مقاهي صينية على الطراز السوري بنيت مؤخراً وكأنها قد تعرضت للقصف بما يشبه الدمار الحاصل في سوريا.

وبعيداً عن الصين ومقاهي الطراز السوري، لكن لا تكاد تذكر الصين لدى أواسط المعارضة السورية، حتى يبدي السوريين غضبهم. كيف لا وهي التي دعمت الحكومة السورية في حربها سياسياً وعسكرياً.

لم تدخر الصين ورفيقها روسيا جلسة في مجلس الأمن حول سوريا إلا واستخدمت فيه حق نقض الفيتو، ولكن عالضفة الأخرى وتحديداً عبى أرضها استغل بعض أرباب المقاهي الحرب في تسويق أفكارهم.

“الستايل السوري”.. مقاهي صينية على الطراز السوري

الآن وفي الصين، بات هناك مقاهي صينية على الطراز السوري وكأنها تعرضت للقصف أو أنها شبه مدمرة، دون النظر إلى مأساة الشعب الذي عاش القصف والدمار.

مظاهرة الدمار السوري استغلها رواد الأعمال الصينيين لتحقيق تسويقاً، حيث رصدت منصة VICE World News، في مدينة فوتشو جنوب شرق الصين مقهى تحت اسم “لا توجد قواعد”، روّج المقهى نفسه على أنه صمم على “ستايل الحرب السورية.” 

وفي شياو هونغ شو، نشر العشرات من المؤثرين صورًا لجدرانه المكشوفة من الطوب ولعبة Bearbrick متضررة المظهر.

“نمط الحطام السوري” جاء عبر تلوين الجدران باللون الرمادري، وجدران من الطوب المكشوف، وتصدع في الحيطان والساعات التي بدت وكأنها قد تضررت في الحرب.

اقرأ أيضا: من بوابة الحرب على الإرهاب.. الصين تستعد لمواجهة أميركا في إدلب

“منطقة شواء للاجئين” !

تقول إحدى السيدات للمنصة، إنها أعجبت بما وصفته بالأسلوب “السوري القديم الفوضوي”. مضيفة إلى أنّ المصطلح لا يشير إلى أي تمييز ضد البلدان التي مزقتها الحروب.

ولكن الشعبية غير المتوقعة للمقاهي الصينية على الطراز السوري في الصين ناتجة عن عدم الحساسية بالحرب في سوريا. وكيف بدت الصين مهتمة بدعم الحكومة السورية بالأسلحة التي سببت هذا الدمار.

وصف وانغ فاي، الذي يمتلك مطعمًا للشواء في جيننج بمقاطعة شاندونغ في الصين، مكانه بأنه صمم على الطراز السوري. قائلاً، إنّ المصطلح قد يجذب العملاء المتحمسين لالتقاط صور، على الرغم من أنه وجد الاسم مسيء في الشرق الأوسط.

مضيفاً، «إذا أطلقت اسم نورمكور مثلاً، فلن يعرف أحد شكل المكان؛ لكن إذا ربطته بسوريا. ويمكن للناس تخيل المكان في رؤوسهم، وسيرغبون في زيارت».

ويتابع وانغ، أنه صمم منطقة شواء للاجئين، حيث يتم عزف الموسيقى الحزينة في الخلفية. 

للمزيد: بغطاء حكومي.. الأقمشة الصينية تغزو الأسواق السورية وتضرب المنتج المحلي!

الصين أحد أسباب الحرب في سوريا

يصف الناشط الإعلامي، عدي غسان، أنّ شعوراً الانتكاسة بدا عليه عندما قرأ كيف يستغل العالم مأساة الشعب السوري لتحقيق الأموال.

ويتابع في حديثه لـ(الحل نت)، المأساة الأكبر هي أنّ من دعم الحرب عليك، يستغل مأساتك في تحقيق مكاسب مادية. وذلك كتصميم مقاهي صينية على الطراز السوري.

ويعتقد غسان، أنّ الشعب الصيني، يجب أنّ يكون آخر من يرى سوريا والحرب فيها بهذه الطريقة.

دعم الصين لم ينقطع عن الحكومة السورية والجيش السوري. ففي يونيو/حزيران، رصد (الحل نت) بشكل خاص، تقديم الصين لـدمشق مُعِدَّات عسكرية. لشنِّ حملة عسكرية ضد مقاتلي «الإيغور» في ريفي إدلب وحماة شمالي سوريا

وكشف المعلومات الواردة حينها ، أنّ المُعِدَّات تضمنت رادارات متطورة من نوع “جي واي ٢٧”. والتي يبلغ مداه ٤٠٠ كلم، وأجهزة وتشويش من أجل الحرب الإلكترونية.

التحرّك الصيني، يعني تعزيز لموقف دمشق، ويُعدُّ تمهيداً لتحريك جبهة إدلب وممارسة الضغط على الفصائل المختلفة فيها.

وتضع الصين سوريا نصب أعينها هدفا لتحقيق مصالح تسعى بكين لتحقيقها عبر التوسع في العالم، من خلال الاستحوذ على بلدان تعاني من أزمات ويحكمها أنظمة دكتاتورية.

قد يهمك: الدور الصيني في سوريا: هل ستكون بكين الرابح الأكبر من الدمار السوري؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة