رصد (الحل) – تزداد أوضاع مخيم الهول الواقع في الريف الجنوبي الشرقي للحسكة، أكثر مأساوية في كل يوم، مع تناقص المواد الموجودة، فضلاً عن اكتفاء المنظمات الدولية بالبيانات الإعلامية والتحركات التي لا تغني ولا تسمن من جوع. فضلاً عن الفساد والمحسوبية.

ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان في جولة مصورة له الأوضاع الإنسانية المأساوية التي يعيشها النازحون الجدد والمتواجدون سابقاً في المخيم، منوهاً أن المخيمات لم تصلها مساعدات منذ نحو 15 يوماً.

واستغرب المرصد من وجود مساعدات داخل مستودعات المفوضية في المخيم إلا أنه لا يتم توزيعها على النازحين، إذ ما يزال الآلاف منهم يفترش العراء داخل المخيم، إذ اشتكى بعضهم عدم حصوله بشكل نهائي على أية مساعدات، فيما حصل البعض على الأغطية، كما لم يحصل آخرون على مدافئ أو فراش أو خيم.

وقال النازحون في لقاءات مصورة مع المرصد السوري إنه وبعد «اتصالات مع الأمم المتحدة لإرسال مساعدات إنسانية إلى مخيم الهول، لم يجرِ تنفيذ أيّ من الوعود». مؤكدين أن   «المحسوبيات والرشاوى هي من تمكن النازحين من الحصول على كل ما يحتاجونه، فالفساد يستفحل أكثر فأكثر مع زيادة أعداد النازحين، الذين يضطرون لدفع المال المتبقي معهم مقابل الحصول على المساعدات التي تؤمن لهم شكلاً مناسباً للحياة داخل المخيم».

وكشف المرصد الحقوقي في تقريره المعاناة التي يعاني منها أطفاله من انعدام للحليب ونقص في الغذاء والأدوية، فيما يعاني آخرون من عدم تواجد معيلين لهم، فيما تعمد بعض الأطراف لتصوير النازحين والتحايل عليهم أنه سيجري منح مساعدات إنسانية لهم، وما تلبث هذه الأطراف أن تنسحب تاركة خيبة الأمل مزروعة في نفوس النازحين.

وأوضح النازحون أنهم فروا من جيب تنظيم الدولة «داعش» لتلقيّ مساعدة وحياة أفضل، ليتفاجأوا بالرشاوى والمحسوبيات والفساد، وسط غياب لأدنى مقومات الحياة، التي تسببت بقتل ما لا يقل عن 22 طفلاً إلى الآن في المخيم، وفي الطريق إليه.

واستنكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في ختام تقريره عمليات التلاعب بآمال النازحين واستغلالهم، ومنع المساعدات عنهم رغم وجودها، محملاً «الأمم المتحدة والأطراف الدولية، المسؤولية عن حياة هؤلاء النازحين بغض النظر عن طبيعتهم أو جنسياتهم أو أحوالهم الشخصية، وبخاصة بعد رفض الأمم المتحدة إقامة مخيم للنازحين بالقرب من منطقة هجين، عقب عرض الأمر عليها من أطراف مهتمة ومسؤولة».

إعداد وتحرير: معتصم الطويل

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.