حمزة فراتي

يخوض المدنيون القابعون في الجيوب الأخيرة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية #داعش بريف #دير_الزور، معركة حياة على جبهتين صعبتين، الأولى مع القصف المتكرر لطيران التحالف الدولي، والأخرى مع اشتداد الخناق الذي يفرضه عليهم التنظيم، فيما يطاردهم شبح ماسيفعله بهم النظام والمليشيات التابعة له في حال تمكنوا من السيطرة على المنطقة.

محمد الموسى (أحد القاطنين في مناطق سيطرة داعش بريف #البوكمال شرقي دير الزور) تحدث لموقع الحل عن معاناته بسبب تغلغل التنظيم في قراهم وبلداتهم.. “ندفع الثمن باهضاً لانتشار عناصر التنظيم بداخل قرانا ومناطقنا بشكل شبه يومي، فقصف التحالف أصبح أمراً اعتيادياً لنا، حيث تكون نتيجته عشرات القتلى والجرحى من النساء والأطفال والشيوخ هذا من جانب، ومن جانب آخر القصف المدفعي الذي يكون مصدره قوات النظام المتمركزة بمدينة البوكمال، إضافة إلى القصف الذي يكون مصدره قوات سوريا الديمقراطية (#قسد) والتي لاتقل نتيجته عما سبق، وكل ذلك بحجة القضاء على التنظيم”.

ويتساءل الموسى، “هل القضاء على التنظيم يتوجب قصف مخيمات النازحين ومناطق اكتظاظ المدنيين بداخل مناطقهم؟” مشيراً إلى القصف الذي نفذه التحالف على مخيم للنازحين في منطقة ظهرة العلوني (بالقرب من بادية الشعفة على ضفاف نهر الفرات الشرقية) في 26 فبراير الماضي، والذي راح ضحيته 28 شخصاً ضمنهم عوائل كاملة، وقصفه أيضاً لمدرسة ابتدائية تحتوي نازحين داخل بلدة الشعفة في مطلع الشهر ذاته والذي كانت نتيجته قتلى من الأطفال والنساء أيضاً، وكذلك قصفهم للتجمعات المدنيين في الأسواق دون التميز بينهم وعناصر التنظيم كما فعل لمرات متكررة في سوق مدينة #هجين، “فهل قتل المدنيين شرط أساسي للقصاء على التنظيم؟” يتساءل المصدر.

وتابع المصدر حديثه قائلاً “ما ذكرته لا يقدم كل ما يتعرض له المدنيون من قصف شبه يومي سواء من التحالف أو النظام أو قسد، فالقصف سيستمر باستمرار تواجد التنظيم في مناطقنا والضحية أولاً وأخيراً هم الأهالي”على حد تعبيره.

أوضاع إنسانية غاية في الصعوبة

الوضع المعيشي والصحي في القرى التي لازالت تحت سيطرة التنظيم سيء جداً، وذلك لعدة أسباب وأهمها الحصار الداخلي الذي يفرضه التنظيم على الأهالي ومنعهم من مغادرة مناطقه، إضافة إلى الحصار الخارجي من قبل قوات النظام لتي تسيطر على خط الشامية وصولاً إلى البوكمال من جهة وقسد التي تسيطر على خط الجزيرة من جهة أخرى، بحسب المصدر ذاته.

وأضاف “إن ما نعيشه الآن نحن المدنيين في مناطق سيطرة التنظيم بريف البوكمال مشابه تماماً لما مر به أهالي الجورة والقصور أثناء حصار التنظيم لهم، فغالبية المواد الغذائية مفقودة والمواد الموجودة قليلة وأسعارها مرتفعة جداً، وهذا الوضع يقتصر علينا نحن المدنيين فقط بينما عناصر التنظيم لا يعيشون ما نعيشه” وفق قوله.

الطبابة والعلاج

من الناحية الطبية لا يوجد مستشفيات سوى مراكز للتنظيم التي لا تستقبل في غالبية الأحيان جرحى القصف من المدنيين، الأمر الذي يجبر ذوي الجرحى لنقل المصابين إلى مناطق سيطرة قسد وهنا تكمن الخطورة، سواء من حيث بعض الحالات التي لا تحتمل مشقة النقل، أو من حيث استهداف المعابر المائية في غالبية الأحيان من قبل الطيران، عدا فقدان اللقاحات الخاصة بالأطفال، وأن وجدت فتقتصر على ذوي عناصر التنظيم فقط، وفق المصدر ذاته.

ما هي ردود فعل الأهالي على ما يحصل لهم من قبل التنظيم؟

الأهالي يرفضون بشكل قطعي تواجد التنظيم ويرغبون بالخلاص منه بأسرع وقت ممكن، لكن ليس بيدهم حيلة، فهم لا يستطيعون التعبير عن رأيهم باحتجاجات، ولا حتى النزوح إلى مناطق أخرى، فالتنظيم يمنع الخروج من مناطق سيطرته وبشكل مطلق، وأي مخالف سيعرض نفسه لعقوبة تصل إلى حد القتل، سواء إلى مناطق قسد أو إلى غيرها وفق المصدر.
ويشير إلى أن الخروج من المنطقة يتطلب دفع مبالغ مالية طائلة تصل إلى ألف دولار للشخص الواحد، عدا خطورة الطريق التي قد تصل إلى الموت بلغم من ألغام التنظيم المنتشرة على كافة المداخل والطرق الفرعية المحيطة بكافة البلدات، يختتم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.