مع تقدم الجيش السوري وسيطرته على مساحات واسعة من الشمال السوري على حساب المعارضة مؤخراً، بدأت تطرح تساؤلات في المنطقة عن سبب وتداعيات زج روسيا بالعشرات من قوّاتها في قرى وبلدات ريف إدلب ، رغم انتهاء المعارك وانتهاء سيطرة فصائل المعارضة فيها.

فالقوّات الروسيّة عمدت خلال الأسابيع الماضية إلى إدراج العشرات من عناصر الجيش الروسي إلى الميدان، لدخول القرى والبلدات التي أعلن “الجيش السوري” سيطرته عليها. وأسست القوّات الروسيّة العديد من النقاط الأمنيّة داخل خان شيخون والهبيط جنوب إدلب.

كما نصبت المجموعات الروسيّة الكثير من الحواجز في بلدات ريف حماة الشمالي في كفرنبودة وقلعة المضيق، في انتشار روسي فسّره محللون بأنه امتداد للصراع الروسي الإيراني على النفوذ في مناطق سيطرة “الحكومة السوريّة”.

يقول المحلل العسكري “أحمد عبّاس” إن إيران فشلت في تحقيق النفوذ في إدلب، ذلك لأن مشاركة القوّات الروسيّة لم تقتصر على الدعم الجوّي، بل أرسلت قوّاتها البريّة في المعركة الأخيرة بحجة تقديم الدعم اللوجستي للجيش السوري.

ويضيف عبّاس في حديثه لموقع الحل “روسيا فهمت مؤخراً اللعبة، ففي حلب كان الدعم العسكري الأبرز لروسيا، وبعد دخول الجيش السوري للمدينة، أصبح النفوذ للإيراني. وفشلت روسيا رغم العديد من المحاولات بالسيطرة على الميليشيات الإيرانيّة التي انتشرت وفرضت نفسها في حلب، على اعتبار مشاركتها البريّة في استعادة المدينة، لذلك نرى القوّات البريّة في إدلب الآن”.

المجموعات الروسيّة التي تم إرسالها لم تشارك مباشرة في المعارك ضد المعارضة، لكنها “حرصت على الظهور الفوري أمام الكميرات برفقة عناصر الجيش السوري، وهي تحتفل بالانتصارات المحققة في حماة وإدلب”، بحسب مصادر ميدانيّة.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن القوّات الروسيّة هي من اقترحت معركة الشمال السوري، وكان للعديد من المسؤولين العسكريّين الروس تصريحات تؤكد بأن روسيا تريد السيطرة على مناطق الوسط السوري، وذلك لحماية قاعدتها العسكريّة في اللاذقيّة (حميميم) والتي كانت تقصفها فصائل المعارضة من مناطق في حماة وإدلب.

وتسعى روسيا إلى تثبيت تقدم “الجيش السوري” في مناطق حماة وإدلب، لإبعاد الفصائل عن محافظة اللاذقيّة ومناطق الساحل، وتأمين كافة نقاطها في المنطقة.

كذلك انتشار القوّات الروسيّة، يعني بالتأكيد توسيع النفوذ الروسي ومنع الإيرانيين من التمدد إلى الوسط السوري بعد سيطرتهم على العديد من المناطق شمالاً أبرزها مدينة حلب والعديد مناطق ريفها الشمالي.

وللصراع الإيراني تاريخ قريب، فهو لم يبدأ حديثاً وكانت ذروته في مدينة حلب التي شهدت مواجهات مباشرة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، بين ميليشيات إيران والفيلق الخامس الذي أسسته روسيا.

ورغم المحاولات العديدة من قبل روسيا لتحجيم الدور الإيراني في حلب، إلا أن المدينة لا تزال تحت الوصاية الإيرانيّة، حيث تنتشر مجموعات إيران في كافة أحيائها وأصبح لديها مقرات عسكريّة وأخرى ثقافيّة داخل المدينة، فضلاً عن أن أكبر وجود عسكري إيراني يقع في محافظة حلب وتحديداً في ريفها الشمالي داخل بلدتي نبّل والزهراء وذلك بسبب الصبغة “الشيعية” التي تتمتع بها تلك المنطقة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.