قال موقع “بلومبيرغ” الأميركي إن «#إيران تفقد قبضتها على #العراق، وإن موقفها ضعف في العراق منذ وفاة الجنرال الإيراني #قاسم_سليماني في يناير المنصرم».

الموقع نقل عن الباحث في “#معهد_واشنطن لسياسة #الشرق_الأدنى”، “مايكل نايتس” قوله: «عندما قتل “سليماني”، بالغت إيران كثيراً في رد الفعل».

«ومنذ مقتله ضعف موقف إيران في العراق أكثر، وفقدت السيطرة»، يضيف “نايتس” للموقع الأميركي، لكنه يستدرك مؤكداً «لا يزال لها تأثيراً، ولكن “ليس بالسيطرة”».

بدا واضحاً، أن “الكاظمي” يحاول محاربة نفوذ #طهران في العراق عبر ميليشياتها، بخاصة بعد إقدامه اليوم على إغلاق مقر “ثأر الله” في #البصرة واعتقال الموجودين فيه.

و “ثأر الله” هي حركة إسلامية مدعومة من إيران، وتأسّست في طهران إبّان الثمانينيات، وبعد 2003 دخلت إلى العراق، لكن لم تتخذ شكل باقي الميليشيات ولم تخض مضمار السياسة.

لا يوجد لها حزب في العملية السياسية، واتخذت من رقعة البصرة (حصراً) مكاناً لها، إذ تستحوذ كثيراً على مقدّرات العاصمة الاقتصادية للبلاد، خصوصاً في مجال #النفط.

قام عناصر من الحركة بإطلاق الرصاص الحي على محتجّي البصرة أمس، فأُصيب بعض المحتجين وتوفي محتج، ليقدم “الكاظمي” على خطوته التي ذُكرت فوقاً بحق الحركة.

وهُنا يقول المحلل السياسي “نبراس الكاظمي”، إن «حكومة #مصطفى_الكاظمي لم تصعد بالتأثير الأميركي، لكنها استفادت من الانقسامات داخل مركز القوة الإيرانية».

ويُضيف لـ “بلومبيرغ”، إن «معركة بين الفصائل الإيرانية في العراق فتحت مساحة في #بغداد لنتائج غير متوقعة من قبل، وجعلت “الكاظمي” ينزلق من بين المتشاجرين».

في إيران، صحيحٌ أن جل مفاصل الدولة تحت سيطرة الأصوليين الذين يعودون بالانتماء للمرشد #علي_خمانئي، لكن هذا لا يعني أنها تسيطر على المشهد بشكل كامل.

هناك في إيران الإصلاحيين أيضاً، وهؤلاء يستحوذون على بعض المناصب الحسّاسة، فالرئيس #حسن_روحاني يعود للإصلاحيين، وكذا “جهاز #الأمن_القومي الإيراني” أيضاً.

في هذا الجانب، يقول الصحفي العراقي المهتم بالسياسة الإيرانية، “مصطفى ناصر”، إن «انخفاض النفوذ الإيراني في العراق مرتبط بتبدل الجهة المسؤولة عن ملفه في الإدارة الإيرانية».

مُوضّحاً، أن «السياسة الإيرانية تجاه العراق كانت تركز على السيطرة على كل مفاصل الدولة العراقية، وأيضاً على إخراج العراق بشكل كامل من دائرة النفوذ الأميركي».

لكن استلام “جهاز الأمن القومي الإيراني” الذي يترأسه الإصلاحي #علي_شمخاني لملف العراق بعد مقتل “سليماني” وتراجع #الحرس_الثوري، ساهما بتبدل هذه السياسات، بحسب “ناصر”.

بالنظر للمشهد الحالي في العراق، فإن المعطيات تشير إلى محاولة “الكاظمي” إضعاف التغلغل الإيراني في العراق بحجم كبير، بخاصّة من الناحية الأمنية، عبر عدّة قرارات اتخذها.

من أولى القرارات التي اتخذها، هو إعادة #عبد_الوهاب_الساعدي إلى جهاز #مكافحة_الإرهاب، بل وتعيينه رئيساً له، والمعروف أن إيران لا تحبّذ “الساعدي” ولا تودّه.

كذلك قام بإقالة #عبد_الكريم_خلف من منصب المتحدّث باسم القائد العام للقوات المسلّحة، ليتم تعيين العميد #يحيى_رسول في هذا المنصب بدلاْ عنه.

ويعرف عن “خلف” أنه كان يستفز العراقيين بتصريحاته التي تحكي لسان سلطة حكومة #عادل_عبد_المهدي السابقة، والتي كانت تحت تأثير إيران بشكل شبه كُلّي.

يبدو أن هذه القرارات التي اتخذها “الكاظمي” من تغييرات في القيادات الأمنية، وتعيين أفراد غير متعاونين مع إيران وميليشياتها في العراق، قد لا تتوقّف.

إذ يتداول العراقيون في منصات #التواصل_الاجتناعي أنباء مفادها نيّة “الكاظمي” تكليف المكلّف بتشكيل الحكومة سابقاً #عدنان_الزرفي برئاسة #جهاز_المخابرات الذي كان يترأسه “الكاظمي” بنفسه.

والمعروف أن طهران والميليشيات الخاضعة لها لا تستسيغ “الزرفي” ولا تتقبّله، فهي قد قاتلت مع الأحزاب المقرّبة منها التي تمثل #فصائل_المقاومة من أجل إبعاد “الزرفي” عن رئاسة الحكومة.

يتفاعل العراقيون مع هذه التداولات، ففي منصّة #تويتر، يقول مراقبون إنه إن صح خبر تكليف “الزرفي” برئاسة “جهاز المخابرات”، فإن ذلك يشير لمعان كثيرَة.

فتولية “الزرفي” بالمخابرات المعنيّة بجمع المعلومات، وتسمية #عثمان_الغانمي وزيراً للداخلية المعنيّة بالتنفيذ، و “الساعدي” لمكافحة الإرهاب التي “تردع”، يعني اكتمال أركان المثلّث الأمني.

ويعني كل هذا أن حكومة “الكاظمي” ليست تقليديّة، وملامح مشروعها سيتّضح قريباً، وهو مشروع مفاده القضاء على كل السطوة الإيرانية على الداخل العراقي، حسب المراقبين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.