائج تحقيق لشرطة مدينة إبسن، تتعلق بغسيل أموال بعشرات ملايين اليورو لصالح حزب الله اللبناني من تجارة المخدرات

ابتزاز المحاصرين

#مضايا، البلدة التي استشرس النظام السوري بمؤازرة رئيسية من حزب الله في حصارها بريف #دمشق، وصلتنا منها شهادة على لسان إحدى ساكنيها وتدعى نور، والتي قالت للحل السوري: “إن عناصر حزب الله مرتشون وفاسدون أيضاً، في فترة الحصار الخانق أصبحوا يبادلون كل 10 كيلو غرام من الطعام ببندقية، كما كانوا يقايضون على الدراجات أو السيارات في المدينة”.

نور أضافت أن “هناك بعض المدنيين والتجار في الداخل الذين يتعاملون مع عناصر حزب الله وغالباً يكون دورهم الوساطة بين السكان والحزب لبيع وشراء السلع”.

تهريب البشر

في الجنوب من سوريا أيضاً، وعلى أبواب العاصمة دمشق، وتحديداً #جوبر، تواصل الحل السوري مع عضو الأمانة العامة بالتجمع الوطني لقوى الثورة في الغوطة الشرقية (سابقاً)، والذي طلب عدم الكشف عن هويته واسمه لأسباب أمنية.

المصدر تحدث عن أهم تجارة لحزب الله، وهي “#تهريب_البشر، والتي يقوم بها عناصر من الحزب وقيادات حاصلة على تصاريح العبور من الخطوط العسكرية للنظام، حيث لا يتعرضون للتفتيش، وعبر هذه الخطوط يقوم حزب الله بتهريب السوريين المطلوبين للنظام، كلّ بحسب تهمته والفروع الأمنية التي تلاحقه، ويبدأ المبلغ الذي يطلبونه من 2000 دولار أمريكي، ويصل إلى 5000 آلاف دولار على الشخص الواحد”.

التسليح وتهريب الذخيرة

يضيف مصدرنا السابق بعض النقاط حول تسليح حزب الله في سوريا، فيقول “التسليح يأتي من الحكومة السورية التي تدفع تكاليفه كاملاً، وجميع الأسلحة التي يستخدمها الحزب روسية الصنع، وبالعموم يصل عنصر حزب الله إلى سوريا بلباسه العسكري فقط، ولا يتعرف على أي شيء آخر”.

ثم يستدرك المصدر: “أيضاً يعمل الحزب بتهريب الذخيرة حصراً، وليس السلاح، عن طرق سوريين من الجيش النظامي يلعبون دور الوساطة بينهم وبين فصائل المعارضة المسلحة”.

مليون و400 ألف دولار لجبهة جوبر في الشهر

يوضح مصدرنا السابق تعداد عناصر حزب الله في محيط مدينة جوبر، ومعيشتهم فيقول: “في منطقتي وصل عددهم إلى نحو الـ2000 عنصر، لهم مأكل ومشرب خاص، في مواقعهم التي سيطرنا عليها مثلاً ووجدنا عبوات مياه معدنية ومياه بقين مختومة، وطعام ملفوف بالسلوفان، وهي ميزات لا يحلم بها أي عنصر في جيش النظام”.

في حين تشير مصادر أخرى إلى أن الحزب بدأ باللجوء إلى تجنيد مقاتلين من جنسيات أخرى تقبل بأجور منخفضة على خلاف اللبنانيين.

4 مليون دولار شهرياً تعزيزات لحلب

إلى الشمال توجهنا هذه المرة، حيث استطعنا التواصل مع أحد العناصر المقاتلة في صفوف #حركة_أحرار_الشام الإسلامية في #حلب ويدعى اسماعيل، الذي قال لموقع الحل السوري: “في مرة استطعنا أسر عدة عناصر من حزب الله، وبالتحقيق معهم، وكنت أحد الشهود على عملية التحقيق تلك، كشف أحد الأسرى أن العنصر الواحد من حزب الله الذي يقاتل في جبهة حلب يحصل على ألفي دولار شهرياً، في حين تم تعزيز الجبهة بألفي مقاتل من عناصر حزب الله”.

وفي حسبة بسيطة تبين أن حزب الله يتكلف على تعزيزاته فقط وليس كامل عناصره، التي استقدمها للمشاركة بمعارك حلب نحو 4 مليون دولار شهرياً في أقل التقديرات.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.