الفول والفلافل الوجبة الرئيسية للمناطق “الآمنة” ..والخبز “الحاف” طعام المدن المحاصرة

الفول والفلافل الوجبة الرئيسية للمناطق “الآمنة” ..والخبز “الحاف” طعام المدن المحاصرة

رانيا عيسى – دمشق:

دراسة تلو الأخرى، تكشف مدى الفجوة المالية بين دخل #الأسرة_السورية ومتوسط نفقاتها، التي شطبت الكماليات من قائمة أولويات المعيشة، واقتصرت على «الكفاف»، في بلد ترزح تحت وطأة حرب لم تنتهي بعد.

 

فحسب دراسة – ليست الأخيرة – عن المعيشة في #سوريا، أصدر مركز «فيريل» للدراسات في #برلين، دراسة اقتصادية، تبين فيه متوسط دخل الأسرة السورية ونفقاتها في العام 2016، وسط تذبذب سعر #الدولار، فكانت الفجوة في تزايد، حتى خلصت الدراسة إلى أن الدخل المقدر بـ180 ألف ليرة، في حين لايتجاوز دخلها الحالي 40 ألف ليرة سورية في أحسن حالاته، مما يعني رزوح العائلة السورية تحت #خط_الفقر_العالمي.

حلب..من الكبة إلى الفول

وعليه، كانت أولى مؤشرات ذلك، لقمة العيش، يختلف ثمنها بين منطقة «آمنة» وأخرى «ساخنة»، فكانت مدينة #حلب مَن تشتهر بنحو 400 نوع من الكبة، انحازت مجبرة إلى الأكلات الشعبية كالفول والفلافل وغيرها، فثمنها يلائم نسبياً ما بداخل جيوب السوريين.

المادة الغذائية السعر ل.س
قرص الفلافل 12 ونص
قنينة زيت نباتي 900
السمنة – كيلو 1400
زيت الزيتون القنينة 1700
فول لشخصين 350
مسبحة – كيلو 600
المامونية 2500 (تحضير منزلي)
 صحن البيض 1600

وحسب الجدول السابق، بعد اطلاع موقع #الحل_السوري على قائمة أسعار الأكلات الشعبية في حلب اتضح أن ثمن الأكلة (فول مثلاً) يتطلب مبلغ 2500 ليرة ثمن إعدادها في المنزل، مقابل 400 ليرة لصحن الفول (لشخص واحد)، يضاف إليه ثمن ربطة الخبز (ستة أرغفة) كإحدى أساسيات الغذاء بـ 300 ليرة، لينتهي ثمن الوجبة عن حاجز الـ3000 ليرة.

لكن الأسعار سالفة الذكر، بقيت حكراً على الأجزاء الغربية من حلب المدينة، في حين يتلوى سكان الأحياء الشرقية من الجوع، فتأمين لقمة اليوم – بعد أمان حياته من القصف – تعني ضمان العيش لليوم التالي.

تأتي شقيقة حلب المجاورة لها إلى الغرب، لتقاسمها الأسعار، فكانت الأكلات الشعبية في #إدلب ليكون ثمن قصعة الفول بـ300 ليرة، والفول بـ400 ليرة، في حين تأتي المامونية بسعر أعلى تصل إلى 600 ليرة على خلاف مثيلتها في حلب.

عروس الفرات تقتات الخبز

قاسم غذائي مشترك، أساسه القمح والطحين، ليبقى رغيف الخبز غذاء سكان #المناطق_المحاصرة شأنها شأن #دير_الزور، التي تقبع تحت حصار من قرابة العامين، اختفت معه أكلات المدينة الشعبية كالكليجة (وهي نوع من الحلوى)، والفورة (كشك مع اللوبياء المجفف ومضافاً إليه السمن العربي)، والسليقة (خليط من القمح المسلوق مع الحمص) فباتت منسية.

سابقاً كانت المائدة الديرية معمورة بالجبنة العربية أو المامونية المرفقة بالجين أو القشطة – البيض الذي ثمن منذ بدء الحصار على المدينة بـ1500 ليرة، في وقت كان يباع في العاصمة بسعر 300 ليرة، لكن الحصار وحد لقمة العيش في المدينة، ليجعله مقتصراً على مادة الخبز كما في حلب.

وتبقى الأغذية المذكورة في الجدول، تسجل حضورها في أحياء #الجورة و #القصور و #الموظفين و #هرابش، الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في المدينة:

المادة الغذائية السعر ل.س
الفول 1600
كيلو الحمص 2300
سندويش فلافل 300
كيلو الزيت 3000
كيلو السميد 350
لبنة 4000
لبن 1225
سكر 2300
كيلو الكليجة 3000

 

لكن المفارقة أن طعام الفطور – إن تواجد – لم يعد مقتصراً على فترة الصباح، فالحصار فرض ضريبته الغذائية على أهالي المدينة بأن يقتصر الطعام على وجبة واحدة في اليوم، ليكون طعام الفطور لوجبة الغداء.

فباتت البقوليات كالفول والفلافل والحمص وملحقاتهم، أقل كلفة من ثمن الكيلو من الكباب والمسعر بـ12 ألف ليرة، أو لحم الضان بنحو 10 آلاف ليرة، وسط غياب للفروج الحي والمجمد، وأطباق البيض على النحو ذاته، وعليه، تبقى المعروضات من الأغذية خارج المحال وأمام المارة، موضع “فرجة” دون شرائها أو المساس بها.

دمشق «آمنة» غذائياً وليست كذلك في الأسعار

لا مكان لمصطلحي «المنطقة الآمنة» أو «الساخنة» في العاصمة، ففارق الأسعار يتبع حسب تصنيف المنطقة، وعليه تتباين أسعار الفطور السوري، حيث بلغ سعر صحن الفول في سلسلة مطاعم «الجناني» نحو 400 ليرة للشخص، وثمن الكيلو منه 800 ليرة، في حين تكلفة كيلو المسبحة 600 ليرة، والفتة «التسئية» بين الـ600 إلى الـ700 ليرة.

الأمر نفسه ينطلي على الفلافل، كأثر المأكولات السورية شعبيةً، فثمنها يترنح بين 125 و 225 حسب المنطقة، لتكون مناطق #المزة و #ساحة_عرنوس و #الطلياني الأغلى تكلفة، لكن أسعار الأكلات في العاصمة تبقى با «الحد المعقول» مقارنة بمدن حلب ودير الزور.

لطالما أن متوسط إنفاق الأسرة السورية يبلغ نحو 220 ألف ليرة في العاصمة، في حين يرتفع المبلغ إلى أكثر من ذلك في مدن الحصار، تكون الأكلات الشعبية بديلاً غذائياً على مائدة السوريين، كانت بالأمس القريب معمورة باللحوم، الذي بات ثمنها يوازي ثمن الأكلة الشعبية أضعافاً، فعجز الميزانية وثبات الراتب للموظف السوري، وضعف بدلات غلاء المعيشة عن استيعاب تسارع وتيرة ارتفاع الأسعار، جعل من الأكلات الشعبية تزور مائدة السوريين معظم أيام الأسبوع دون استثناء.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة