يواجه الاقتصاد السوريّ انهياراً مالياً غير مسبوق، حيث وصل سعر صرف الدولار الأميركي إلى 270 ضعفاً مقابل الليرة السورية منذ عام 2011، بينما وصل سعر غرام الذهب إلى ما يقارب المليون ليرة سورية.

يثير هذا الارتفاع المخيف قلقَ المواطنين السوريين، ويهدّد بانهيارٍ شاملٍ للقدرة الشرائية، وتفاقمٍ للأزمة الإنسانية التي يعاني منها الشعب السوريّ منذ سنوات.

في هذا المقال، سنسلّط الضوء على هذا الانهيار الماليّ، ونناقش أسبابه وتأثيراته على مختلف جوانب الحياة في سوريا.

رسمياً: ارتفاع سعر صرف الدولار

الاقتصاد السوريّ يواصل نزيفه من العملات الأجنبية، مع ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركيّ في البنك “المركزيّ” بشكلٍ جنونيّ منذ عام 2011.

المدير العام للمصرف التجاري السوري، محمود مثقال، وهو يقف أمام صورة الرئيس السوري بشار الأسد، يتفقد ورقة اليورو بعد أن أطلق سفير الاتحاد الأوروبي في سوريا مارك بيريني العملة الجديدة بتحويل اليورو إلى الليرة السورية في المصرف في دمشق. (تصوير لؤي بشارة/وكالة الصحافة الفرنسية)

ففي غضون 13 عاماً فقط، ارتفع سعر الدولار مقابل الليرة السورية بواقع 270 ضعفاً، ممّا يسلّط الضوء على الخسائر الهائلة التي تكبّدها الاقتصاد السوريّ خلال هذه الفترة.

ويشير الخبير الاقتصاديّ، جورج خزام، في تصريحٍ لموقع “كيو بزنس” المحلي، إلى أنّ هذا الارتفاع المخيف في سعر الدولار ليس وليدَ فراغٍ، بل هو نتيجةً مباشرةً لسياساتٍ اقتصاديةٍ خاطئةٍ اتّبعتها الحكومة السورية خلال السنوات الماضية.

خزام، ألقى الضوء على أحد هذه السياسات الخاطئة بشكلٍ خاصّ، وهي “تقييد حركة الأموال والبضائع”، مؤكدا أنّ هذا “الرأي الهدام”، كما يُسمّيه، “غير مطبّق في أيّ دولةٍ في العالم”.

وأوضح خزام أنّ هذا الرأي يؤدّي إلى نتائج عكسيةٍ تماماً، حيث يقود تقييد حركة الأموال والبضائع إلى “زيادة الطلب على الدولار” ممّا يؤدّي إلى “ارتفاع سعره” بدلًا من انخفاضه.

من وراء انهيار الليرة؟

في حديثه أمس الخميس، لفت الخبير الاقتصادي، إلى أن بعض الوزراء والمسؤولين في اللجنة الاقتصادية والبنك المركزيّ هم من يروّجون لهذا “الرأي الهدّام”. لذا هناك ضرورة لمحاسبة هؤلاء المسؤولين عن “خسائرهم الفادحة التي ألحقوها بالاقتصاد السوريّ”.

كما حذّر خزام، من أنّ استمرار هذه السياسات الخاطئة سيُؤدّي إلى “انهيارٍ اقتصاديّ كاملٍ” في سوريا.

وكان الخبير خزام، كتب على صفحته بموقع “فيسبوك”: إن أكثر ما يتقنه المدراء الفاشلين و الفاسدين في القطاع العام هو خلق حالة من الفوضى و الأزمات و عدم الترتيب من أجل تقديم بعض الموظفين بأن لهم إمكانيات إستثنائية بخدمات مأجورة لترتيب تلك الفوضى التي يقع فيها المواطن.

التقييد الشديد لحركة الأموال والبضائع، يُعد بمثابة اللعب على حافة السكين، حيث يُمكن أن يُسبب هذا الإجراء اضطرابًا في نبض السوق، مُنذرًا بفوضى تجارية قد تُعصف بالاستقرار الاقتصادي.

ويضيف الخبير الاقتصادي، مشيرًا إلى أن هذه السياسات، التي تطبق بذريعة تقليل الطلب على الدولار، قد تفضي إلى تداعيات وخيمة؛ منها تراجع في مستويات العرض والإنتاج، وما يتبع ذلك من انهيار لقيمة الليرة السورية وارتفاع حاد في الأسعار.

أسعار الذهب في سوريا

وصلت أسعار الذهب يوم أمس الخميس 9 أيار/مايو 2024، إلى مستوياتٍ قياسيةٍ تاريخيةٍ لم تشهدها سوريا من قبل. مهدّداً بتفجير الأسواق واقتلاع آخر ما تبقى من جيوب المواطنين.

ووفقاً لمؤشر “بيزنس 2 بزنس” لأسعار الذهب في سوريا، فقد بلغ سعر غرام الذهب عيار 21 سعر مبيع عند 977 ألف ليرة سورية وسعر شراء 976 ألف ليرة.

ووصل سعر غرام الذهب عيار 18 إلى سعر مبيع 837429 ليرة وسعر شراء 836429 ليرة. ممّا ينذر بتفجيرٍ جديدٍ في الأسواق، وانهيارٍ شاملٍ للقدرة الشرائية للمواطنين.

كما وصل سعر مبيع الأونصة الذهبية السورية عيار 995 إلى 35 مليون و 750 ألف ليرة، وسعر مبيع الليرة الذهبية عيار 21 إلى 8 ملايين و 225 ألف ليرة.

على صعيد آخر، حدّد بنك “سوريا” المركزي سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي للحوالات والصرافة بواقع 13400 ليرة للدولار الواحد، وسعر الليرة السورية مقابل اليورو بواقع 14521 ليرة لليورو الواحد.

عالميا، ذكرت وكالة “رويترز”، أن الذهب في المعاملات الفورية ارتفع 0.2 بالمئة إلى 2314.26 دولاراً للأوقية، بينما انخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1 بالمئة إلى 2321 دولاراً.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات