يواجه الممثّل الخاص الجديد للرئيس الروسي لتطوير العلاقات مع #سوريا، تحدّياً كبيراً بحجم «اتهامات عدم الكفاءة» التي بدأت وسائل الإعلام الروسية توجّهها للمسؤولين السوريين، على رأسهم رئيس البلاد #بشار_الأسد.

فبعد العلاقة التي شهدت توتراً بين دمشق وموسكو، أصدر  الرئيس الروسي #فلاديمير_بوتين قراراً بترقية سفير #موسكو لدى #دمشق ليصير ممثله الخاص في #سوريا في الوقت الذي تظهر فيه إشارات تدل على عدم الاستقرار في التحالف الذي يربط البلدين، وهو ما قد يتسبّب في تقويض مساعي روسيا لتعزيز مكاسبها في سوريا.

مهمة “ألكسندر يفيموف” ستكون بالتعامل مع مجموعة من القضايا المرتبطة بالطوائف المتنوعة والمعقدة في البلاد، إضافةً إلى القوى الإقليمية والدولية المشاركة في الصراع الممتد منذ تسعة أعوام.

كما سيعمل على إدارة ممثلي روسيا في دمشق، إلا أن هذه الأخيرة كانت بارعة في الاستفادة إلى أبعد حد من موقعها كنقطة التقاء بين روسيا وإيران للعب على التناقضات بين البلدين.

يقول المحلل السياسي البارز “أيمن عبد النور” في حديث لصحيفة (ذا ناشيونال)، إن «في تعيين “يفيموف” مساعدة على تنظيم سلسلة القيادة التي تقدم التقارير إلى “بوتين” فيما يخص سوريا، بالإضافة إلى كونه إشارة إلى الانزعاج من حكم الأسد».

ويشارك المسؤولون الروس في كل شيء، ابتداءً من ترقية الموالين لهم في أجهزة الأمن السوري لمواجهة النفوذ الإيراني وتشكيل الوكلاء الجدد، وصولاً إلى إقامة علاقات مع القوات الكردية المتحالفة مع #الولايات_المتحدة في شمالي سوريا و المليشيات الدرزية المسلحة جنوبي البلاد.

وأدى عدم تحقيق المكاسب الاقتصادية التي روّجت لها روسيا إلى الضرر بحملة دمشق، التي دعمتها موسكو، لجذب اللاجئين السوريين للعودة إلى “حضن الوطن”.

كما تسبّبت في زيادة الضغط على الدول الغربية والعربية لتحمّل تكاليف إعادة الإعمار، وتزعزع كذلك الاتفاق مع #تركيا المتعلق بتقاسم الغنائم في شمالي سوريا، حيث لا تزال #القوات_الأميركية تسيطر على معظم حقول النفط السورية.

من جانبها، وبالرغم من الضغوط الروسية، حافظت أوروبا على موقف موحّد إلى حدٍّ ما؛ فيما يتعلق بإعادة إعمار البلاد رافضةً تمويل أية عملية إعادة إعمار ما لم يسبقها حل سياسي جاد.

وتلتزم روسيا بمنح السيطرة على مناطق هامة لصالح إيران، التي تتمتع بشعبيةٍ كبيرة بين الميليشيات المستميتة الحليفة لها على الأرض والتي تفوق تلك الميليشيات الموالية للأسد والتي تقف إلى جانب موسكو. كما تزود طهران دمشق بالوقود الذي تقدر قيمته بمليارات الدولارات سنوياً وتطالب باستيفاء ثمنه.

وبالرغم من أن دائرة نفوذ إيران العامة في سوريا تبدو متماسكة، إلا أن الغارات الإسرائيلية المكثّفة خلال الأسابيع الأخيرة على أهدافٍ مرتبطة بإيران، مع اعتراضٍ شبه نادر من جانب موسكو، أدت إلى مزيدٍ من تقويض التوازن الروسي الإيراني في سوريا.

ويبدو أن انهيار الليرة السورية وقلّة تدفّق القطاع الأجنبي من الجانب الروسي، فضلاً عن انتقاد وسائل الإعلام الروسية لإدارة الاقتصاد في سوريا، قد أدى إلى إلحاق الضرر بهذا التحالف.

وتعود العلاقات الروسية مع سوريا إلى خمسينيات القرن الماضي، عندما بدأت البلاد بالاستمالة إلى #الاتحاد-السوفييتي في فترة الحرب الباردة.

ورغم انقلاب  1963 الذي أوصل معظم الضباط العلويين إلى السلطة وأدى إلى تدمير الشيوعيين السوريين، إلا أن موسكو أقامت علاقات مع المجلس العسكري الجديد.

حيث كان من بينهم #حافظ_الأسد، الذي تلقّى تدريباتٍ على طائرة ميغ المقاتلة في روسيا، والذي صار فيما بعد وزيراً للدفاع قبل قيامه بانقلاب عام 1970. الأمر الذي نتج عنه خمسة عقود من حكم عائلة الأسد.

وقال “يفيموف” الشهر الماضي إن «الدعوات الغربية الموجّهة للأمم المتّحدة لتوجيه المساعدة إلى سوريا عبر المعابر الحدودية التي لا تخضع لسيطرة الحكومة السورية؛ تُقوّض سيادة دمشق».

كما رفض كذلك دعوة محاميي المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان لإطلاق سراح السجناء السياسيين في سوريا والذين اعتقلتهم دمشق «حفاظاً على سلامتهم بعد تفشي فيروس كورونا».

 

المصدر: (The National)


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.