«داعش» خسر معظم قادته في ديرالزور… أين المفرّ والوجهة؟

«داعش» خسر معظم قادته في ديرالزور… أين المفرّ والوجهة؟

خاص (الحل) – تؤكد الحقائق؛ وبالأرقام وفق بيانات من مصادر متعددة، أن تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» فقد أغلب مؤسسيه خلال السنتين الأخيرتين، وما يحدث من اغتيالات في الآونة الأخيرة، وخاصة الجيب المتبقي في ديرالزور، يمكن حسابهم بالجيل الخامس؛ أو السادس من قياداته.

وتبين الوثائق المتاحة التي وقعت تحت يد القوات الكردية- والتي هي عملياً من داخل التنظيم ذاته- أن إجمالي أعضاء مجلس الشورى في «داعش»، البالغ عددهم 44 قيادياً، كانوا يقودون عاصمة الخلافة في الرقة وولاياتها، منذ الإعلان عن انطلاق التنظيم في سوريا، وأن ثلث هؤلاء تم اغتيالهم، أيّ من جاء بعدهم من القيادات ليسوا من عداد المؤسسين، وبالتالي بقي الصف الأول أغلبهم من المهاجرين، والباقي من الأنصار.

وما هو الأهم هنا، مع اقتراب نهايته في ديرالزور، هي الرؤية أو التحليل الصحيح لمستقبل «داعش» بعد تصفية معظم قياداته، بعيداً عن الجهة التي اغتالته، ويبدو في النهاية من يملك البيانات الصحيحة عنهم، هم القادة السوريين في صفوف التنظيم أنفسهم، الذين يجب الاستفادة منهم في كيفية محاربة من تبقى منهم، والذين بعد هذه الخسارات سيكونون أكثر وحشية من سابقيهم، على الرغم من سقوط قادة التنظيم واحداً تلو الآخر في جيوبه الأخيرة بريف #دير_الزور، سواء عبر استهداف دقيق من طيران #التحالف_الدولي؛ أو خلال المعارك الدائرة مع قوات سوريا ديمقراطية (#قسد).

إشارات استفهام
وكان آخر من قتل منهم خلال الأيام القليلة الماضية، المدعو محمد محمود العبادي الملقب باسم (أبو أسامة القرشي)، الذي يعتبر من أوائل المبايعين للتنظيم في المنطقة، وكان له تأثير في انضمام العديد من الشباب للتنظيم كأحد أبرز قياديه، من خلال تسلمه مناصب عدّة منها، أميراً لديوان «الركاز» فيما سماها التنظيم سابقاً بولاية الخير (ديرالزور)، ليستلم بعدها أميراً للشرطة الإسلامية في المنطقة ذاتها، كما شغل منصب وزير النفط أيضاً قبيل انسحاب التنظيم من مدينة ##الميادين”.
إن بعض الاغتيالات تترك أكثر من إشارة استفهام؛ ومنها عملية استهداف «القرشي» هذا، إذ كيف لقيادي شغل جميع هذه المناصب، وعلى دراية أن نهايته باتت قريبة مع تقدم قوات سوريا الديمقراطية، بالتوازي مع الضربات الجوية المستمرّة من التحالف الدولي، بالإضافة لغارات طيران مجهول الهوية، ويأتي ليستقل دراجة نارية مع أحد مرافقيه في قرية #الباغوز_فوقاني، المحاصرة من جميع الجهات كآخر جيب للتنظيم، ليكون مصيره الموت والمرافق بجروح بليغة!

تصفية القادة
قبل استهداف «العبادي» قتل المدعو بشار عيد  العجامي المسؤول العام عن جهاز الحسبة في التنظيم، باستهداف سيارته بغارة جوية للتحالف أيضاً، من داخل القرية ذاتها، في أواخر الشهر الفائت، إذ تزامن ذلك مع مقتل قيادي آخر يدعى أبو همام الهاشمي «يوسف صالح العلي» أثناء الاشتباك مع قوات سوريا الديمقراطية (#قسد) في اليوم ذاته.

ويعد العلي من أوائل المبايعين للتنظيم في المنطقة أيضاً، وتسلم مناصب عدة منها، أميراً لديوان المعاهد الشرعية ودورات الاستتابة، ثم استلم أميراً للعلاقات العامة في التنظيم، ليصبح بعد ذلك أميراً عسكرياً في الجيوب الأخيرة المتبقية لهم بريف #البوكمال.

وسبق مقتل هؤلاء القادة، مقتل المسؤول الصحي في التنظيم الطبيب موفق مهيدي العسكر، حيث نعت مقتله وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم في 11 كانون الثاني الفائت، وذلك بغارة جوية لطيران التحالف على مقره في قرية #السوسة.

وقالت مصادر محلية لموقع «الحل» في ريف ديرالزور الشرقي، إن «العسكر من  أهم أطباء التنظيم في المنطقة، ويعد المسؤول العام عن القطاع الصحي في جيوبه الأخيرة، إذ استلم منصب أميراً للطبية في عموم المحافظة، إبان سيطرة التنظيم عليها في وقت سابق».

وأشارت المصادر إلى أن «للعسكر ثلاثة أبناء قتلوا في صفوف التنظيم خلال المعارك التي خاضها، حيث قتل آخرهم في معركة الانسحاب من مدينة #الميادين.

مقتل أهم إعلامي بـ«داعش» في جيوبه الأخيرة
ونعت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم، مقتل أهم إعلامييها أيضاً المدعو أبو حمزة التدمري، خلال تغطيته الاشتباكات مع «قسد» في مدينة #هجين في 7/كانون الأول 2018.

وقال «يوسف» شاهد عيان من مدينة هجين، الذي فضّل الاكتفاء بذكر اسمه الأول، لموقع «الحل» إن: «التدمري من أبزر إعلاميي التنظيم في المنطقة، شغل الأمير الإعلامي لقاطع الفرات فيما سبق، وهو أحد الأذرع الإعلامية لوكالة (أعماق) منبر التنظيم الأول لنقل أخبار معاركه وإنجازاته» وفق قوله.

لقد توسعت قائمة قتلى أهم قياديي «داعش» خلال الأشهر الأربعة الماضية، بعد التقدم الذي حققته «قسد» على حساب التنظيم، فيما تبقى له من مناطق سيطرة قليلة بريف ديرالزور الشرقي، حيث قتل القيادي في التنظيم المدعو سفان الراوي المنحدر من مدينة البوكمال، والمسؤول عن ديوان الدعوة في التنظيم، بغارة للتحالف الدولي على قرية الباغوز  في 7/أكتوبر 2018، وفق مصادر لموقع «الحل» في داخل مدينة البوكمال.

وأضافت المصادر ذاتها، أن «غارة للتحالف أيضاً، قتلت المدعو محمد حسين العلاوي الملقب أبو علاوي، أحد أبرز قياديي التنظيم العسكريين، باستهداف سيارته في بلدة #الشعفة في 12 /أكتوبر2018 ، وينحدر العلاوي من مدينة #موحسن”.

إن خسائر التنظيم في ازدياد، وبالتالي لن تقتصر على  فقدانه لأبرز قياداته فحسب، فهو ما يزال يخسر بشكل يوميّ مناطق جديدة تحت ضربات التحالف الموجعة من الجو، والتقدم  السريع لـ«قسد» على الأرض، ووفق كل المعطيات، والأنباء الواردة من الميدان بات محاصراً في مساحة لا تتجاوز 7 كم متمثلة ببلدات صغيرة بريف مدينة البوكمال.

وهكذا؛ وكما ذكرنا في المقدمة، فإن عدد قيادات «داعش» في تناقص مستمرّ مع الاستهداف المتواصل لأبرز قياديه الذين ساهموا في تأسيس ما يسمى بـ«الخلافة الإسلامية» بعد اجتياحهم مناطق واسعة في سوريا والعراق. مما يعني أننا في المستقبل أمام احتمالات عدّة- وأسوأ تلك الاحتمالات- إعادة التنظيم لصفوفه في مناطق أخرى، قد تكون بداية مرحلة جديدة مع قادة جدد بأفكار أكثر تطرّفاً، يكون هدفهم الأول الثأر لكل ما حصل لهم!!

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.