بينهم مؤيّد للنظام بارك “انتصاره على الإرهاب”: تعرف على خلفاء ديمستورا المستقيل قريباً

بينهم مؤيّد للنظام بارك “انتصاره على الإرهاب”: تعرف على خلفاء ديمستورا المستقيل قريباً

منار حداد – موقع الحل

قبل عدّة أيام، أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان ديمستورا، مجلس الأمن الدولي، بأنه سيستقيل من منصبه في نهاية تشرين الثاني المقبل، وذلك بعد أكثر من 4 سنوات قضاها في منصبه.

وتسلّم ديمستورا منصبه، كثالث وسيط دولي مبعوث إلى سوريا، بعد الراحل كوفي أنان والدبلوماسي الأخضر الإبراهيمي.

وعلى الرغم من الخضرمة الدبلوماسية للمبعوثين الثلاث، وتحديداً ديمستورا، إلّا أنّهم جميعهم فشلوا في إيجاد تسوية للأزمة السورية، كما فشلوا في منع المجازر التي قام بها النظام في عدّة مدن وبلدات سورية.

وانحسرت المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، خلال فترة ديمستورا، ومالت الكفّة السياسية لصالح النظام، الذي بات اليوم يبحث عن تعويم دولي خارجي.

في هذا التقرير يستعرض “الحل” أبرز الوجوه التي من المتوقّع أن تستلم بعده.

الجزائري المؤيّد للأسد

بحسب مصادر دبلوماسية، فإن المفاوضات بين دول غربية وروسيا تجري حالياً من أجل الاتفاق على واحد من أربع وجوه قد تتولّى منصب الوسيط الدولي خلفاً لديمستورا، الذي سوف يقوم بمهمّته الأخيرة عندما يزور العاصمة السورية دمشق من أجل محاولة إيجاد فرص لإنعاش ملف اللجنة الدستورية.

ومن أبرز الوجوه المرشّحة للفوز بخلافة ديمستورا، السياسي الجزائري رمطان لعمامرة من مواليد ١٩٥٢، شغل منصب الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية، والمبعوث للأمم المتحدة إلى ليبيريا بين عامي 2003 و 2007.

كما شغل منصب سفير الجزائر لدى الأمم المتحدة في الفترة بين 1993 و 1996 ، وانخرط في العديد من الوساطات لحل عدد من النزاعات في القارة الأفريقية، حتى تم تعيينه وزير الشؤون الخارجية في الجزائر عام ٢٠١٣. في حين شغل منصب رئيس مجلس السلم والأمن الإفريقي، ولعب دوراً محورياً في الأزمة التي شهدتها ليبيا قبل مقتل رئيسها السابق معمر القذافي على أيدي الثوار، حيث حاول تسويق المبدأ الإفريقي القاضي بعدم السماح بأي تدخل عسكري في ليبيا.

لكن هذا الطرح، يرى فيه معارضون أنّه غير حيادي ليشغل لعمامرة منصب الوسيط الدولي، ولا سيما أنّه يعتبر من مؤيّدي أحد أطراف النزاع في سوريا، وهو ما يجعل وصوله لهذا المنصب ضربةً جديدةً للمعارضة.

وكان لعمامرة قد صرّح في أواخر عام ٢٠١٦، تزامناً مع هجوم النظام على مدينة حلب، قائلاً: “ماذا حصل في حلب؟ الدولة السورية استطاعت أن تسترجع سيادتها وسيطرتها على المدينة”.

وأضاف لعمامرة على هامش مؤتمر السلم والأمن في أفريقيا: “هؤلاء الناس كانوا يحلمون بأن الإرهاب سينتصر في حلب وفي أماكن أخرى، فبعدما فشل الإرهاب هناك يظنون أنه ممكن نجاحه في الجزائر التي كانت الدولة الأولى التي انتصرت استراتيجياً على الإرهاب”.

منسق عملية سلام فاشلة

ومن بين المرشّحين أيضاً، نيكولاي ملادينوف ممثل الأمم المتحدة لعملية السلام الفلسطينية – الإسرائيلية منذ بداية 2015، والتي لم تحقّق أي نجاح حينها.

وملادينوف هو سياسي بلغاري، شغل منصب وزير الشؤون الخارجية في حكومة رئيس الوزراء بلغاريا بين عامي 2010 – 2013 كما شغل منصب عضو البرلمان الأوروبي بين عامي 2007 – 2009.

وشغل منصب وزير الدفاع للفترة بين عام ٢٠٠٩ – ٢٠١٠، وتم تعيينه سابقاً ممثّلاً للأمم المتحدة في العراق، ورئيسا لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق “يونامي”.

ولد ملادينوف في عام 1972 في مدينة صوفيا ودرس في جامعة الاقتصاد الوطني والعالمي وتخصص في العلاقات الدولية وفي العام التالي حصل على درجة الماجستير في دراسات الحرب من جامعة “كينكز كولدج” في العاصمة البريطانية لندن.

ولكن بينما تعترض دول غربية على تعيين رمطان لعمامرة بحجّة موالاته للنظام، تعترض روسيا على ملادينوف، بحجّة أنّه مقرّب من للولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بحسب ما ذكرت تقارير صحافية، وهو ما يجعل منصب الوسيط الدولي محل خلاف بين الدول المتدخّلة بالشأن السوري.

تطبيق التجربة العراقية

أما المرشح الثالث، فهومبعوث الأمم المتحدة في العراق سابقاً يان كوبيش.

وشغل كوبيتش سابقاً، وهو سياسي سلوفاكي، منصب الممثل الخاص للأمين العام لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق “يونامي” منذ 5 شباط 2015، وشغل قبلها منصب الممثل الخاص للأمين العام لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان “يوناما” كما شغل منصب الأمين التنفيذي لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا، ووزير خارجية سلوفاكيا والممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في آسيا الوسطى.

وتلقى هذه الشخصية رفضاً أمريكياً، بحجّة “تقارب أفكاره من الأفكار الروسية”، والتخوّف من تأثّر هذه التقارب على الملف السوري.

أبرز المرشّحين

ويُعتبر المرشّح الرابع والأخير، هو أبرز المرشّحين لنيل هذا المنصب، كونه يحظى بتأييد معظم الأطراف سواء الدول الداعمة لنظام الأسد أو تلك الداعمة للمعارضة السورية.

المرشج غير بيدروسون، سياسي ودبلوماسي نرويجي، كان سابقاً سفير النرويج لدى الصين منذ حزيران 2017 وشغل منصب مندوب النرويج السابق لدى الأمم المتحدة بين عامي 2012 و2017 وكان ممثلاً الأمم المتحدة في لبنان بين عامي 2005 و2008.

وترى مصادر مطلعة على ملف المفاوضات لتعيين الوسيط الجديد، أن بيدروسون يُعتبر الأقرب لتسلّم هذا المنصب، كونه يحظى بقبول من جميع الأطراف، وذلك بسبب عدم امتلاكه أي خلفية سياسية تدعم نظام الأسد أو المعارضة، مع وجود بعض التحفّظات الروسية، كون النرويج عضو في حلف شمال الأطلسي “ناتو”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.