مدينةُ الصدر تتحدى حظر التجوال، والقوات العراقية تخشى مواجهة الأهالي

مدينةُ الصدر تتحدى حظر التجوال، والقوات العراقية تخشى مواجهة الأهالي


لا تزال مدينة الصدر في #بغداد، تمثل الاستثناء المرعب بالنسبة لأهالي العاصمة العراقية، لا سيما وأنها تمارس حياتها بشكلٍ طبيعية بالرغم من انتشار فيروس “كورونا”، وهو ما يتخوف منه مراقبون من أن تتحوّل المدينة إلى بؤرة للوباء.


وطالبت قيادة عمليات بغداد (جهة عسكرية نظامية)، اليوم السبت، أصحاب المحال في “#مدينة_الصدر” التحوَّل إلى “باعة جوالين” في المناطق، من أجل تخفيف التجمعات، منعاً من انتشار الفيروس.


وذكرت القيادة في أنه «من أجل تخفيف ومنع التجمعات في أسواق مدينة الصدر، فقد تم إبلاغ جميع أصحاب محال الفواكه والخضار والمواد الغذائية، أن يتحولوا إلى باعة جوالين بالمناطق، كل حسب القطاع والمنطقة القريبة منه، وذلك خلال أيام حظر التجوال الوقائي».


وأشار البيان إلى أن «القوات الأمنية أغلقت سوق عربية أيضاً في مدينة الصدر»، داعية في الوقت ذاته «الأهالي إلى التعاون التام مع الأجهزة الأمنية في تطبيق حظر التجوال».


وفي وقت سابق من اليوم السبت، أعلنت قيادة عمليات بغداد، إغلاق “سوق مريدي” بالكامل، الواقع في مدينة الصدر، فيما توعدت المخالفين لقرارها بأشد العقوبات.


من جهته، تحدث قائممقام مدينة الصدر، #عبدالستار_كاظم، عن ثغرات في تطبيق حظر التجوال في المدينة الصدر.


وقال في حديثٍ صحافي إن «تطبيق أوامر حظر التجوال في مدينة الصدر بدأ بالتحسن منذ أمس الجمعة، مقارنة مع الأيام السابقة، لا سيما بعد “تغريدة” زعيم التيار الصدري #مقتدى_الصدر، لأهالي المنطقة بالتزام منازلهم».


وأضاف أن «مدينة الصدر كبيرة، وخلية الأزمة سمحت للأسواق بالعمل على اعتبارها سلع مهمة يحتاجها المواطن للتبضع، وربما شكّلت الأسواق ثغرة في عملية فرض حظر التجوال».


وهذا ما أكدهُ بارق الجياشي، وهو ناشط مدني بارز في مدينة الصدر، بالقول إن «كثيراً من الأهالي لم يلتزموا بقرارات #الحكومة_العراقية بشأن حظر التجوال، وهناك من يتعامل مع القرارات على أنها تتجاوز على الحريات الشخصية للفرد العراقي».


مبيناً لـ”الحل نت“، أن «القوات الأمنية والشرطة المحلية تخشى التعامل بالقوة مع أهالي المدينة، لأن غالبية المنازل تحتوي على أسلحة، ومن المعروف أن الصدريين يستخدمونها متى ما أرادوا».


ولفت الجياشي إلى أن «استمرار الحال على ما هو عليه، يُنذر بكارثة صحية وبيئية في المدينة، مع استمرار تجاهل القرارات التي تصدرها السلطات في البلاد».


وكان الصدر، قد علّق مؤخراً على عدم التزام مدينة الصدر بقرار حظر التجوال، قائلا، عبر تغريدة على منصة “تويتر” إن «لم يلتزموا لن تكون من مدن آل الصدر مستقبلاً”.


ويصل عدد سكان مدينة الصدر نحو /5/ ملايين نسمة، وفي الوقت الذي شددت خلية الأزمة والقوات الأمنية على ضرورة اتخاذ إجراءات للحد من تنقل الأشخاص بين المحافظات ومنع التجمعات لأداء زيارة الإمام “موسى الكاظم” ببغداد في ذكرى وفاته، ووسط الجدل المشتعل بشأن محاولات إقناع الزائرين بالبقاء في منازلهم وعدم التوجه إلى الكاظمية.


باغتت مدينة الصدر الأوساط الطبية والشعبية المتحذرة من انتشار الوباء، بإقامة صلاة جمعة موحدة، الأسبوع الماضي، شاركت فيها أعداد كبيرة من المصلين متزامنة مع خطوة مشابهة في مدينة #الكوفة، في مشهد يزيد الرعب من تحول مدينة الصدر إلى “ووهان جديدة”، كما يرى مختصون، خصوصاً مع تسجيل إصابات معلومة وأخرى غير معلومة داخل المدينة، وإمكانية انتقال الوباء بشكل سريع.


وكان العراق قد مد حظر التجوال إلى 11 من الشهر المقبل في محاولة منه للسيطرة على انتشار فيروس “كورونا” المعروف رسمياً باسم كوفيد-19.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.