بغداد ـ علي الحياني

لعل الطريق الرابط بين بغداد وكركوك، هو أبرز الطرق المؤدية إلى شمال العراق، ونفسه يسمونه الأهالي والمسافرون عبره بطريق #الموت نظراً للتخسفات والإهمال الذي يتعرض له، وقد تسبب بمئات حوادث السير، إلا أن هذا الإهمال الحكومي كان علامة فارقة في انتعاش المُهربين والميليشيات التي استغلته طيلة السنوات الماضية، خصوصاً وأنه يسيطر على /7/ محافظات عراقية من بينها مدن إقليم #كردستان.

ومن خلاله تمرُّ آلاف الشاحنات القادمة من تركيا وإيران المحملة بالبضائع إلى بغداد ومدن الجنوب، الأمر الذي حوَّل طريق الموت للمواطنين إلى شريان #السعادة للعصابات المسلحة التي تبتز سائقي الشاحنات والتجار المارين عبره، فلا يمرُّ واحدٌ منهم، دون إعطاء ما يُعرف بمحلياً بـ”#الخاوة”، وهي مبلغ مالي على التاجر دفعه عنوة للميليشيات وإلا لن يمر.

 

مزاحم الحويت ـ أرشيفية

يؤكد المتحدث باسم #العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها #مزاحم_الحويت، أن «المليشيات والفصائل المسلحة تتقاسم النفوذ على هذا #الطريق الحيوي، ويبدأ دورها من منطقة #داقوق (جنوب #كركوك) وصولاً إلى قضاء #خانقين بمحافظة #ديالى بمسافة تتجاوز 300 كيلو متر».

مبيناً لـ“الحل العراق” أن «لواء 16 في #الحشد_الشعبي بقيادة أبو رضا النجار وعصائب أهل الحق ومنظمة #بدر، يتقاسمون النفوذ في هذا الطريق ويفرضون الأتاوات على سائقي الشاحنات الذين يحملون #البضائع القادمة من الشمال، عبر سيطرات أمنية ونقاط تفتيش، وتصل هذه الخاوات المفروضة على الشاحنات إلى  1500 دولار أميركي، ويُحدد المبلغ بحسب نوعية البضاعة، وفي كثيرٍ من الأحيان تدخل بضائع ممنوعة مثل #المخدرات والبضائع #الفاسدة وهذه تكون عمولتها عالية».

مليار دينار في اليوم الواحد

مصادر مطلعة أكدت لـ“الحل العراق” أن  «جهات تدَّعي أنها تمثل مكتب اتحاد نقابات #العمال مدعومة من فصائل #مسلحة، تقف في السيطرات الرئيسية على طريق بغداد_كركوك وتقوم بفرض الأتاوات على سائقي الشاحنات».

مبينة أن «ما تحصل عليه تلك الجهات المتنفذة يقدر بمليار دينار عراقي في اليوم الواحد، يتم تقاسم المبلغ بين القيادات التابعة لتلك الفصائل مع إعطاء مبالغ للجهات الأمنية (النظامية) الموجودة في تلك السيطرات».

ماذا تعرف الحكومة عن طريق الموت؟

النائب رياض التميمي ـ أرشيفية

النائب عن محافظة #ديالى #رياض_التميمي قال لـ“الحل العراق” إن «الحكومة ألغت بشكلٍ رسمي فرض #الجباية على سائقي الشاحنات في منطقتي #الخالص والعظيم، لكن جهات متنفذة تتحدى الدولة وتفرض أتاوات مقابل مرور البضائع الممنوعة».

لافتاً إلى أن «الجهات المتنفذة تقف في منطقتي الخالص وإنجانة، وتتفق بشكل سري مع الجهات الأمنية ويتم التواصل مع السائقين عبر #رسائل واتصالات هاتفية وتوضع علامات على هذه الشاحنات حتى يتم التعرف عليها، ويتم دفع الحساب خارج السيطرة حتى تكون بعيدة عن #التصوير والرقابة».

وأضاف: «قدمنا بالدليل جميع المستمسكات إلى المفتش العام بوزارة #الداخلية، ووعدنا بأنه سيتم التحري عن الموضوع، لكن حتى اللحظة لم يتم وضع أي حد لهذه الجهات المتنفذة».

حوادث سير لا نهائية

مدير #ناحية العظيم التابعة لمحافظة ديالى #عبدالجبار_العبيدي قال لـ“الحل العراق” إنه «بالرغم من جباية المليارات من الطريق، إلا أن المحافظة لم تحصل إلا 1 بالمائة من الطريق».

وأضاف أنه «الحكومة المحلية تقوم بإرسال كتباً إلى الجهات الحكومية ندعوهم فيها لتعمير الطريق الذي صار يسمى طريق الموت، والذي تسبب بوقوع حوادث تسببت بإزهاق أرواح مئات المواطنين».

موضحاً أن «إعمار هذا الطريق هو من اختصاص  الحكومة الاتحادية وتحديداً وزارة #البلديات على اعتباره طريقاً دولياً يمر بحوالي 7 محافظات».

سائقو الشاحنات.. لا حول ولا قوة

#شهاب_خليل وهو سائق شاحنة بيَّن لـ“الحل العراق” أنه «يأتي من #تركيا عبر معبر #إبراهيم_الخليل ويدخل إلى قضاء #زاخو،ومنه يتجه ببضاعته إلى بغداد، وبعد خروجه من #إقليم_كردستان تبدأ مرحلة الأتاوات، من كركوك وصولاً إلى العاصمة».

مؤكداً لـ”الحل العراق”، أنه «يضطر أحياناً لدفع أكثر من 1500 دولار حتى يصل ببضاعته، علماً أنه يعمل سائق لدى شركة وصاحب #الشركة يقطع من راتبه في كثير من الأحيان، بسبب فساد بعض #المواد المحملة التي لا تتحمل الحرارة والانتظار في السيطرات».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.