أعلنت وزارة الخارجية السورية ظهر يوم الخميس، بعد يوم واحد من بدء العملية التركية، أنها «ستواجه العدوان التركي الغاشم بمختلف أشكاله» واصفة في بيانها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بـ«الأرعن القاتل المنفصل عن الواقع».

يأتي ذلك بعد يوم واحد من إدانة الخارجية الذي عبّر عن الموقف السوري الرسمي، وأطلقت عدة تصريحات ترفضُ فيه العملية التركية وتعتبرها احتلالاً.

وبدأت التلفزيونات السورية الرسمية ببث الأغاني الوطنية التي تبثّ عادة في أعياد حرب تشرين والمناسبات الوطنية، واستقبال المحللين السياسيين الذين يشتمون ويسبّون تركيا ليلاً ونهاراً.

بالمقابل، ينتقدُ محللون سياسة الحكومة السورية، ويعتبروها «منفصلة عن الواقع»، فطالما تركيا بدأت باحتلال أجزاء جديدة من الأراضي السورية مرة أخرى، وقتلت وجرحت خلال اليوم الأول من العملية العشرات، وأجبرت عشرات الآلاف على النزوح، لماذا لا يتم الرد بالمثل؟

قد يعلّق أحد المحليين الموالين للسلطات السورية بأن الأكراد حتى اللحظة لم يطلبوا بشكل رسمي دعم الحكومة السورية وجيشها، ليجيب آخر، وكأن الدفاع عن الأراضي السورية يحتاج إلى وثيقة ممهورة بختم وطوابع، وتوضع بالبريد المستعجل كي يصل الخبرُ إلى دمشق!

لكن المفارقة الكبرى، هو أن الجيش السوري حالياً، كما تقول منابره الإعلامية، يُحاصر القاعدة التركية في منطقة مورك بريف حماه، ويطوّقها بشكل كامل، فلماذا لا ينتقمُ لأبنائه وأرضه، ويُهاجم هذه القاعدة، كما تفعل تركيا، وتُهاجم الأراضي شمال شرق البلاد.

وإذا كان الجيش السوري حقاً «سيواجه الاحتلال التركي بكافة أشكاله» كما صرّحت الخارجية قبل قليل، فلماذا لا يُجابهه في مورك، أم أن المجابهة محصورة في مكان وزمان مُعيّن.

يفضحُ وجود القاعدة التركية آمنة في مورك، الاتفاق تحت الطاولة بين دمشق وأنقرة، وإن كانت التصريحات الإعلامية خلاف ذلك، فجنود أنقرة في إدلب بأمان يعيشون حياة هادئة منعمّين بالطعام والشراب وكافة مستلزمات الحياة، عكس الجنود السوريين.

ما يهمّ الناس عادة هو الأفعال وليس الأقوال، وتابع الجميع تضارب التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهذا ليس غريباً على شخصيته، وبالمقابل، تنكشفُ الادعاءات السورية بمحاولات الرد والانتقام لسيادة البلاد، والدفاع عن أراضيها وشعبها، في الوقت الذي ترى فيه هذه الأرض تغتصب، والشعب يُنتهك، ومصالح الأتراك في البلاد سالمة، لا سيّما حين نعلم أن الجيش السوري هو من يزوّد القاعدة التركية في مورك، بالماء والطعام والمحروقات!

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.