حمزة فراتي

لجأ تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش) بهدف تعويض خساراته المتتالية وانحساره في مساحات صغيرة بريف دير الزور، إلى تفعيل جيوبه السرية وخلاياه النائمة في المناطق التي خرجت عن سيطرته، سواء التي سيطرت عليها قوات النظام شرق النهر، أو مناطق غرب النهر التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية (#قسد)، وذلك من أجل إضفاء نوع من “الهالة” على التنظيم شبه المنهار، وإثبات قدرته على مواصلة عملياته.

تنتشر بقايا التنظيم الآن في جيوب صغيرة بريف #البوكمال ومنطقة البادية، حيث تعد محاصرةً من جهة #الجزيرة وخاصة بعد سيطرة #قسد والقوات العراقية خلال الأيام القليلة الماضية على قرية الباغوز الحدودية والتي كانت تعد آخر نقطة تماس لهم بشكل مباشر مع #العراق.

تحدث نافع يعقوب نافع (من ريف ديرالزور وعلى اطلاع ودراية بأمور التنظيم) لموقع الحل عن تنامي تسلل عناصر التنظيم خلال الأشهر القليلة الماضية من منطقة البادية والتي تعد نقطة انطلاق لكافة عملياته باتجاه مناطق سيطرة النظام في #الميادين والبوكمال والقرى المحيطة بهما، ودعم شهادته بسيطرتهم على محطة الكم النفطية في آذار الماضي، حيث تمكن عناصر التنظيم من التسلل ومباغته النظام والقوات الحليفة له، والسيطرة على المحطة وقتل وأسر عناصر للنظام إلى جانب قتلهم لعناصر فرقة فرسان زينب التابعة لحزب الله اللبناني بشكل كامل ومن ضمنهم قائد الفرقة (نصرالله محمد فهدة) حيث قامت قنوات النظام الرسمية بنقل خبر مقتلهم.

مضيفاً أن عناصر التنظيم يتحركون باتجاه نقاط النظام على شكل مجموعات صغيرة لسهولة التنقل والمناورة حيث يقومون بمباغة الحاجز من عدة جهات، وقد قامت مجموعة منهم في منتصف نيسان الفائت بأسر 14 عنصراً للنظام ضمنهم ضابطان في عملية تسلل قاموا بها بالقرب من قلعة الرحبة المطلة على مدينة الميادين، وفق قوله.

ولفت إلى قيامهم باتباع طريقة تسلل جديدة وهي ارتداء لباس عدوهم، حيث قاموا بمباغته حاجزين للنظام أيضاً بداخل مدينة البوكمال في أواخر شباط الماضي، عندما أوهموهما بأنهم دوريات تابعة لهما، حيث قاموا بقتل كافة العناصر المتواجدين على الحاجزين وبلغ تعدادهم 26 عنصراً ضمنهم عناصر من الحشد العراقي.

وأكد المصدر أن طرق تسلل التنظيم متعددة، فهم يحاولون بشكل متسارع إعادة تنظيم صفوفهم في مناطق محددة من البادية، لتصبح نقاط انطلاق لهجماته نحو القرى والمدن التي يسيطر عليها النظام أو قسد، مشيراً إلى أن العناصر اعتمدوا مؤخرا وبشكل لافت، دراجات صامتة لا يُسمع لها صوت في حركتها، تعرف بدراجات الشحن الكهربائية، في التنقل بين مقاره ونقاط انتشاره ضمن مناطق سيطرته الأخيرة.

ولم تقتصر عمليات التسلل التي يقوم بها التنظيم على مناطق النظام فحسب بل نشطت عملياته بشكل واسع في مناطق سيطرة قسد في خط الجزيرة، وفق المصدر ذاته، حيث أكد أن خطر الخلايا النائمة التابعة للتنظيم موجود في بعض مناطق الريف الشمالي أيضاً (أبو النيتل والجاسمي وبعض القرى الأخرى)موجود، حيث تحاول بين الحين والآخر استغلال الفرص والثغرات من أجل ضرب نقاط قسد في المنطقة، حيث قامت خلال الشهر الجاري بمهاجمة أكثر من أربعة حواجز لقسد في هذه المنطقة وقتلت وجرحت عناصر منهم قبل أن يلوذ منفذو العملية بالفرار، وفق وتعبيره.

تنعكس آثار هذه العمليات سلباً على المدنيين في المنطقة القريبة من مكان حصول العملية، بحسب اليعقوب، حيث تقوم قسد بجملة اعتقالات عشوائية تطال الشبان والرجال واستنفار شديد لها يصل إلى منع التجوال بالنسبة للمدنيين في معظم الأحيان، يختتم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.