كشف “أحمد الدويلمي”، المتخصص العراقي في شؤون الجماعات الإسلامية المتطرفة، لموقع «الحل نت»، عن صفقة كانت قد عقدت برعاية تركية بين “أبو بكر البغدادي”، الزعيم السابق لتنظيم #داعش، وتنظيم #حراس_الدين، المسيطر على #جبل_الزاوية في #إدلب، عقب خسارة التنظيم لآخر معاقله في “وادي الفرات”.

وقال “الدويلمي” إن مصادر خاصة في الاستخبارات العراقية أكدت له  أن الصفقة تضمّنت نقل “البغدادي”، بحماية #كتيبة_صدام_حسين، إلى معاقل “حراس الدين” في جبل الزاوية، بعد سقوط “دولة” تنظيم “داعش” على الأراضي السورية، في آذار/مارس من العام الماضي، على يد #قوات_سوريا_الديمقراطية، المدعومة بطائرات #التحالف_الدولي.

وقال “الدويلمي” إن «قوام كتيبة “صدام حسين” حوالي أربعمئة مقاتل، جلّهم قادة وأمراء من تنظيم “داعش”، وكانوا سابقاً ضباطاً بعثيين في جيش “صدام حسين”، ثم انضموا لتنظيم #القاعدة، بعد احتلال الولايات المتحدة للعراق عام 2003».

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” قد تحدثت، في تقرير نشرته أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عن اختراق “داعش” لتنظيم “حراس الدين”، وحجم العلاقة السرية التي تربطه به. وقالت الصحيفة إن «”البغدادي”، زعيم “داعش” سابق، كان قد خصص من خزانة “دولة الخلافة” مبالغ مالية ضخمة، حُولت لحساب تنظيم “حراس الدين”، على شكل رواتب شهرية، لقاء خدمات لوجستية وأمنية وإعلامية، يقدمها تنظيم “الحراس”».

 

ظهور صور صدام في “عفرين”

ورصدت مصادر إعلامية صورة لـ”صدام حسين” يقابله “زهران علوش”، قائد فصيل #جيش_الإسلام سابقاً، على أحد مقرات “جيش الإسلام”، قرب السوق الرئيسية لمنطقة #عفرين القديمة، على طريق “راجو”.

“الدويلمي” يؤكد أن «الاستخبارات التركية سحبت “كتيبة صدام حسين” من جبل الزاوية، وسلّمتها مقرات في ذات المنطقة من “عفرين”، التي كان يتواجد فيها فصيل “جيش الاسلام”، ومن ثمَّ مسلحو فصيل #أحرار_الشرقية، الذي يتحدّر مقاتلوه من #دير_الزور».

وأضاف: «بعد ترغيب الدولة التركية بعض الفصائل السورية المعارضة بالقتال في #ليبيا، وإجبارها فصائل أخرى على ذلك، ومنها فصيل “أحرار الشرقية”، نقلت قسماً من “كتيبة صدام” إلى #سلوك، في ريف مدينة #تل_أبيض، لتسدّ الفراغ الذي أحدثه انتقال مسلحي الفصائل المعارضة إلى ليبيا». مؤكداً أن «مقاتلي “كتيبة صدام حسين” يملكون أحدث الأسلحة، التي قدمتها لهم #تركيا، ويتمتعون بخبرة قتالية عالية، وهم عناصر سابقة بأجهزة الاستخبارات العراقية في زمن حكم “صدام حسين”».

 

صدام حسين في “سلوك”

“الدويملي” أشار أيضاً إلى أن «”كتيبة صدام حسين” اندمجت مع #الجيش_الحر، وانتقلت الى بلدة “سلوك”، بعد العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا، باسم #نبع_السلام، ضد المقاتلين الكُرد في مدينتي “تل ابيض” و”رأس العين”، في أكتوبر/تشرين الأول 2019. وحملت الكتيبة شعارات انتقامية، تشبه شعارات “داعش”».

وفي السياق ذاته قال “جاسم النميري” (اسم مستعار لناشط إعلامي من مدينة “تل ابيض”)، لموقع «الحل نت»، إن «مقاتلي الكتيبة وصلوا برفقة عوائلهم لبلدة “سلوك”، قبل حوالي شهرين». مشيراً إلى أن «عناصر الكتيبة لا يتدخلون في الاشتباكات شبه يومية، التي تشهدها مناطق “نبع السلام” بين مسلحي الفصائل السورية».

وأكد “النميري” أن «الكتيبة أجبرت نساء بلدة “سلوك” وريفها على ارتداء “الملابس الشرعية”، ومنها النقاب، على غرار تنظيم “داعش”». موضحاً أن «قرى وبلدات “تل ابيض” تشهد عمليات اعتقال، ينفذها مسلحو الكتيبة، المعروفون بضخامة أجسادهم، وأسلحتهم المتطورة، والسيارات المصفحة التي يستخدمونها خلال اقتحامهم منازل بعض مسلحي فصيل “أحرار الشرقية”، دون أي تدخل من قائد الفصيل “حاتم ابو شقرا”، الذي يبدو أنه يخشى مقاتلي “كتيبة صدام حسين”»، حسب تعبيره.

 

سياسة عسكرية – ديمغرافية تركية

نقل المقاتلين وعائلاتهم لم يقتصر على عناصر “كتيبة صدام حسيين”، بل يبدو أنه جزء من سياسة تركية ممنهجة. فقد نقلت وسائل إعلامية، مطلع الشهر الحالي، عن مصادرها الخاصة داخل مدينة “رأس العين”، أن «قافلة جديدة، مؤلفة من واحدة وعشرين حافلة، عبرت بمسلحي #الحزب_الإسلامي_التركستاني وعوائلهم، من ريف إدلب الى بوابة “جيلان بينار” الحدودية التركية، ودخلت منها إلى “رأس العين”، لتوطينهم في بيوت المدنيين المهجّرين قسراً».

من جانبه، لم يستبعد “حسين عمر”، الكاتب الصحفي وعضو “حزب سوريا المستقبل”، إقدام تركيا على «توطين عوائل تلك الكتيبة، ومنحهم هويات تشبه التي مُنحت لمُهجري #الغوطة، ونازحي إدلب وحمص وحماة، ومسلحين من جنسيات مختلفة، ممن استوطنوا بيوت المدنيين في “رأس العين” و”تل ابيض”. وهي هويات بمعلومات مزورة حول تاريخ ومكان الولادة ورقم القيد. يأتي هذا ضمن سياسة التغيير الديموغرافي، التي تتبعها حكومة #أنقرة في مدن وبلدات الشمال السوري»، حسب تعبيره.

وبيّن عمر في حديثة لموقع «الحل نت» أن: «تركيا تعمل على خلق بنية سكّانية جديدة في المنطقة، فإضافةً إلى النازحين، الذين منحتهم وثائق مزورة، وطّنت العام الماضي ألفاً وخمسمئة عائلة فلسطينية في “عفرين”. ناهيك عن المقاتلين المتشددين وعوائلهم من جنسيات مختلفة، ممن جاءت بهم من الصين والعراق».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.