موجة اغتيالات للمشاهير في العراق: تحقيقات دون نتائج.. وجناة “فوق القانون”.. ونشطاء قلقون

موجة اغتيالات للمشاهير في العراق: تحقيقات دون نتائج.. وجناة “فوق القانون”.. ونشطاء قلقون

 

كرار محمد – بغداد 

 

شهد العراق آواخر العام الماضي موجة اغتيالات استهدفت الناشطين وإعلاميين إضافة الى نجوم شبكات التواصل الاجتماعي، ولم تفض تحقيقات السلطات المعنية إلى أية نتائج، رغم أن وزارة الداخلية شكلت وتشكل في كل مرة لجاناً مختصة، مع أن اللافت للأمر، أن تلك الموجة ما زالت مستمرة حتى مع مطلع العام الجديد 2019.

 

اغتيال الجمال في العراق

 

وبدأت عمليات التصفية منتصف أغسطس الماضي، باغتيال خبيرة التجميل الشهيرة رفيف الياسري في ظروف غامضة. ورغم تشكيل وزارة الداخلية لجنة تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث، إلا أن الوزارة أحجمت عن كشف أي تفاصيل. وتسربت أنباء من دائرة الطب العدلي في العاصمة بغداد، تشير إلى أن الياسري قتلت مسمومة بمادة الزرنيخ.

ولم يمض أسبوع واحد على هذه الحادثة، حتى أعلن في بغداد عن وفاة خبيرة التجميل الأخرى رشا الحسن، التي تسرب أيضاً أنها تعرضت لتسمم حاد في ظروف غامضة.

وتمتعت الياسري والحسن بشعبية كبيرة في أوساط الجمهور المحلي، بعدما حافظتا على حضور مستمر في المناسبات المهمة، والإسهام في النشاط الإنساني الذي يستهدف الفقراء.

وجاءت حادثة الاغتيال الثالثة، لتطرح المزيد من الاستفهامات بشأن عمليات الاغتيال. ففي البصرة، اغتيلت الناشطة المدنية المعروفة سعاد العلي، بعد أيام من مشاركتها بفاعلية في حركة احتجاج واسعة ضد سوء الخدمات العامة وتفشي الفساد في مؤسسة الدولة.

أما عملية الاغتيال الأخيرة، فاستهدفت الموديل تارة فارس آواخر العام الماضي، التي أطلق عليها مجهولون النار في وضح النهار وسط بغداد، من دون أن تقدم السلطات المختصة تفسيراً واضحاً.

 

هل انتهت موجة الاغتيالات؟

حمل مطلع العام الجديد بين طياته، سيلاً من الاغتيالات، ففي العاشر من الشهر الحالي كانون الثاني 2019، اغتال مسلحون سامر المالكي مساعد المصور في قناة الحرة عراق بمكتب بغداد، وصاحب مطعم ليمونة المشهور في مدينة الصدر شرقي العاصمة، فضلاً عن رجل أمن وجثتين مجهولتين في بغداد أيضاً.

وحاول موقع الحل الاخباري التواصل مع المكتب الإعلامي لوزارة الداخلية، بشأن الحوادث الاخيرة، إلا ان المكتب اعتذر ورفض الإفصاح عن أية معلومات، لافتاً إلى أنه سيبلغ وسائل الإعلام بأية تفاصيل حال الانتهاء من التحقيقات.

 

ماذا ستكشف التحقيقات؟

 

فتح التحقيق هذا ليس الأول، فالوزارة كانت وما زالت تحقق وتشكل اللجان المختصة، دون الوصول الى أية نتائج.

وبشأن تعذر الوزارة التوصل لأية نتائج، قال العميد في مكافحة إجرام بغداد (طه الزاملي) لموقع الحل، إن “عمليات الاغتيال أحياناً تتم عبر جهات مسلحة لديها ارتباط او غطاء عبر احزاب السلطة، وهذا النوع من الجرائم يصعب تتبعه، لكون الاجهزة والمركبات التي استخدمتها تلك العصابات هي أساساً حكومية وتسير بكل مرونة داخل العاصمة”، ولم يستبعد الزاملي أن تكون تلك الجهات هي وراء كل عمليات الاغتيال تلك.

وليس بعيداً عن هذا الرأي، علق مرصد الحريات الصحفية، على تلك الحوادث بالقول، إن “السبب ليس عجز وزارة الداخلية، نحن في بعض الأحيان نعرف من الجاني، لكن لا توجد القدرة على الإعلان عنه”.

ويستذكر المرصد “أكثر من 500 شخص بين ناشط وصحفي وشخصية عامة قتلوا خلال الأعوام الماضية، لم يكشف إلا عن حالات قليلة جدا.. العراق لا يزال في وضع غير مستقر، هناك قوى متعددة سياسية ودينية ومسلحة، وهنالك معرفة بالجناة يقابلها عجز في مواجهتهم”.

 

هل هناك بعد سياسي؟

يشير الخبير الأمني المختص هشام الهاشمي، الى أن “موجة الاغتيالات التي أعقبت سكون التظاهرات السلمية، سببها الانفلات الأمني وانتشار السلاح بشكل كبير، مع عدم استبعاد أن تكون هذه الاغتيالات من قبل الفصائل المسلّحة أو مجموعات الجريمة المنظمة، وبالتالي هو استهتار بالوضع الأمني في المحافظات”.

 

جدير بالذكر ان جميع موجات الاغتيالات تمت خلال ستة اشهر متتالية بين عامي 2018 و 2019، الأمر الذي ينذر بقلق يسود أوساط الكتاب والناشطين، خشية ان تطالهم يد الجماعات المسلحة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.