ترجمة (الحل) – نشرت قناة (كردستان 24) على موقعها الإلكتروني تقريراً تتحدث فيه عن قيام تركيا بتدريب مدرّسين سوريين في مدارس إسلامية تركية، حيث تنوي إرسالهم إلى مدارس عفرين وفق سياسة “تتريك” المنهاج التعليمي، على حد وصفها.

ففي ظل سيطرتها العسكرية على مدينة عفرين، تعمل تركيا على دمج الأراضي السورية بهيكلها الحكومي الخاص من خلال تعيين موظفين حكوميين و “تتريك” المناهج التعليمية وإدارة السلطة القضائية وتطبيق القوانين المحلية.  كما كشفت تقارير حكومية مؤخراً أن تركيا تعمل على تطبيق أجندة “إسلامية سنّية” في كل العمليات السابقة.

وقد أفادت وكالة «الأناضول» للأنباء في التاسع والعشرين من شهر كانون الثاني الماضي بأن حاكم ولاية هاتاي الجنوبية قام بزيارة إلى مدرسة ثانوية «إسلامية» تركية تعرف باسم “مدرسة الإمام خطيب” للقاء مدرسين سوريين.

وبينت الوكالة أن المدرسين السوريين يتلقون التدريب في المدرسة قبل أن يتم تعيينهم في منطقة عفرين في الجهة الأخرى من الحدود مع سوريا. كما أشارت الوكالة إلى أن المدرّسين في “المدرسة الدينية” مكلّفين بالتعليم باللغة التركية فور إرسالهم إلى عفرين.

وكانت وكالة «الأناضول» قد كشفت في تقرير سابق لها بتاريخ السابع عشر من الشهر ذاته، بأن الحكومة التركية، قد افتتحت مدرسة إمام خطيب واحدة على الأقل في عفرين، والتي توفّر التعليم باللغتين العربية والتركية.

وبحسب مسؤولين أتراك، فإن تركيا تدير 243 مدرسة ابتدائية وثانوية في عفرين. إضافةً إلى تحكمها بالمناهج في المراكز التعليمية في بلدات أخرى مثل (اعزاز، جرابلس، والباب)، الواقعة في المنطقة الشمالية الغربية من سوريا، والتي تسيطر عليها تركيا.

ومن المعروف بأن تركيا تدير الشؤون التربوية في عفرين منذ أن أعلن العام الماضي الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) أن حكومته سوف تقوم بتعيين المدرّسين ورجال الدين. إلا أنه لم يُعلن من قبل عن إنشاء مدرسة دينية تركية في المنطقة.

كما يبين التقرير أن مدارس الإمام خطيب ممولة من الضرائب، و تعتبر مصدر التعليم الرسمي الديني الوحيد في البلاد وأنها تدار من (ديانت)، وهي الجهة الرسمية المسؤولة عن إدارة الشؤون المتعلقة بالدين الإسلامي في تركيا.

حيث تؤهل مجموعة مدارس الإمام خطيب التلاميذ ليصبحوا رجال دين وليخدموا في أكثر من 90 ألف مسجد في تركيا، وفي دول الخارج، من ضمنها الأمريكيتين وأوروبا.

وذكرت صحيفة «الصباح» المقربة من الحكومة التركية، في تقرير لها في الثامن عشر من شهر كانون الثاني أن أنقرة قد عيّنت أيضاً خمسة مفتين و299 رجل دين في المساجد التي كانت تبنيها أو حتى ترممها في عفرين.

كما أفادت الصحيفة بأن وزارة الداخلية التركية، ومديريات الأمن العام أنشأت “لجنة عمل سوريا” والتي كانت تعمل على تقديم النصح لمجموعات الجيش السوري الحر، والقوات التي تشترك مع تركيا في السيطرة على عفرين، وأن لجنة العمل تلك بدأت تنصيب نظام حماية إلكترونية من أجل الحفاظ على الأمن في المدينة.

ويذكر التقرير بأن تركيا، بدأت حملتها العسكرية ضد عفرين في شهر كانون الثاني من العام 2018 على أساس أن الإدارة الذاتية الكردية المعلنة هناك كانت تشكل “كياناً إرهابياً”، وأنها تعرّض وحدتها الإقليمية للخطر.

وأسفر الهجوم الجوي والبري على مدار شهرين على المنطقة عن تهجير حوالي 160 ألف شخص من بيوتهم وقراهم إلى أن سقطت عفرين في يد الجيش التركي ومجموعات المعارضة المسلحة.

وعملت تركيا، بصفقة مع روسيا، على نقل آلاف العائلات العربية والفصائل الإسلامية من جنوب سوريا إلى مدينة عفرين. وتعمل تركيا منذ ذلك الحين وبشكلٍ متزايد على جعل عفرين والمراكز السكانية الأخرى الواقعة تحت سيطرتها أن تبدو مثل الجزء الشمالي لجمهورية قبرص التي اجتاحتها في العام 1974. في حين لم يكن هناك أي رد فعل يذكر من المجتمع الدولي والقوى العالمية والأمم المتحدة فيما يخص الحالة في المناطق السورية التي تسيطر عليها تركيا.

وتختم «كردستان 24» تقريرها بالإشارة إلى  أنه من بين القوى الأجنبية التي احتفظت بوجودها العسكري في سوريا، كان هناك الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وروسيا وإيران. إلا أن تركيا هي الدولة الوحيدة التي ترفع علمها على المباني غير العسكرية مثل المدارس والمساجد والمستشفيات؛ أو في أماكن أخرى مثل الساحات الرئيسة في البلدات، وحتى فوق التلال الموجودة في الأرياف، والتي تقع تحت سيطرتها، وفق المصدر.

تحرير سامي صلاح

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.