نشرت صحيفة #الفايننشال تايمز البريطانية تحقيقاً بعنوان “سوريا: الأسد.. أبناء خاله وناطحة سحاب موسكو”، يكشف أن #روسيا أصبحت وجهة مهمة لبعض أموال شخصيات من السلطات السورية، لافتاً إلى أن عائلة #مخلوف اشترت في السنوات الستة الأخيرة، عقارات فخمة في ناطحات سحاب في “موسكو سيتي”.

واستند تحقيق الصحيفة #البريطانية على تحقيق لمؤسسة “غلوبال وينتس” بعنوان “الملجأ الروسي الآمن لمناصري الأسد” تناول فيه كيف اشترى أبناء خال الرئيس 20 شقة فخمة تصل قيمتها الى 40 مليون دولار، وركز التحقيق على دور العميد (حافظ مخلوف) في هذا الأمر.

وقالت الصحيفة، إن الاستثمارات العقارية الخاصة بعائلة الأسد في روسيا، تكشف عن الدور الذي تلعبه موسكو في الحرب، وكيف أصبحت الحامي الرئيسي للسلطات السورية.

حافظ مخلوف يمتلك 12 شقة في “موسكو سيتي”

قالت مؤسسة (غلوبال ويتنس) في تحقيقها إن “الكشف عن ممتلكات عائلة مخلوف يعتبر من الأدلة والشواهد النادرة التي تثبت الشائعات التي تفيد بأن أموال النظام السوري سُرّبت من سوريا طوال فترة الحرب، فالمعلومات المتعلقة بأصول النظام وتمويله شحيحة جداً بسبب الرعب الذي يغذيه جهاز الأسد داخل سوريا وخارجها”.

وتابعت المؤسسة أن “القروض التي تم تأمينها بخصوص بعض الممتلكات قد تكون لأغراض غسل الأموال من سوريا إلى موسكو، وهو ما يفتح المجال لإمكانيّة نقل الأموال إلى نطاق سلطات قضائية أخرى، مثل الاتحاد الأوروبي، حيث تسري عقوبات على أفراد العائلة”.

وأشار التحقيق إلى أن (حافظ مخلوف) يمتلك 12 شقة من الشقق العشرين بقيمة 22.3 مليون دولار، وقد تم شراؤها باستخدام صيغة قرض لبناني غامضة تحمل العديد من السمات المميزة لغسل الأموال، وربما بغرض نقل الأموال إلى خارج روسيا.

ويملك إيهاب وإياد مخلوف شقتين وشقيقتهما كندة شقة، وشقتين لكل من (رزان عثمان) زوجة (رامي مخلوف)، وشقيقتها ندى.

ووفقا لسجلات المُلكية الروسية، فلم يؤجَّر حتى الآن إلا واحد من 20 عقاراً من عقارات مخلوف في ناطحات سحاب موسكو، وهو يشير إلى أن معظم العقارات لا يُستخدم تجارياً.

التدفقات المالية المشبوهة… إخفاء أي رابط لحافظ مخلوف

أشار تحقيق غلوبال ويتنس إلى أن “شركات حافظ مخلوف الروسية الثلاث تلقت قروضاً مستخدمة 11 من العقارات كضمان وذلك في عام 2016″، لافتاً إلى أن “البنية المعقدة لتلك القروض تخفي ارتباط حافظ بالأموال، وهذه سمة من سمات غسل الأموال”.

وتابع التحقيق أنه “من الوارد أن تلك الآلية قد صممت لتأمين تدفق الأموال بين روسيا وسوريا دون إظهار أي رابط بحافظ، وهو ما يزيد من إمكانية أن تكون الغاية النهائية هي نقل الأموال خارج روسيا”.

وأشارت المنظمة إلى أن “القروض قُدمت لشركات حافظ الروسية وهي شركة بيلونا ارتميس وكستا، من قبل شركه لبنانية تدعي “نيلام أوفشور” والتي تصنف على أنها “خارجية” في لبنان.

في حين أن الشركات اللبنانية الخارجية لا تخفي مالكيها مثل الشركات الخارجية فيما يسمي بالولايات القضائية، التي تلتزم السرية مثل جزر فيرجن البريطانية، فإن هذه الشركات تستفيد من السرية المصرفية المعززة والمبلغ الدقيق الذي أقرضته “نيلام أوفشور”، غير معروف.

وأردفت المنظمة أن “مصدر الأموال المخصصة لشراء الممتلكات غير معروف، قد يكون من ثروات عائلة مخلوف الخاصة، التي تراكمت على مدى سنوات من العمل كعناصر تمكين قوية ومنتفعين من النظام في سوريا، بما في ذلك تحت حكم والد بشار، #حافظ_الأسد، أو قد يكون المصدر هو الأموال، التي نهبت من سوريا من قبل أعضاء آخرين في نظام الأسد، ينقلها ويخفيها في الخارج أبناء مخلوف”.

وكانت عائلة مخلوف لجأت منذ عام 2008 وبعد 2011، إلى تأسيس شركات “أوف شور” في العديد من المناطق، منها جزر العذراء التابعة للتاج البريطاني، بهدف التحايل على العقوبات المفروضة على أفرادها باعتبارهم الحلقة الأساسية لدعم النظام مالياً.

الاستثمار في موسكو.. الخوف من سقوط النظام أم من الأسد

أفادت مؤسسة غلوبال ويتنس أن الشقق التي اشترتها عائلة مخلوف تمت على مدى 6 سنوات بدءاً من كانون الأول عام 2013، وحتى حزيران هذا العام فيما بلغت ذروة المشتريات في عام 2016 عندما اشترى (حافظ مخلوف) 11 شقة دفعة واحدة.

ويشير باحثون، إلى أن أحد الأسباب لاستثمار عائلة مخلوف في روسيا هو العقوبات الغربية المفروضة عليهم منذ 2011.

وقال السفير الروسي السابق في السعودية، (أندريه بيكلانوف)، للفايننشال تايمز في معرض تعليقه على استثمارات عائلة مخلوف في موسكو إن “الاستثمارات ليست مهمة وهي نتاج العقوبات الغربية التي أغلقت كل الخيارات ومن الطبيعي أن تقوم النخبة السورية باستثمار أموالها في دول تطمئن عليها”.

وأضاف أن “الدول الغربية تقوم بدفع السوريين وأموالهم للخارج والمكان الوحيد لهم هو سوريا والدول التي يأمنون على أموالهم فيها”.

فيما أشار آخرون إلى أن “استثمارات عائلة مخلوف التي بدأت بنهاية 2013 تأتي في الفترة التي خسر النظام فيها السيطرة على مساحات شاسعة من سوريا والتي وصلت ذروتها في أيلول عام 2015 عندما كان الجيش النظامي يسيطر على نحو ثلث مساحة البلاد فقط حيث أثار الوضع مخاوف من قرب سقوط النظام وهذا ما جعل البعض يبحث عن مكان إقامة آمن خارج سوريا.

فيما رأى آخرون، بحسب الصحيفة البريطانية، أن “عائلة مخلوف ربما حاولت نقل أموالها إلى الخارج حتى لا تقع في يد بشار الأسد”، مشيرين إلى أن الأخير فقط يشعر بـ “الأمان” في دمشق.

وكانت تقارير إعلامية أشارت أواخر أيلول الماضي إلى أن (بشار الأسد) أمر باتخاذ إجراءات عقابية ضد (رامي مخلوف) بما في ذلك حصته في “سيرتيل”، والسوق الحرة العاملة في المنافذ الحدودية، وتعيين ضابط في القصر الجمهوري مديراً لسيرياتل.

كما أشارت تقارير إعلامية أخرى إلى قيام وزارة المالية بفرض قرارات حجز احتياطي على العديد من رجال الأعمال الذي شكلوا دعامة مالية للسلطات السورية، خلال سنوات الحرب، منهم (طريف الأخرس) و(سامر الدبس) و(عماد حميشو) وغيرهم.

الكرملين ينفي علمه باستثمارات عائلة مخلوف

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية (ديمتري بيسكوف) إن “الكرملين ليس لديه معلومات حول ما إذا كان أقارب الرئيس السوري قد اشتروا عقارات في مجمع “موسكو سيتي” في العاصمة الروسية”، وذلك تعليقاً على استثمارات عائلة مخلوف العقارية.

وتابع بيسكوف “ليس لدينا معلومات وهذا لا يعنينا… في #روسيا يوجد سوق حر، حيث يشتري الكثير من المواطنين الروس والأجانب العقارات هنا… وهي ممارسة عادية وواسعة النطاق”.

موسكو… ليست الواجهة الوحيدة لأقارب الأسد

وكشفت تقارير اعلامية أن عائلة مخلوف لديها استثمارات عقارية في الإمارات العربية المتحدة حيث يمتلك رامي وإيهاب مخلوف 5 عقارات في جزيرة نخلة الجميرة الاصطناعية، التي تصل قيمتها إلى أكثر من 4 ملايين دولار أمريكي.

وكان (رامي مخلوف) اشترى برجين في دبي قبل 2011، بالقرب من برج العرب حيث سجلهما باسم زوجته وابنيه محمد وعلي.

كما يمتلك رجلا الأعمال السوريان (وائل عبد الكريم) و (أحمد برقاوي)، اللذان يشتبه في تهريبهما لوقود تستعمله الحكومة السورية أثناء عملياتها العسكرية، ثلاثة عقارات في الإمارات العربية المتحدة، وذلك بحسب مركز الدراسات الدفاعية المتقدمة الأميركي.

كما ذكرت تقارير إعلامية إلى امتلاك رجل الأعمال (سليمان معروف) والذي يوصف بانه “وكيل أعمال الأسد”، بشراء عدد من العقارات الفاخرة في لندن.

ويمتلك رجال أعمال سوريين مقربين من النظام كـ (#سامر_الفوز) العديد من العقارات في الإمارات وتركيا، فيما أشارت تقارير إلى قيام (أيمن جابر) بشراء فيلا في مدينة سوتشي الروسية في 2015.

إعداد: نوار محمود – تحرير: مهدي الناصر

الصورة من الأرشيف

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.