أثبتت دراسات علمية عدة على مدار سنوات، انعكاسات الطعام على الصحة الجسدية عمومًا والنفسية بشكل خاص، إذ أن هناك علاقة مباشرة بين نوعية الغذاء التي يعتمدها الأشخاص، وحالتهم النفسية.

ما هو الرابط بين التغذية والمزاج؟ وما هي الأغذية التي ترفع من شعور السعادة؟
أسئلة وجهناها للصيدلانية سوزان المصري، التي أوضحت أن الأغذية التي تحتوي على مواد مثل الكربوهيدرات ـ والتي لايُنصح باستبعادها بشكل نهائي في حالة الحميات الغذائية ـ والتيبتوفان الذي يعتبر الصانع الرئيسي للناقل العصبي “السيروتونين” في المخ، تساعد على رفع هرمون “السيروتونين” والذي يُطلق عليه هرمون السعادة.
كما أن الأغذية التي تحتوي على الأوميغا 3، وفيتامين B12، تساعد أيضاّ على تحسين المزاج، وقد أثبتت الدراسات أن التدخين يؤدي لفقدان الجسم لـ فيتامين B12، ما يؤدي بدوره إلى حالة من الاكتئاب، وهو ما يزيد احتمالية ملاحظة العصبية والانفعال والاكتئاب في أوساط المدخنين مقارنة بغير المدخنين.

الكربوهيدرات: توجد في الحبوب، (الخبز، والأرز، والقمح)، والبقوليات، ومشتقات الحليب، والخضراوات الغنية بالنشاء (البطاطا والذرة).
التيبتوفان: يوجد في الأسماك، الدجاج، الجبن الأبيض، الشوفان.
الأوميغا 3: يوجد في الأسماك، البيض، بذور الشيا، بذور الكتان، الجوز، فول الصويا.
فيتامين B12: يوجد في الأسماك واللحوم بأنواعها، والبيض، والحليب، بالإضافة إلى اللبن ومشتقاته.

أغذية ترفع من الشعور بالسعادة:
وبحسب الصيدلانية سوزان المصري، فإن الكثير من الأطعمة تؤدي إلى تحسن المزاج وزيادة هرمون السعادة في الجسم، ومنها على سبيل المثال الأسماك، لحم البقر خالي الدسم، الحبوب الكاملة، الخبز الأسمر، الأرز الأسمر، وبالإضافة إلى ذلك تعتبر هذه الأغذية مفيدة للجسم، وتحمي من زيادة الوزن.

هرمونات المرأة تؤثر على حالتها المزاجية وشهيتها
وتتأثر الحالة المزاجية للمرأة خاصة، باضطراب هرموناتها في مرحلة ما قبل وأثناء الدورة الشهرية، وهو ما يؤدي إلى سوء في توزع الأملاح بالجسم، وينتج عن ذلك زيادة في رغبتها بتناول الحلويات، كما تشعر باكتئاب ونقص عاطفي وحالة مزاجية سيئة، يرافقها الشعور بالعصبية والبكاء المفاجئ، وتكون هذه العوارض كرد فعل على نقص هرمون السيروتونين في الجسم، والذي يحاول حينها العمل على رفعه بأي وسيلة كانت.

وتوضح الصيدلانية أنه يحصل في مرحلة ما قبل وأثناء الدورة الشهرية، اضطراب في توازن هرموني الاستروجين والبروجسترون، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض هرمون السعادة، وزيادة الأملاح في الجسم، وحدوث انتفاخات فيه، ولذلك تزيد رغبة المرأة في تناول الحلويات لرفع نسبة هرمون السعادة، ولكنّ تناول الحلويات سيؤدي إلى ارتفاع هذا الهرمون لفترة مؤقتة لذلك يُنصح بالاستعاضة عنها ببدائل صحية.

كيف يمكن التخلص من إدمان الحلويات في مثل هذه الحالات؟
وتعاني الكثير من النساء من كثرة تناول الحلويات، والذي قد يتحول إلى إدمان، وتنصح الصيدلانية سوزان لتجنب ذلك، بتناول الفواكه ذات المذاق الحلو مثل الكرز والتوت والتفاح والأناناس والتين والبرتقال، إذ أنها صحية حتى لمرضى السكري.
ولكل فاكهة منها فوائد مختلفة:
البرتقال: يحتوي على فيتامين C الذي يساهم في رفع مناعة الجسم وحمايته من الأمراض.
التفاح: يحتوي على مضادات أكسدة، ويستخدم الأناناس للتخلص من الوزمة والسوائل الزائدة من الجسم، ويفيد في حالات الحمية والرغبة في خسارة الوزن.
التين: تعزيز صحة القلب وإنقاص الوزن وتخفيض مستويات الكوليسترول.
التوت: يساعد على تقوية جهاز المناعة في الجسم ووقايته من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض مثل السرطان والسكري وفقر الدم.
الكرز: تحسين الهضم، الوقاية من الزهايمر، محاربة السرطان والالتهابات في الجسم.

وعلى الرغم من التأثيرات الملموسة للطعام على الصحة البدنية والنفسية، ينصح الأخصائيون باستشارة الطبيب لمن يعاني من أمراض معينة، قبل تغيير نوعية طعامه، كما يجب المتابعة مع مختصين لهؤلاء الذين يرغبون باتباع حميات لإنقاص الوزن، حيث لكل جسم طبيعة مختلفة واستجابة مختلفة للتغيير في النظام الغذائي.

إعداد: نينار خليفة – تحرير: أروى السعدي

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.