تعاني الأُسر السورية من تردٍ كبير في مستوى المعيشية، نتيجة ارتفاع الأسعار بشكل جنوني إثر انخفاض قيمة #الليرة_السورية، مما ولّد تفاوتاً كبيراً بين دخل الأسرة، وتكاليف المعيشة.

ووفق متابعة (الحل نت) لارتفاع تكاليف المعيشة الشهرية للأسرة المكونة من 7 أفراد في مدينة #دير_الزور، خلال الشهرين الماضيين، تراوحت التكاليف بين 400 و450 ألف ليرة سورية، بينما الحد الأعلى لرواتب موظفي قطاعات الدولة “فئة أولى” 80  ألف ليرة، فيما يتراوح راتب الموظف “فئة خامسة” نحو 47 ألفاً.

وذكرت مصادر محلية لموقع (الحل نت)، أن تكاليف المعيشة ارتفعت بنسبة 12% بعد أن كانت بحدود 350-360 ألف منتصف العام الماضي 2019، ويعود ذلك لانخفاض قيمة الليرة السورية المستمر مقابل سعر صرف العملات الأجنبية.

وهذا الرقم الإجمالي لتكاليف المعيشة، يشمل تلبية الاحتياجات الأساسية من الغذاء والسكن والتعليم والصحة والنقل والأثاث والاتصالات، إضافة لبعض الاحتياجات الطارئة والاستثنائية.

وقال “مالك العلي” موظف حكومي، 38 سنةً، لموقع (الحل نت)، عند سؤاله فيما إذا يكفيه دخله الشهري طوال الشهر «في اليوم العاشر من الشهر لم يبق من راتبي الشهري سوى سبعة آلاف ليرة سورية، سأمضي بقية الشهر بالاقتراض من أصدقائي وأقاربي، وسيكون غذاء عائلتي خلال الأيام القادمة، مقتصراً على الحواضر فقط»، على حد قوله.

أضاف العلي «لا أعرف ماذا تخبئ لنا الأيام القادمة القريبة، تبعات #الكورونا أهلكت الشعب المنهك أساساً، وتطبيق قانون #قيصر سيزيد من الوضع سوءاً… كان الله في عون الجميع».

وأشارت فاطمة، زوجة العلي، وهي موظفة أيضاً، إلى أنه «بعد الارتفاع الجنوني للأسعار في الأيام الأخيرة بخاصة المواد الغذائية سنضطر والعوائل الشبيهة بحالنا لشدّ أحزمة التقشف الشديد»، على حد تعبيرها.

وفي تعليقها على الارتفاع الجنوني لتكاليف المعيشة قالت فاطمة «أنا وزوجي نعمل ودخلنا سوية لا يصل لـ 200 ألف ليرة، ولدينا 5 أطفال ماذا عسانا نفعل لتأمين مستلزماتهم في الأيام المقبلة؟».

معظم التجار يستغلون الوضع لزيادة أرباحهم

لفت “عدنان الساير” موظف حكومي 55 سنة إلى أن «#التجار يتحكمون بنا، والمعنيون بمراقبة الأسواق والأسعار يغضون البصر، وكان الأمر لا يعنيهم، والوضع الحالي ينذر بمأساة قريبة، سيكون ضحيتها الشعب الفقير فقط».

وذكرت “ريم سلمان” وهي معلّمة صف وأم لثلاثة أطفال أن «الكل يعلم أن #الراتب الشهري للمعلمين لا يتجاوز 50 ألف ليرة سورية، ونحتاج إلى أضعافه عشرات المرات لتأمين احتياجاتنا اليومية فقط، والوضع الراهن سيكون كارثياً علينا».

ولفتت السلمان إلى أنها «تلجأ لإعطاء دروس خصوصية لطلاب ضمن بيوتهم، كي تستطيع مشاركة زوجها بدفع الإيجار الشهري لمنزلهم، وتوفير بعض الاحتياجات الضرورية وليس الكمالية لأطفالها».

الأسعار غير مستقرة وتشهد ارتفاعاً يومياً

وفي جولة لـ «الحل نت» في أسواق دير الزور، تبين ارتفاع أسعار الفواكه والخضار الأساسية مثل البصل والبطاطا والبندورة والكوسا والليمون بأرقام قياسية، إذ وصل سعر كيلو #البندورة إلى 4500 ليرة سورية، وكيلو البصل وصل إلى 5000 ليرة، بينما وصل كيلو المشمش إلى 4000 ليرة، والتفاح إلى 5000 ليرة.

كما ارتفعت أن أسعار #اللحوم (الدجاج والعجل والخروف) بنسبة 70%، إضافة لارتفاع حاد بسعر البيض، كما أن الأسعار غير مستقرة وتشهد ارتفاعاً يومياً بالتزامن مع تردي الأوضاع الاقتصادية في سوريا بشكل عام.

وبحسب إحصاءات الأمم المتحدة، في تقرير عن الاحتياجات الإنسانية في سوريا لعام 2019، فإن 83% من السوريين يعيشون تحت “خط الفقر”، وهو أدنى مستوى من الدخل يستطيع به الفرد أن يوفر مستوى معيشة ملائم، كما أن 33% من السكان في سوريا يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.