“دودة اللوز” تفتك بمحصول القطن السوري لهذا العام

“دودة اللوز” تفتك بمحصول القطن السوري لهذا العام

حسام صالح

لم يتم تسليم محصول #القطن أو “الذهب الأبيض” كما يطلق عليه لهذا العام من الآفات، نتيجة تدهور الوضع الزراعي في سوريا، مع استمرار انخفاض المساحات المزروعة ونقص اليد العاملة وغلاء المحروقات، بعد أن كان من المحاصيل الاستراتيجية، ويشكل حوالي 30% من مجمل الصادرات الزراعية، بمساحات زراعية وصلت لـ250 ألف هكتار في مختلف المحافظات السورية.

اليوم يعاني هذا المحصول الاستراتيجي من تراجع مخيف، فلم يعد للقطن السوري اسم على اللائحة العالمية في الانتاج والجودة، وحتى المساحات المزروعة “رغم انخفاضها” لم تسلم، وأصبحت (دودة اللوز الشوكية) تفتك بهذا المحصول بنسب تتراوح بين 40 إلى 80%.

نقص المساحة وقلة الإنتاج

واحتلت #سوريا قبل الحرب المرتبة الثانية عالمياً في إنتاج ألياف القطن العضوي، والمرتبة الثانية من حيث مردود وحدة المساحة، وتفوقت في مجال المكافحة الحيوية، بحسب تقرير “بورصة الأقمشة العالمية”، ووصل إنتاج سوريا من القطن عام 2010 حوالي مليون طن، وأصبح الهتكار الواحد ينتج 4.2 طن سنوياً، ويعمل بهذه الزراعة حوالي 2 مليون عامل.

وعلى هذا الأساس قام موقع “الحل” بعمل حسبة للأراضي المزروعة لهذا العام، وإنتاجها لمعرفة حجم التراجع بهذا المحصول الاستراتيجي على النحو التالي:

في محافظة الحسكة والتي تعتبر الرائدة بين المحافظات السورية في الإنتاج، بدأت عملية قطاف محصول القطن، وبحسب وكالة “سانا” فإن تقديرات الإنتاج تبلغ 16 ألف طن، وأن المساحات المزروعة بلغت 5565 هكتار، وهذا يعني أن الهكتار الواحد أصبح ينتج حوالي “2.8” طن من القطن، إضافة إلى أن هذا الإنتاج رغم انخفاضه إلا أنه مصاب بـآفة “ديدان اللوز” بنسبة تتراوح بين 40 و80%.

وبالانتقال إلى محافظة حماه، توقعت “الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب” وصول إنتاج الأراضي خلال الموسم الحالي لنحو 565 طناً، على مساحة 277 هكتار، في حين كانت الخطة لزراعة 2250 هكتاراً، وعزت الهيئة تراجع الزراعة لارتفاع تكاليف الانتاج وعدم توفر المياه والتوجه لزراعات بديلة أكثر ربحاً.

وبحساب المساحة المزروعة المقدرة بـ277 هكتار وإنتاجها 565 طن، فينتج بذلك الهكتار الواحد 2 طن، أي انخفضت عن معدل عام 2010 بنسبة 50%.

دودة اللوز تقضي على المحصول

ومع تصريحات “وزارة الزراعة” حول “دودة اللوز” التي ضربت محصول القطن لهذا العام، قال المهندس الزراعي (مجد سلطان) لموقع الحل، إن “دودة اللوز الشوكية، هي عبارة عن حشرة تكثر بين شهري أب وأيلول، وما سهل انتشارها لهذا العام في سوريا يعود لانخفاض درجات الحرارة بداية الشهر الحالي، ما ساعدها على التكاثر والانتشار بين محاصيل القطن”، مضيفاً أن “الحشرة حالياً دخلت مراحل متطورة، وبدأت تتغذى على أزهار القطن لتنتقل لبذور القطن مما يفسد المحصول”.

وعن سبب عدم مكافحة هذه #الحشرة أوضح سلطان أن “عملية رش هذه الحشرة بالمبيدات مكلفة كونها يجب أن تتم 3 مرات خلال الموسم، وعلى الرغم من توفر المبيد الحشري اللازم إلا أن فعالية هذا المبيد ضعيفة، كونه من الأنواع الرديئة وغير معروف المصدر، إضافة إلى أن البذور المستخدمة في زراعة القطن مجهولة المصدر أيضاً”،

واعتبر سلطان أن “بحسب ما وردنا فإن جميع الحقول المزروعة بالقطن في محافظة #الحسكة، مصابة بالدودة بنسب إصابة تتراوح بين 3 و15%، ما يعني أن المحصول سينخفض بنسبة تتراوح بين 40 و80%”.

وأشار سلطان إلى أن “الفلاحين حين تصاب محاصيلهم، يقومون ببيعها إلى مربي الأغنام كعلف، للتعويض عن خسائرهم وبهذه الحالة فإن الفلاح لن يقوم بإعادة #زراعة القطن في الموسم القادم واستبداله بمحاصيل أخرى”.

وكان مصدر في “وزارة الزراعة” صرح لوكالة “سانا” التابعة للنظام في وقت سابق، أن “نسبة الأراضي المصابة بـ #دودة_اللوز لهذا العام تجاوز العتبة الاقتصادية”، معللاً السبب بأن “مخابر مديرية الزراعة التي كانت تنتج الأعداء الحيوية لدودة اللوز خارج الخدمة نتيجة الظروف الأمنية، يضاف إليها وجود مبيدات حشرية ضعيفة الفعالية”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.