خاص (الحل) – أصدر اتحاد المجالس الطبية الأمريكي “FSMB”، تقريراً مطولاً عن الإجراءات التنظيمية الطبية في الولايات المتحدة الأميركية، وأظهر التقرير المؤلف من 108 صفحات أن جامعة دمشق تحتل المرتبة السابعة عالمياً، كأكبر جامعة مصدرة للأطباء الأجانب العاملين في أمريكا، و هي الجامعة العربية الوحيدة في هذه القائمة.

ويأتي هذا التقرير متزامناً مع تقرير آخر نشره اتحاد المجالس الطبية الحكومية والذي تحدّث عن 2778 طبيب ممارس للمهنة في الولايات المتحدة الأمريكية من خريجي جامعة دمشق.

وامتازت سوريا بتخريجها أطباء كفء على مستوى المنطقة طيلة السنوات الماضية، حتى غزا الطبيب السوري معظم الاختصاصات الطبية في الخليج العربي ولا سيما في السعودية، وذاع صيتهم لحرفيتهم العالية وأسعارهم المنافسة مقارنة مع الطبيب اللبناني أو الطبيب الأردني.

وضجت قبل أيام مواقع التواصل الاجتماعي بقصة الطبيب السوري عفيف عفيف، الذي كرّمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال حفل رسمي، بعد العملية الدماغية الناجحة التي أجراها لمريض وأنقذه من الموت.

وتعرّض الطبيب السوري لهجوم عنيف من قبل موالين للنظام إثر انتقاده منظومة الفساد في مشافي الدولة، والتي منعته من العمل فيها.

وقال الدكتور عفيف “أنا لا أعرف أين تقع غرفة العمليات في مشفى دمشق، ولم أنتدب لأي مشفى للقيام بأي عمل جراحي”.

كما منعته جهات حكومية من أن يفتح مركز جراحي طبي متخصص بالجراحة العصبية، هو الوحيد من نوعه في البلاد، ما أجبره على السفر مرة أخرى إلى فرنسا بعد أن عاد منها في العام 2011.

كما مُنع الطبيب، وهو عضو الهيئة التدريسية في كلية الطب بجامعة دمشق، من أن يقدّم أية محاضرة داخل الكلية.

وشنّت حملات إعلامية منظمة ضد الطبيب، منها ما نشرته صحيفة الوطن المقرّبة من السلطات، وقالت إنها “قامت بعمليات بحث وتفحيص، في القصة، ولم تجد أي معلومات تشير إلى أن التكريم كان محصورا بالطبيب السوري، أو أنه قلد وساما رفيعا”، وتابعت الصحيفة في مقال طويل لم يُذيّل باسم انتقاصها من إنجاز الطبيب السوري، وقالت إنها لا تعلم إذا ما كانت شهادته الفرنسية قد تم تعديلها في سوريا أو لا.

وتستمر عملية “التطفيش” الممنهج التي تقوم بها السلطات السورية للكفاءات العلمية بحجج ودواعي مختلفة، أبرزها هجرة الأطباء والمهندسين وباقي الكفاءات هرباً من الخدمة الإلزامية أو الاحتياطية.

وتقدّر أرقام جامعة دمشق أعداد الأطباء المسافرين سنوياً من خريجي كلية الطب بأكثر من 100 طبيب، معظمهم يتوجّهون إلى ألمانيا من أجل إكمال اختصاصاتهم والاستقرار في أوروبا.

وينسحب الحال على آلاف الشباب والخريجين الذي يفضلون أي خيار على الالتحاق بالخدمة العسكرية.

أما طرق “التطفيش” الأخرى فجاءت من خلال الواقع الخدمي المزري، والذي لا يناسب طالباً أو عاملاً أو حتى مواطناً عادياً، وليس ملائماً لا للعمل ولا للدراسة أو الإنتاج.

وتقول “رؤى لابد”، وهي طالبة ماجستير في إدارة الأعمال “أي إنتاج أو مجهود سأبذله في غرفة مظلمة درجة حرارتها واحد تحت الصفر، وليس لدي أي ضوء أو وسيلة تدفئة”.

أما يزن حموي فعلّق على حادثة الطبيب عفيف وقال “كانوا يقولولي أنو الناجح بس يطلع لبرا وينجح بيمنعوه يرجع لبلده وبيقتلوه قبل ما يوصل… للأسف هالدكتور قتلوه بعد ما وصل.. ورجع عاش من جديد.. بس بكوكب آخر..”

إعداد: سعاد العطار – تحرير: سامي صلاح

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.