دمشق (الحل) – اشتهر أهالي البقاع في الجانب اللبناني، ومناطق القلمون والزبداني والقصير في الجانب السوري، بعمليات التهريب العقود الماضية من خلال معابر جبلية غير رسمية، أو عن طريق البغال والحمير التي كانت تحمّل بالمنتجات والمواد رخيصة الثمن في سوريا، لترسل إلى لبنان وتباع هناك بأثمان مضاعفة.

ويؤكد سكان بلدة مضايا المجاورة للزبداني غرب دمشق، أن عمليات التهريب المتواصلة منذ عشرات السنين شملت كل شيء تقريباً من التفاح إلى الدخان مروراً بالثياب وأخيراً المحروقات.

وكان ثمن غالون المحروقات في سوريا يبلغ ربع ثمنه في لبنان، ما أدى لتهريبه بكميات كبيرة عبر أنابيب أحيانا، وصهاريج بأحيان أخرى، وذلك بالاتفاق مع الأمن العام اللبناني وحرس الحدود السوري من خلال شبكات مافيات كبيرة، تتصل في نهايتها بزعماء في دفتي الحكم في دمشق وبيروت.

لكن تقريراً أعدته صحيفة الاندبندنت  البريطانية كشف أنه ولأول مرة في تاريخ البلدين، بدأت عمليات التهريب المعاكسة، أي من لبنان إلى سوريا، ولا سيما في قطاع المحروقات والمشتقات النفطية، إثر ارتفاعها بنسبة 300% في سوريا خلال الأسبوع الماضي، وتضاعفت أكثر من 800% منذ العام 2011.

وتؤكد الصحيفة في تقريرها الصادر يوم أمس أنه «بعد رفع الدعم الحكومي عن البنزين  سينتقل السوريون إلى مرحلة جديدة في حياتهم اليومية، ستؤدي إلى مضاعفة أسعار المواصلات والنقل، وأسعار المنتجات بشكل عام».

وتدني مستوى المخزون النفطي الحكومي بحيث عجز عن تلبية حاجات السوق السورية التي تستهلك ما يقارب 4.5 مليون ليتر من البنزين يومياً، بحسب وزارة النفط.

ولا يستطيع النظام في سوريا تأمين أكثر من نصف هذه الكمية، ما أدى لطوابير طويلة شاهدها العالم بأسره، وآلاف السيارات التي انتظرت وتنتظر لساعات وأيام على أبواب محطات الوقود.

ولا يفوت تجار الأزمات فرصة استغلال نقص البنزين من أجل إنعاش السوق السوداء للمحروقات، ولا سيما مع الطبقات التي تدفع الأموال مقابل ألا تنتظر على الكازيات، ويرى الخبير الاقتصادي، محمد عثمان، في تقرير الصحيفة البريطانية أنه «ليس بمقدرة الحكومة رفع الدخل وهي ما زالت تعيش فترة حرب، وبالمقابل تتنامى قوى التهريب التي تتحكم بأعداد كبيرة من الصهاريج، وثمة قواعد وأحكام تنظم وتضبط عملها، علماً أن سعر ليتر البنزين في السوق السوداء وصل الى أكثر من دولارين أميركيين (ألف ليرة سورية) وهو ما لا يحتمله المواطن السوري».

إعداد: سعاد العطار – تحرير: سامي صلاح

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.