لحم الفقراء مهدد بمزيد من الارتفاع.. لماذا عزف الفلاحون والمخزنون عنه؟

لحم الفقراء مهدد بمزيد من الارتفاع.. لماذا عزف الفلاحون والمخزنون عنه؟

فتحي أبو سهيل

عندما ارتفع سعر #البطاطا العام الماضي وتحديداً مع بداية العام بين شهري شباط ونيسان أي مع قرب بدء انتاج العروة الربيعة وانتهاء العروة الخريفية، قام وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك السابق (عبدالله الغربي) بشن حرب على سوق الهال وتجار البطاطا، وألزم التجار حينها بتفريغ محتويات البرادات المعدة للتصدير أو التخزين في السوق دفعة واحدة.

الغربي على مدار عامين 2017 – 2018 مارس الضغط على تجار البطاطا بحجة أنهم يقوموا باحتكار المادة والتلاعب بسعرها، وقام بتفريغ مافي داخل البرادات في السوق على مدار العامين الماضيين بحجة أنه يكافح الاحتكار، علماً أن من أسباب ارتفاع الأسعار هو انخفاض الإنتاج من قبل #الفلاحين ذاتهم وخاصة العروة الخريفية التي تعاني غالباً من ضعف.

يقول مصدر في غرفة التجارة، إنه “في هذه الفترة من نهاية العام وحتى الربع الأول من العام المقبل، تكون هناك فجوة بين الإنتاج والطلب في البطاطا، وبالتالي ترتفع الأسعار بشكل طبيعي، بينما يتم رفد السوق بما خزّنته البرادات لسد الفجوة”.

وتابع “ماحدث هذا العام ينذر بمشكلة مستدامة، حيث أحجم أصحاب #البرادات عن تخزين المادة، ولم يقم بتخزينها إلا قلة منهم خوفاً من اجبارهم على طرحها في السوق بشكل غير مدروس، عدا عن عزوف الكثير من مزارعي البطاطا عن الزراعة بسبب الخسائر المتتالية كالأمطار الغزيرة والصقيع وتقلبات الطقس، وسعر المبيع غير المناسب لهم”.

كيف تنتج البطاطا؟

في سوريا، تعتبر العروة الخريفية من انتاج البطاطا أقل من مثيلاتها الربيعية والصيفية، ولهذا يقوم التجار بتخزين البطاطا من العروات الأخرى في برادات وطرحها فترة الخريف والشتاء بتأني كونه لايوجد انتاج بطاطا فصل الشتاء، وفقاً لمصدر في غرفة التجارة.

ويبدأ انتاج العروة الربيعية مابين منتصف وآواخر نيسان، ومن المفترض أن يشعر المواطن بفرق الأسعار لضخ الانتاج الطازج بعد هذه المدة، أي أن العروة الربيعية تزرع في الربيع وتنتج في أواخره لتستمر للصيف، والعروة الصيفية للصيف وللخريف والخريفية للخريف والشتاء، وفي الشتاء لاتوجد عروة.

ووصل سعر كيلو البطاطا إلى 400 ليرة ثم انخفض مع منع تصديره إلى 300 ليرة، ولايزال مهدداً بارتفاع سعره خلال الأشهر القادمة وخاصة مع عدم وجود مخزون مبرد ولا كمية كافية من الإنتاج، بحسب المصدر الذي شرح أسباباً أخرى لتوقعاته.

فلاحو الشمال توجهوا نحو تركيا

وقال المصدر إن “الفلاحين في ريف حلب الشمالي والمناطق التي تديرها #تركيا في الشمال، كانوا يضخون المحصول باتجاه حكومة النظام سابقاً بعمليات بيع وشراء طبيعية، لكن السوق التركي تعرض أيضاً خلال الفترة الماضية من قلة في الانتاج مقابل زيادة في الطلب، مادفع الفلاحين للتوجه نحو ضخ أكثر من 4 آلاف طن في السوق التركي ماساهم بخفض سعر الكيلو هناك من 8 ليرات تركية إلى ليرتين، ودائماً، يفضل الفلاح التصدير على السوق المحلي”.

وقال مدير الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي التابعة للنظام، (عبد المعين قضماني)، مؤخراً، إن ما يُعرض حالياً بالأسواق من البطاطا هو إنتاج ضئيل من العروة الخريفية والتي لم تتجاوز مساحتهاالمزروعة 3,367 هكتاراً، وهذا الإنتاج لا يغطي السوق المحلية.

يشار إلى أن الجزء الأساسي من محصول البطاطا كان يأتي من ريف #دمشق قبل الحرب بنسبة 85%، لكنها تقريباً توقفت حتى اليوم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.