لسان حال مطاعم ومحلات السوريين في اسطنبول: لا مكان للفقير بيننا!

لسان حال مطاعم ومحلات السوريين في اسطنبول: لا مكان للفقير بيننا!

تركيا (الحل) – يعيش اللاجئون السوريون في تركيا عاماَ رمضانياً جديداً بأجواء باتت تشبه إلى حد كبير التي كانوا يعيشونها في سوريا، فنقلوا معهم طقوسهم الرمضانية من مأكولات ومشروبات متنوعة، وبدأت المطاعم تعلن عن موائدها خلال هذا الشهر، خصوصاً في مدينة اسطنبول التي تستضيف أكثر من 500 ألف سوري.

لكن رمضان هذا العام بالنسبة للسوريين كان مختلفاً عن غيره، من ناحية الأسعار التي زادت بمقدار الضعف عن رمضان الفائت، والتي يبررها أصحاب المحلات والفعاليات التجارية بأن ارتفاع قيمة الدولار مقابل الليرة التركية هو السبب، بعد أن وصل سعر صرفه وسطياً لـ6 ليرات، في مقابل توجه الكثير من الأسر السورية اللاجئة إلى بدائل في مواجهة الأسعار المرتفعة.

مشروبات رمضان زادت الضعف

تجول موقع الحل في العديد من المناطق التي يتركز وجود السوريين فيها بمدينة اسطنبول، ورصد أسعار المشروبات والمأكولات الرمضانية التي يشتهر بها الشهر الفضيل في كل من مناطق (الفاتح واسنيورت وباشاك شهير)، حيث تراوح سعر مشروب التمر هندي (1 ليتر) بين 9 و13 ليرة تركية، وكذلك مشروب العرقسوس والجلاب، في حين كان سعر الليتر الواحد من المشروب في رمضان الفائت بين 5 إلى 6 ليرة تركية.

“المعروك” أيضاً أو كما يسمى “خبز رمضان” لم يسلم من الارتفاع، فوصل سعر “المعروكة” الواحدة لـ10 ليرات تركية، بعد أن كانت تباع العام الماضي بين 5 إلى 6 ليرات.

تقول “أم سعيد” وهي ربة منزل تعيش في منطقة الفاتح باسطنبول إن “الأسعار هذا العام زادت الضعف، نحن لانستطيع شراء مشروبات رمضان بشكل يومي، وفي حال أردنا شراء ذلك فإننا سندفع حوالي 600 ليرة تركية (100 دولار) بمعدل زجاجتين كل يوم”.

وأضافت لموقع الحل “عوضاً عن شراء تلك المشروبات جاهزة، أقوم بتحضيرها منزلياً وبربع الكلفة، فأشتري التمر هندي الجاف ب10 ليرات وأقوم بصنعه منزلياً، ويعادل 4 إلى 5 ليترات، وكذلك باقي المشروبات، فهي أرخص وأضمن” بحسب تعبيرها.

مطاعم بأسعار 5 نجوم!

ويعتبر شهر رمضان أيضاً موسم عمل لدى معظم المطاعم التي تفرز قوائم وأكلات خاصة بهذا الشهر، حيث باتت المطاعم تقوم بنشر وجباتها اليومية الغربية والشرقية على حد سواء، وفي جولة لموقع الحل على عدد من المطاعم في اسطنبول والسؤال عن أسعار وجبات الإفطار للشخص الواحد، تباينت الأسعار، إلا أن أقل سعر وجبة إفطار لشخص واحد كانت 50 ليرة تركية، فيما وصل سعر الوجبة في مطاعم آخرى لنحو 100 ليرة تركية بنظام “البوفيه المفتوح”.

ولدى سؤالنا لأحد أصحاب المطاعم في منطقة الفاتح عن سبب ارتفاع أسعار وجبات الإفطار لهذا العام كان جوابه “كل شيئ ارتفع، والدولار هو السبب، فحتى المحال التي نستأجرها زادت علينا”، مؤكداً ان “الأسعار مقبولة مقارنة بالوجبات والخدمة التي نقدمها”.

لكن “محمد” الذي يعمل في ورشة خياطة ودخله الشهري الذي لايتجاوز الـ 2000 ليرة في أحسن أحواله كان له رأي آخر فيقول “بات هم أصحاب المطاعم الربح ثم الربح، أنا متزوج وأعيش مع والدّي، وإذا أردت تناول الإفطار في أحد المطاعم السورية سأدفع مالا يقل عن 200 ليرة، وهو مايعادل 4 أيام عمل كاملة”.

وأضاف “أسعار المطاعم السورية كأنها للسياح وليس لأصحاب الدخل المحدود، ومن خلال تجربتي، أفضل المطاعم التركية، فهي أرخص نوعاً ما وتسعيرتهم واحدة، سواء كانت بشهر رمضان أو غيره”.

الحلويات “حدث ولاحرج”

تعتبر الحلويات أيضاً أحد الطقوس الهامة المرتبطة بشهر رمضان للسوريين، فقبيل الإفطار وبعده تنتشر المحلات والبسطات التي تعرض مختلف أنواع الحلويات الشرقية والتي تأثرت هي الآخرى بموجة ارتفاع الأسعار.

وفي رصد لموقع الحل لأسعار الحلويات التي تباع في المحال السورية، كانت الأسعار متقاربة نوعاً ما، فتراوح سعر الكنافة بين 25 و 35 ليرة تركية، وكيلو حلاوة الجبن بين 25 و 30 ليرة، فيما وصل سعر الهريسة بالفستق لـ45 ليرة، وصحن الوربات بالقشطة أو الفستق بين 35 و 50 ليرة تركية.

وتراجعت الليرة التركية مع بداية شهر أيار الجاري لمستويات كبيرة، حيث سجلت في التاسع من الشهر الجاري أضعف سعر لها في 8 أشهر ووصل سعر الصرف  لـ6.24 مقابل الدولار، مقابل تحسن جزئي لها خلال الأيام الماضية حيث وصل سعر صرف الليرة لـ5.99 للدولار الواحد.

إعداد: أسامة مكية – تحرير: مالك الرفاعي

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.