قدمت الأزمة التي نشبت بين عصائب أهل الحق الذي يتزعمه قيس الخزعلي وتيار الحكمة الوطني بزعامة عمار الحكيم، على خلفية اغتيال صاحب مطعم شهير بالعاصمة بغداد، أجوبة لأسئلةً ظل العراقيون يبحثون عنها لسنوات، فالتراشق بالاتهامات بين الطرفين حمل بين طياته كشفاً للمستور.

وعلى خلفية تلك الاتهامات، يبرز التساؤل حول مدى إمكانية السلطات الحكومية في إنفاذ القانون على الجهات التي تبين إنها “متورطة في تهجير المسيحيين وسرقة منازلهم وتهريب معدات مصفى بيجي النفطي، وهو اكبر مصفى نفطي في العراق”.

في هذا السياق، كتب مستشار مركز العراق للدراسات (شاهو قرة داغي) مغرداً في تويتر، ان “جماعة تيار الحكمة اكتشفوا فجأة أن عصائب اهل الحق متهمة بسرقة مصفى بيجي وتنفيذ عمليات اغتيال، و العصائب اكتشفت ان عمار الحكيم استولى على العديد من المناطق في بغداد ومتورط في ملفات فساد”، لافتاً الى انه “اذا اختلف اللصوص ظهرت السرقة”.

فيما اقتبس مقدم البرامج الساخرة احمد البشير عبر صفحته تويتر، جزءاً من رسالة تيار الحكمة الى الخزعلي جاء فيها: “إن كنت حريصا يا شيخ العصائب على الوطن فالأولى بك ان تحاسب اتباعك الذين يشتبه بهم أنهم نهبوا مصفى بيجي وسرقوا منازل المسيحيين في الكرادة وزيونة”.

 

حرب القنوات

قناة الفرات المحسوبة على تيار الحكمة، بثت تسجيلات فيديو تُظهر تهديد تدريسي في جامعة البصرة من قبل أحد قياديي حركة عصائب أهل الحق، على خلفية اختلاف وجهات النظر بشأن تصريحات النائب عدي عواد عن كتلة صادقون، وهي الجناح السياسي لحركة عصائب أهل الحق.

بدورها تبث قناة العهد المحسوبة على عصائب أهل الحق، شريطاً اخبارياً، يزعم أن الحكيم “يمنع فتح شوارع بغداد، اضافة الى عرض تقارير وثائقية، تدين الزعيم الشيعي البرجوازي، وتتهمه بالأستحواذ على افخم العقارات في مناطق بغداد الراقية”.

 

رسائل تكشف المستور

 

رئيس كتلة الصادقون النيابية عدنان الفيحان، وجه رسالة مفتوحة، حمل فيها وزير النفط التابع لتيار الحكمة، في حكومة رئيس الوزراء السابق حيدر العباي، مسؤولية اختفاء معدات مصفى بيجي النفطي.

وأضاف الفيحان أن “عصائب اهل الحق وبإشراف وزارة الداخلية سلمت اغلب المواد المسروقة من مصفى بيجي الى وزارة النفط يوم كان وزيرها تابع للحكمة”.

وذيل رسالته، بالكشف عن سيطرة تيار الحكمة على قاعات كبرى تقع عند جسر الجادرية وسط بغداد.

ولم تكتف العصائب بذلك، اذ اتهم المتحدث بأسم الحركة جواد الطليباوي، قيام اتباع الحكيم بسرقات، عبر رسالة جاء فيها “ياسيد ان كنت حريصا على الوطن ان تحاسب اتباعك الذين سرقوا ونهبوا قوت الشعب بغير وجه حق”.

وجاء رد عضو المكتب السياسي لتيار الحكمة، أحمد الساعدي، الذي تضمن الكشف عن “قيام العصائب بتهجير المسيحيين والاستيلاء على منازلهم”. حيث قال في رسالته للعصائب “كل ما لديكم هو القدرة على ارهاب وابتزاز الناس العزل والأبرياء”.

وأضاف: “أتباعك الذين يشتبه بهم بأنهم نهبوا مصفى بيجي ومعداته التي تقدر بالمليارات، حاسبهم إن كنت صادقاً على مايراه حول سرقتهم لبيوت المسيحيين واستيلائهم عليها في الكرادة وزيونة، وقائمة الموبقات تطول”.

وتابع: “الشعب يعلم ويعرف العصابات التي ترهب الناس وتغتال الابرياء وتهددهم، وقد اختنقت الصدور بروائح نتنة جراء الممارسات المخلة بالدين والقيم والأخلاق من تلك الأفعال الخسيسة”.

إلى ذلك، يسود شبكات التواصل الاجتماعية، موجة ناقمة على الحكومة الجديدة، التي لم تتخذ أي موقف من الأزمة الجارية، ولم تتحرك لمحاسبة الجهات التي تبين إنها تقف وراء عمليات الترهيب والقتل والسرقة، اضافة إلى الجهات التي تستولي على العقارات، وتصادر الممتلكات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.